للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الأزهر والأزهريون - وفاضل هندي

إلى السيد الحكيم الفاضل محرر مجلة المنار الغراء:
لست في حاجة أيها السيد الحكيم لأن أسهب لكم القول في فضل الانتقاد
والمنتقدين وما لهم من الأيادي في ترقية الأمم فإن العوان لا تعلم الخمرة، وهذا
مناركم الأغر لا يكاد يقف على رأس كل سنة حتى يكون قد ذكر فصولاً ضافية في
الانتقاد، وإنه المقوم لما اعوج من أعمال الأمم والرافع لما خمل من شأنها والآخذ
بيدها على مدارج الرقي والكمال، وعلم الله أنه لا حامل لي على أن أوجه
بسطوري هذه إليكم آملاً في نشرها على صفحات مناركم إلا عظيم الثقة ووطيد
الأمل: بأنكم لا تخشون في الله لومة لائم وأنه لا يوقفكم عن السير في سبيل
الإصلاح غرض لهيان أو هنات مما يكتب في صدر فلان.
خرجت ذات يوم إلى منتزه الجيزة لأبدد ما تراكم بصدري الحَرِج من الهموم
والأكدار في تلك الرياض الفسيحة وذاك الفضاء الممتد حتى إذا كنت على قيد أذرع
من رأس المنتزه الجديد حيث تقف هناك مركبات الكهرباء القادمة من الأهرام
فالجيزة إذا أنا بأحد صبية الفلاحين وقد أخذ ناحية عن أعين الناس وهو قابض على
كثير من الأوراق المكتوبة يتصفحها واحدة واحدة وبعضها يتناثر من بين يديه إلى
حيث تتلاقفها الرياح فتعبث بها أضعاف عبثه من قبل فأهويت إلى واحدة منها وقد
جرى بها الريح إلى ما تحت قدمي فإذا بها كلام عربي فتقدمت نحو الغلام وتلطفت
في طلبها منه وأمرته أن يذهب فيجمع لي ما فرقته يده في الهواء في مقابلة فلس
أعطيته إياه ففعل شاكرًا وذهب طيب الخاطر راضي النفس بعد أن علمت منه أنه
عثر عليها وقد لفت في غلاف على طريق الكهرباء فيما بين الجيزة والجزيرة
وأخذت أنا طريقي الأول حيث أشجار اللبخ القائمة على ضفة النيل الغربية فجلست
هناك في ظلها الوارف وكان الوقت أصيلاً وصرت أقلبها وأجيل فيها النظر وأطيل
الفكر حتى انكشف لي أمرها بعد طول إمعان وإعمال روية، إنها صحائف سَوَّدَها
بعض أفاضل الهند المولعين بالبعد عن دين الإسلام المتين من بلدة يقال لها (الله
أباد) وعلمت من مجموعها أن الرجل أخو أَسْمَارٍ وجَاشِم أخطار وجَوَّاب أقطار من
حيث لا صاحب له إلا همة يحاول أن يطأ بها قمة العيوق ونفس تنزع به إلى ذرى
شرف لا تتطاول إليه الأعناق وقد تجلى لي من رسائل كانت ترد إليه أن الرجل
سيد بلدته، وأشرف بني جلدته، قدم هذه الديار سائحًا متجولاً كما جال في كثير
غيرها من بلدان المسلمين ولا هم له إلا التنقيب عن أدواء الأمة الإسلامية وأسباب
انحطاطها وقد عاهد صديقًا له في (حيدر أباد) على أن يوافيه برسائل متتالية
يصف له بها كل ما يراه من أدواء الإسلام وعوامل ضعفه وأسباب تأخره، ولقد
قلبت في الأوراق كثيرًا وقد كتب بعضها بالأُردية والبعض بالعربية علني أجد فيها
ما يشير إلى الرغبة في كتمانها وصونها عن أنظار غيره فلم يظهر لي إلا عكس
ذلك فقد وجدت في أولى رسائله عبارة صريحة يأذن لصاحبه فيها بنشر ما كتب
ويكتب لكل من أحب. وأهم ما رأيت في تلك الرسائل ثلاثًا بعث بها إلى صاحبه
في حيدر أباد يصف له فيها الأزهر والأزهريين بعبارة لا تسلم من العجمة ولكن لم
يركب بها مخارم الإغراب ولم يتدل إلى حضيض العامية المبينة وقد تحامى في
انتقاداته خشن القول وغليظ الكلام حتي جاء كلامه أكرم انتقاد وأعفه وأكفه وأحلمه.
