للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الهدايا والتقاريظ

(كتاب الفوز الأصغر)
هو للفيلسوف الإسلامي الشيخ أحمد بن مسكويه الرازي صاحب كتاب
(تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق) المتوفى سنة ٤٢١ وضعه لتحقيق البحث
النظري في ثلاث مسائل: (١) إثبات الصانع و (٢) النفس وأحوالها و (٣)
النبوات وقد نزع فيه منازع دقيقة في الوفاق بين الفلسفة والدين، وجعل لكل مسألة
عشرة فصول، فمن فصول المسألة الأولى فصل في بيان أن وجود الأشياء
كلها إنما هي بالله عز وجل، وفصل في أن الله تعالى أبدع الأشياء من لا شيء ومعلوم
أن الفلاسفة يقولون: يستحيل إيجاد شيء من لا شيء. وفي فصول المسألة الثانية
إثبات النفس وكونها ليست جسمًا ولا عرضًا، وإثبات أنها جوهر حي باق وأنها
ليست الحياة بعينها بل إنها تُعْطى الحياة، وبيان ماهية النفس والحياة، وبيان كمال النفس والكلام في السعادة وفي حال النفس بعد البدن.
وفي فصول المسألة الثالثة بيان مراتب الموجودات واتصال بعضها ببعض
وبيان أن الإنسان عالم صغير وقُواه متصلة ذلك الاتصال والكلام في كيفية الوحي وفي
العقل وكونه ملكًا مطاعًا، وفي المنام الصادق، وفي الفرق بين النبوة والكهانة وفي
النبي المرسل وغيره وفي أصناف الوحي، وفرق بين النبي والمتنبئ. وقد طبع
الكتاب طبعًا جميلاً في بيروت ويباع في مكتبة أمين أفندي هندية بمصر، فنحث
جميع المشتغلين بالعلم على مطالعته.
* * *
(كتاب تفصيل النشأتين. وتحصيل السعادتين)
هو للإمام أبي القاسم الحسين بن محمد بن المفضل الراغب الأصفهاني
المتوفى في رأس المائة الخامسة. ومباحث الكتاب فلسفية أخلاقية إسلامية، وقد قرن
جميع مسائله بالآيات القرآنية فجعلها شواهد وأدلة، وبعضها لا يصلح لما وضعه
له، ولكن له منازع دقيقة فيها. وأبواب الكتاب على اختصار ٣٣ وهي في معرفة
الإنسان نفسه، وفى أجناس الموجودات ومواضع الإنسان منها، وفي العناصر التي
أوجد منها الإنسان والقوى التي جمعت فيه، وفي تدرج الإنسان حتى يصير كاملاً،
وفي كونه مستصلحًا للدارين، وفي كونه هو المقصود من العالم وكون ماعداه خلق
لأجله، وفي تفاوت الناس وسببه، وفي الشجرة النبوية وفضلها، وفي الشرع والعقل
والعبادة وغير ذلك، وهو كالذي قبله جدير بالمطالعة وطبع حيث طبع ويباع حيث
يباع.
* * *
(إقامة البراهين العظام على نفي التعصب الديني في الإسلام)
رسالة من تأليف الشيخ محمد بن مصطفى بن الخوجة الجزائري بوجوب
الخضوع لفرنسا وعدم الخروج عليها، وقد جاء فيها بمسائل نافعة تثبت أن دين
الإسلام يأمر بمعاملة المخالفين في الدين بالعدل، ويحرم إيذاءهم والاعتداء عليهم
وأنه شرع فيه ما يقتضي التآلف مع أهل الكتاب كحل مؤاكلتهم وتزوج المسلم منهم،
وغير ذلك من الفوائد المسلمة. وفي الرسالة ما يُنتقد. فمنه أنه أخطأ في بعض ما
أسنده إلى الأستاذ الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية عند الاحتجاج بكلامه
واصفًا إياه بكونه (خاتمة الأئمة وعلامة الآفاق على الإطلاق) فقد قال عن الأستاذ
الإمام إنه قال في دروس التفسير بالأزهر: إن قوله تعالى: {وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ
تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} (البقرة: ١٩٣) خاص بالواقعة التي كانت متوقعة
للمسلمين في رواحهم إلى مكة إلخ.
