للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه من المعاني وهي بالاعتبار الأول (١) مترادفة (٢) لدلالتها على مسمى واحد وهو الله عز وجل وبالاعتبار الثاني (٣) متباينة (٤) لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص فـ " الحي العليم القدير السميع البصير الرحمن الرحيم العزيز الحكيم " كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله سبحانه وتعالى لكن معنى الحي غير معنى العليم غير معنى القدير وهكذا (٥)

وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف لدلالة القرآن عليه (٦) كما في قوله تعالى (وهو الغفور الرحيم) [الأحقاف:٨]


(١) أي باعتبار دلالتها على الذات فإنها مترادفة لأن العليم بمعنى السميع بمعنى البصير وهكذا لدلالته على مسمى واحد
(٢) الترادف هو الألفاظ الكثيرة لمعنى واحد مثل: أسد وليث، وقمح وبر وحنطة وهكذا
انظر شرح تنقيح الفصول للقرافي ص ٣١ وشرح المنهاج للجاربردي (١/٣٠٦) وشرح مختصر ابن الحاجب للأصفهاني (١/١٧٥)
(٣) أي باعتبار ما تدل عليه من المعاني فإنها متباينة لأن السمع غير البصر وهكذا
قال في مراقي السعود:
اللفظ والمعنى إذا تعددا ... معاً تباين كراح واغتدا
انظر شرح الولاتي على المراقي ص٢٤وانظر شرح النونية لابن عيسى (٢/٢٥٢)
(٤) التباين هو الاختلاف بين الألفاظ باعتبار تعدد معناها.
مثل: حديد، كتاب، سماء، سيف
انظر توضيح المنطق للمدلوح ص٣٠
وقال في مراقي السعود المطبوع مع شرح الولاتي ص٢٦:
وما يرى لنوع ذا يخالف ... كالبر والقمح هو المرادف
وليس منه ما به لمقصد ... زيادة كالسيف والمهند
(٥) يقول الإمام ابن القيم في كتاب الأسماء الحسنى الذي جمعه يوسف بن علي ص ٢٥٥:

اختلف النظار في هذه الأسماء: هل هي متباينة نظراً إلى تباين معانيها وأن كل اسم يدل على معنى غير ما يدل الآخر أم هي مترادفة لأنها تدل على ذات واحدة فمدلولها لا تعدد فيه وهذا شأن المترادفات؟ والنزاع لفظي في ذلك.
والتحقيق أن يقال: هي مترادفة بالنظر إلى الذات متباينة بالنظر إلى الصفات وكل اسم منها يدل على الذات الموصوفة بتلك الصفة بالمطابقة وعلى أحدهما وحده بالتضمن وعلى الصفة الأخرى بالالتزام.
وانظر التدمرية لشيخ الإسلام وشرحها لفالح آل مهدي ص٢٢٦
(٦) ذكر المؤلف الأدلة على أن أسماء الله أعلام وأوصاف من القرآن ولإجماع أهل اللغة = = والعرف وسيأتي للمسألة مزيد من التفصيل في الملحق.
انظر تمهيد الأوائل للباقلاني ص ٢٢٨ وتبصرة الأدلة في أصول الدين لأبي المعين النسفي (١/٢٠١إلى ٢٠٩)

<<  <   >  >>