لذلك أحببت أن أبعث بها إلى أعظم مجلة إسلامية وأرسخها قدمًا في الإسلام
وأحبها لنشر فضائل رجاله وأحرصها على رَأْب صدعهم ومداواة دائهم، وقد
تصرفت بالعبارة تصرفًا لا يمس شيئًا من المعنى راجيًا أن لا تضيعوا لي أملاً،
والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وهذه صورة الرسالة الأولى:
(من القاهرة إلى حيدر أباد)
سلام عليك أيها الأخ الفاضل، أمد الله في حياتك ولا حرمني إخاءك، وأسبغ
علي رداء إخلاصك، وبعد فقد ورد إلي كتابك الكريم أحوج ما كنت إليه فاستعذبته
وحسن موقعه من قلبي، وما ذكرت أيها الأخ من استبطاء المراسلة وإشفاقك من أن
يصرم البعد حبل الود ويطفئ غلة الشوق والوجد ويضرب على ما سبق به الوعد،
فأنا أستغفر لك الله في ذلك وهو العليم بما لك في فؤاد أخيك مهما شطت به دار
الغربة وبعدت به النَّجْعَةُ. وما كان لي وأنت موضع ثقتي ومكان إخلاصي وبك
أعتضد وعليك أعتمد أن أظهر قولك زورة طيف أو أنسى وعدك لمحة طرْف وإنما
هي الأسفار أورثتني من الضعف والشحوب والإنضاء، ما لو رأيته لأصبحت
عذيري فيما ارتكبت من الإبطاء، ويعلم الله أنني أكتب لك ما أكتب وأنا نضو سفر
قد ألحفني وعثائه جلبابًا، وقل أطرقة ضربت علي من رواقها قبابًا، ولقد كان
الأجدر بي أن لا أكتب لك كلمة حتى أتزيد من الراحة أيامًا، وأسترد بعض ما فقدت
من القوة لولا ما أخشاه من جرح صدرك وتغير فؤادك، فأما ما ذكرتني به وأخذتني
على تأخيره وسألتني إنجازه من زيارة مدرسة الأزهر الإسلامية الهائلة واستعجالي
بزيارتها إن لم أكن فعلت ثم بالكتابة إليك بما استبان لي من أمرها وطريقة التعليم
بها، وأن أسهب لك القول فيما أجده بها من مواضع النقد والملاحظة. فقد صادف
جميع ما ذكرت سابق رأي مني فيه. وإن مدرسة يزيد عدد طالبيها على تسعة
آلاف من المسلمين ما بين مصريين وسوريين وروسيين وعرب وأتراك وبربر
وهنود لجديرة بأن لا أنساها في سياحتي بل جديرة بأن تكون زيارتها ودرس
أحوالها جُلّ ما أنا قاصده من تجوالي في ربوع الإسلام غير أن كتابك قد ورد عليّ
وأنا لم يمضِ لي غير يومين في القاهرة قد مضى يومان آخران من تاريخ وروده
وأنا لم أزر تلك المدرسة إلا زورة واحدة لما ذكرت لك من الضعف واللغوب
وسأكتب نموذجًا بما وقع لي منها في تلك الزورة مرجئًا التفصيل والإسهاب لغيرها
من الرسائل ولا غَرْو أيها الفاضل أن أكتب رسالتي هذه مختصرة في الوصف
مقتصرة على ما ذكرته لك على وجه الجملة شأن من كان غريب الدار غريب اللغة
فأقول:
كثيرًا ما كنت أسمع من إخواني في الهند إذا حادثتهم في شأن الأزهر كلمة
مقولة وهي (الأزهر أكبر مدرسة دينية على سطح الكرة الأرضية) فكنت أهتز
لذلك من الارتياح والطرب (كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب) ولطالما كان
يقع في أذني إذ ذاك أنه على كثرة طالبيه وتعدد معلميه قليل النظام مختل طريقة
التعليم عقيم النتيجة، ولكن ما كان ذلك لينتزع من قلبي تلك الهزة وذلك الإعجاب به
وبكثرة طلابه وما كان ليسوئني من أن أجد فيه إذا دخلته قليلاً من النظام وبعض
الترتيب ولقد بت ليلة قدومي إلى القاهرة من الوجد لزيارته بليلة الملسوع. حتى إذا
كنت من صباح الغد وبلغت الساعة.. أسرعت بركوب عربة إليه ودخلت فإذا
ساحة مترامية الأنحاء لا فرش فيها إلا الغبراء ولا غطاء عليها إلا السماء غير أنها
تخلو من جمال هندام في جدرانها وكمال الهندسة في شكلها وإتقان صنعة فيما يحيط
بها من الأبواب والنوافذ ورأيت بها - والفصل كما تعلمون شتاء - أناسًا كثيرين
يتشمسون وقد اشتغل البعض بتلاوة القرآن والبعض بالمذاكرة في كراسة بيده،