والأستاذ الإمام لم يقل بهذا التخصيص، وإنما قال: إن معنى {حَتَّى لاَ تَكُونَ
فِتْنَة} (البقرة: ١٩٣) : هو أن يؤمن شر المعتدين ويأمن الدعاة إلى الدين على
أنفسهم وعلى من يجيبهم إلى ما دعوا إليه. ومعنى {وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّه} (البقرة:
١٩٣) : أن يكون دين كل شخص خالصًا لربه لا تدخله محاباة ولامداجاة ولا يهدده
مهدد، ولا ينقضه خوف من معتد. فلا يكون لغير خشية الله أثر في نفوس
المؤمنين. وانظر بم يكون هذا؟
ومما ينتقد عليه أشد الانتقاد قوله في نصيحته للمسلمين بعد إطراء فرنسا
وذمهم ووصف سوء حالهم: (فلا ينبغي لهم الاهتمام إلا بشئونهم المعاشية) إلخ كأنه
يريد أن يجعلهم بهائم. وهل يرى ذلك الأستاذ أن فرنسا التي وصف عدلها وحريتها
وفضلها ومدنيتها لا ترضى من المسلمين في الخضوع لها إلا أن يكونوا كالأنعام. لا
يهتمون إلا بالأكل والشرب والمنام. وهل ينافي خضوعهم لها اشتغالهم بالعلوم
والآداب التي يرتقون بها ارتقاءً معنويًّا ويسامون الإفرنج في الصفات
البشرية؟
إن كان يقول هذا فهو ناقض به كل مدح مدح به فرنسا! فينبغي لهذا الشيخ
المدرس وأمثاله إذا كُلفوا بالكتابة في مثل هذا المقام أن يقتصدوا ويقفوا عند حد
معلوم وكان المجال واسعًا لإقناع المسلمين بعدم الخروج على فرنسا وتعريض أنفسهم
للهلكة من غير عبث بالأحكام، ولا تكليف للمسلمين بأن يكونوا كالأنعام. وبهذا القدر
كفاية وسلام.
* * *
(الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية)
للشيخ عبد الغني النابلسي الفقيه الصوفي الشهير رحلتان أو ثلاث، وهذه منها
وهي أخصرها وقد طبعت في مطبعة جريدة الإخلاص الغراء على نفقتها، ووقف
على طبعها أحد محرري الجريدة ديمتري أفندي نقولا المحترم صاحب مجلة الفكاهة.
أما المؤلف فإنه يذكر في هذه الرحلة كيفية سفره من الشام إلى القدس ونواحيه، وما
رآه وجرى له فيه، وأهمه زيارة قبور الأنبياء والصالحين بحسب تعريف المعرفين
الذين يصحبون الزائرين في تلك البلاد وما في الكتب المؤلفة في تاريخها، وقد ختم
الكتاب ملتزم طبعه بإحصاء ما ذكر في الرحلة من المدن والقرى والأمكنة
ومقامات الأنبياء، والجوامع والمساجد والمدارس والكنائس والأديرة والأنهر
والعيون والآبار وقبور الصحابة والأولياء والصالحين، وذلك أحسن ما في الرحلة
وربما ينقل بعد في باب البدع شيئًا مما في الرحلة. وصفحاتها ٨٤ وهي تطلب
من إدارة جريدة الإخلاص الغراء وثمنها ٥ قروش صاغ.