وآخرين ما بين مستلقٍ على ظهره ومُنْكَبٍّ على وجهه ومن بينهم من التفوا حول
أدون المآكل يأكلون فيها بشهوة المنهوم فألقي في روعي لأول الأمر أنها ساحة
يستريح بها الطلبة في أوقات معلومة بعد طول المطالعة والدرس، وإجهاد القوة
ونصب النفس، فعَذَرْتُهم إذ ذاك على استلقائهم وانكبابهم وتزاحمهم على المأكل
لتعويض ما اندثر من أدمغتم عقب الجد والتحصيل، والاشتغال الطويل، غير أني
لم ألبث هُنية حتى أخبرني صاحب إلى جانبي من الطلبة السوريين - وكنت قد
اصطحبته لمثل هذه الحال - بأن تلك الساحة قطعة من المدرسة نفسها وأن ما أراه
إنما هو نظامهم في الطلب والتحصيل فكدت أن أصعق إذ ذاك، وتلبد فكري بغيوم
الكدر والحزن حتى أوشكت أهلك أسًى وغمًّا، ولقد كنت أرى في تلك الساحة الرجل
وقد كبرت سنُّه حتى خارت قوته ورقَّ عظمه فانحنى ظهره، وضعف عضده،
حتى رعشت يده، وكلَّ بصرُهُ حتى لا يبصر إلا شفًا، وإنه على ذلك كله ليجلس
وإلى جانبه فتًى حديث السن غض الشباب ماطر له شارب ولا خط له عِذار
وكلاهما يدرس ويتفاهم مع الآخر على أنه من أضرابه في الطلب ومنافسيه في
التحصيل ويجلس كل منهما في حلقة درس واحد.
ثم اخترقت تلك الساحة وأنا مدهوش العقل ذاهل اللب لما أراه من اجتماع
الأضداد المتناقضات وولجت من باب هناك إلى المقصورة المُعدة للتدريس، وقد كنا
قبيل الظهر فإذا محل فسيح الأرجاء ذو سقف يقوم على نحو أربعمائة عمود يخال
إلي من شكلها أنها نقلت إليه من المعابد والهياكل القديمة تميد بها تلك الألوف مَيدَانًا
وهم على مثال من رأيت في صحن المدرسة من اختلاط الحابل بالنابل، وتلاشي
النظام والترتيب إلى حد ظننت معه أنهم مأمورون بذلك، وأن من قوانين التعليم هناك
استئصال حب النظام من الصدور كما يستأصل الخلق السيئ.
وأعجب ما رأيته بين الطلبة من سلطان العادة على النفوس أن الطالب هناك لا
تحلو له المذاكرة ولا يروق التحصيل إلا إذا رفع صوته بأقصى ما في إمكانه فيتألف
من مجموعهم دَوِيٌّ يصم أذن القادم عليهم، فاخترق بي صاحبي السوري الجموع
حتى انتهى بي إلى محل هناك يقال له (رواق الشوام) فصعد بي على مدارجه إلى
غرفة هناك استرحت بها قليلاً وكان قد أذَّن الظهر فقال لي الصاحب هلم نمر بالدروس
وهي منتظمة، أما الدوي فلا يلبث أن يسكن لاشتغال الطلبة بالسماع من معلمهم؛ فلم
أتمالك نفسي علم الله من البكاء على أثر قوله انتظام الدروس وقلت - ومهجتي تذوب
من الأسى فتنحدر من عيني دموعًا -: يا حبذا ذاك الدوي لو كان زمجرة رعد تبشر
بسقوط غيث العلم من سماء على صدور الطالبين، فتنبت ما يقوم بشفاء داء الإسلام
والمسلمين.
ثم قمت وقام الصاحب حتى إذا كنا في واسطة الدرج أخذت أرسم له كيف
يغشى بي الدروس، وذلك أن يبدأ بدرس أول كتاب يدرسونه في النحو ثم ينتقل
بالتدريج حتى درس آخر كتاب اصطلحوا أن يكون خاتمة الطلب في الفن ففعل
وكان أول درس وقفت عليه درس الكتاب الأول وأول كلمة سمعتها فيه قول المعلم
(واختلف في الجارّ والمجرور هل هو متعلق بظرف أو بفعل) فالتفتّ إلى صاحبي
وقلت أوتهزأ بي يا هذا، ألم أقل لك أن تذهب إلى أول كتاب فقال: لم أهزأ بك
والشيخ إنما يقرأ أول كتاب في النحو ويقرر ثاني درس في الكتاب فقلت لن يثبت
ما تقول في نفسي حتى تريني آية ذلك فأشار إلى غلام يليه من الدرس فسأله ماذا
يقرأ الشيخ يا صاحبي؟ قال الكفراوي قلت أنا والكفراوي ماذا؟ قال: أول كتاب يقرأ
في النحو؟ فأخذت بيد صاحبي إذ ذاك وأنا خَجِل من اتهامي إياه وقلت: اذهب بي
توًا إلى الدروس الثانوية حتى أرى ماذا يقرأون.. . ولا أريد أيها الأخ أن أطيل لك
القول في هذه الرسالة بتفصيل ما رأيته بعد ذلك بل أجمل لك فيه القول إجمالاً.