* * *
(الدنيا في باريس)
هي الرسائل التي وصف بها مشاهد معرض باريس الأخير صديقنا الفاضل
الشهير أحمد زكي بك الكاتب الثاني لأسرار مجلس النظار، وقد اشتهر أمر هذه
الرسائل وانتشرت في البلاد؛ لأن رصيفنا البارع الدكتور عيد أفندي كان يطبعها
ويوزعها مع مجلة (طبيب العائلة) وقد سبق للمنار تقريظها وبيان بعض فوائدها.
الآن وقد جمعت هذه الرسائل كلها في كتاب واحد مزين بالرسوم صفحاته ٣٧٢ وثمنها
١٥ قرشًا وسننقل بعض فوائدها عند سنوح الفرصة إن شاء الله تعالى.
* * *
(قاموس الجغرافية القديمة بالعربي والفرنساوي)
أهدى إلينا صديقنا مؤلف رسائل (الدنيا في باريس) مع هذه الرسائل
نسخة من هذا القاموس المختصر المفيد الذي يعرف الكتاب حاجتهم إليه من اسمه.
قال المؤلف في مقدمته: هذا معجم صغير أوردت فيه كثيرًا من الأعلام الجغرافية
التي لها ذكر في تواريخ الأقدمين من مصريين وآشوريين وروم وعجم وغيرهم
من الأمم جمعته بعد أبحاث شتى ومطالعات عديدة، فكابدت فيه عناء ليس باليسير
يعرفه من أُطِلعَ عليه أو انشغل بشيء من هذا القبيل ثم قال: (وإذا نال هذا الكتاب
الصغير من الإقبال ما هو خليق به لشددت عزيمتي لإبراز المعجم الكبير الوافي الذي
جمعته في هذا الموضوع المفيد) فعسى أن تتحقق الآمال وينال فوق ما يطبله مؤلفه
الفاضل من الإقبال، والكتاب مطبوع في المطبعة الأميرية وثمنه ٨ قروش وهو يطلب من مؤلفه ومن إدارة مجلة طبيب العائلة.
* * *
(مجموعة حقوقية طبية هندسية. لجميعة متخرجي المدرسة الخديوية لسنة ... ١٩٠١)
إذا وجب أن نذكر ما ينتقد على نظارة المعارف في نظام التعليم وقوانينه
فمن الواجب أيضا أن نذكر ما لها من الحسنات؛ لأن الله تعالى يحب العدل في كل
شيء، ولأن فائدة استحسان الحسن لا تنقص عن فائدة انتقاد المنتقد، فكل واحد من
الأمرين جعله الله سببًا لإتقان الأعمال واختيار النافع منها وتجنب الضار.
ومن حسنات المعارف المصرية الإذن للتلامذة المتخرجين من المدرسة
الخديوية بإنشاء جمعية علمية أدبية في نفس المدرسة يعدون فيها المقالات الضافية في
مسائل العلوم التي يتعلمونها في المدرسة وفي المداس العالية التي ينتقلون منها
إليها ويعرضونها للانتقاد والبحث والتمحيص وقد حضرت اجتماعًا في المدرسة
فسررت سرورًا عظيمًا، ورغبوا إليّ في انتقاد ما تكلموا فيه وهو حقيقة الجنون
وتاريخه وأنواعه فانتقدته علنًا فتلقوا انتقادي بالقبول والشكر كما هو شأن الباحث
المستفيد.
وقد طبعوا في هذه الأيام الجزء الأول من مقالاتهم التي تليت في السنة
الماضية وسموه بما ذكر في صدر الكلام. وتفضل وكيل الجمعية الفاضل النبيل
علي بك ماهر نجل صاحب السعادة ماهر باشا محافظ مصر بتقديم نسخة إلينا بنفسه
فشكرنا له ذلك. وفي المجموعة ست مقالات: (١) في التربية والتاريخ لعلي بك
ماهر بمدرسة الحقوق و (٢) في أشعة رنتجن لعبد الرحمن أفندي عمر بمدرسة
الطب و (٣) في التكافل والتضامن لمحمد حلمي أفندي عيسى بمدرسة الحقوق.
و (٤) في التنويم المغناطيسي واستحضار الأرواح لمحمد أفندي شكري بمدرسة
الطب و (٥) في لوازم الحياة الأصلية لمحمد أفندي ماهر بمدرسة الطب. و (٦)
شهران بسويسرا لعلي بك ماهر وفي المقالات فوائد كثيرة وعدد صفحات المجموعة
٦١٢ فنحث جميع المصرين على اجتناء هذه الثمرة الشهية، التي أنتجتها فروعهم
الذكية.
* * *
(مجلة الأحكام الشرعية)
كثرت الجرائد والمجلات في مصر حتى تناولت كل موضوع يمكن أن تنشأ له
إلا موضوع القضاء الشرعي كأن المحاكم الشرعية وأعمالها ليست من حاجات
العمران التي يجب أن تخدمها الصحافة. وقد انبرى في أول هذا العام للقيام بهذه
الخدمة الجليلة المحامي الشرعي الشهير حسن بك حمادة المتخرج في مدرسة
الحقوق السلطانية في الأستانة العلية فأنشأ هذه المجلة الشهرية، وقد صدر الجزء
الأول منها مفتتحًا بمقدمة بليغة في حالة القضاء الشرعي والمحاكم الشرعية وسيرها
والحاجة إلى الإصلاح فيها على الوجه الذي حرره الأستاذ الإمام مفتي الديار المصرية
في تقريره المشهور.
وقد كادت هذه المقدمة أن تكون تاريخًا للمحاكم الشرعية بصورة مجملة.
ويلي ذلك مقالة في القضاء الشرعي بمصر ماضيه وحاضر وهي تاريخية
مفصلة، ومقالات أخرى في المحاماة والقضاء وفي المجالس الحسبية وتاريخها وفي
المحاكم الشرعية وتنازع الاختصاص. وقد فتح فيها بابًا لنشر تراجم المشهورين
من علماء الشرع، وبدأ بترجمة الإمام أبي حنيفة، وبابًا لأشهر القضايا الشرعية التي
لها فائدة عامة وفي المجلة غير ذلك من الفوائد العلمية والأدبية وقيمة الاشتراك
فيها ستون قرشًا في القطر المصري وعشرون فرنكًا في خارجه فتنتمى لها
النجاح الذي تستحقه.
* * *
(تقويم المؤيد)
صدر تقويم المؤيد لسنة ١٣٢٠ على ما يعهد الناس وفوق ما يعهدون من
الإتفان وكثرة الفوائد العلمية والفلكية والطبية والتاريخية والأدبية وغير ذلك، وقد
جلد في هذه السنة تجليدًا جميلاً مزخرفًا اجتلب له جلد من أوربا منقوشًا عليه اسمه
واسم مؤلفه فنهنئ صديقنا الفاضل محمد أفندي مسعود بما صادف عمله المتقن من
النجاح الذي هو جدير به.
* * *
(النتيجة الوحيدة)
أهدتنا مطبعة الموسوعات نسخة من هذه النتيجة التي تطبع فيها بالدقة والإتقان
فنشكر لها إتقان طبعها، ولمؤلف النتيجة الحاسب المدقق السيد مصطفى
محمد الفلكي المحامي تلك الفوائد التي فيها.
* * *
(التقويم الأزهري)
يسر المسلمين أن يروا جميع الآثار العلمية منسوبة إلى الأزهر الشريف
وصادرة من أهله، وهذا الشاب الفاضل الشيخ محمد محمد عمر الأسطنهاوي
الفلكي قد أنشأ تقويمًا يصدره في كل سنة هجرية وقد أراد الأستاذ الأكبر شيخ
الجامع الأزهر بأن يسميه التقويم الأزهري فعسى أن يقبل عليه الناس ليزيدوا مؤلفه
تنشيطًا على إتقان عمله.