وجدت معلم الكتاب الثاني يشتغل بتعريف المركب عند المناطقة طويلاً ثم لوى
زمام الكلام إلى تعريف عند اللغويين فالبيانيين فالتوحيديين إلى فنون أُخَرَ ذهب
عني أسماؤها وحفظ تعاريف واضعيها، أما الدرس الثالث فكان الشيخ فيه منهمكًا
في تعريف الرئة واختلاف الأطباء الأقدمين فيها وما قالوا في تكييف الصوت إلى
كلام طويل، وكان ذلك كله استطرادًا من قول النحاة: اللفظ صوت مشتمل على بعض
الحروف وعلى ما ذكرت لك كان الحال في بقية الدروس حتى إذا انتهيت إلى
درس آخر الكتب كان يخيل لي أن الشيخ إنما يلفظ رطانة لا أفهمها وإني
لأقسم لك - وأنت تعلم قدر اشتغالي بالعربية وشدة شغفي بها - إنه لم يعلق بذهني من
كل ما سمعته إلا كلمتين إحداهما قوله بين أجزاء كل جملة وعلى رأس كل كلمة:
(قال الشيخ رحمه الله تعالى) ، والثانية ذكر سبب تسمية سيبويه من أن سيب
اسم للرائحة بالفارسية وويه اسم للتفاح.
هذا ما رأيته وأقول لك على الجملة في مدرسة بعيدة الصيت طائرة الشهرة في
كل قطر من بلاد المسلمين حتى كاد بعضهم أن يعلق بها الأمل في نجاح كل عمل.
ومما هو جدير بي أن أجمل لك فيه القول في الرسالة أن سِنِيَّ الطلب يغلب
أن تكون من خمس عشرة سنة إلى ما يحتمل أن يعمر إنسان، والطالب يشتغل
هناك بالكتاب الأول في السنة الأولى ثم بالكتاب الثاني في الثانية ثم بالثالث والرابع
والخامس والسادس في خمس سنين ثم ينتقل على النحو ويكون قد حضر ما يقابله
من كتب الفقه إلى علوم البلاغة ثلاث سنين ثم يصرف ما بقي في تلقي كتاب كبير
في الأصول وفي خلال هذه المدة يكون قد حضر في أوقات غير مضبوطة ولا
منتظمة علوم التوحيد والمنطق والتفسير، وبعد أن يأتي على ذلك كله درسًا يكون
يكون على خيار من أن يتقدم لشهادة الدراسة أو يرجع إدراجه إلى تلك الكتب
والفنون فيتلقاها درسًا درسًا ويسمون ذلك فيما بينهم إعادة المذهب.
وقد ضمني مجلس مع أحد المترشحين لشهادة الدراسة وكان ممن أعادوا
المذهب فرأيت منه رجلاً وقورًا صالحًا على رأس الخامسة والأربعين من عمره غير
أن بلسانه حبسة وعيًّا فعمدت إلى أن أعرف مبلغ علمه بالكتابة فقدمت إليه بلطف
طلب ورقة سؤال راجيًا أن يكتب لي ما تيسر من إنشائه ولما لم أفلح أكثرت عليه
من الإلحاح والإلحاف في الطلب فاكتفى بأن أخرج لي كتابًا كان قد حرره لأخ له من
أبيه أصغر منه سنًّا يرتزق من الفلاحة والزرع يرجو منه إرسال شيء من النقود
والزاد ويبشره بقرب نيل الشهادة، أحببت أن أبعث به إليك بعد أن أقسم لك بالله قسمًا
حقًّا لا آثمًا فيه ولا حانثًا أنه على أصله، ما تخونت منه حرفًا واحدًا وهو كما ترى قد
قبضت من أسطره روح البلاغة وانطفأ منها نور البيان وجفت منها غضاضة الذوق
في التعبير، ولقد كانت النفس تجد لها بعض السلوى وتلتمس لكاتبها شيئًا من العذر
لو لم تكن الرسالة محشوة بالأغاليط الصرفية واللحنات النحوية كما يظهر ذلك لأول
نظرة فيها ولله حكمة خافية في ثماني سنوات مضت في درس النحو والصرف هذا
ما أذكره لك في رسالتي هذه إجمالاً وسترى فيما يتلوها إن شاء الله إسهابًا شافيًا
والسلام عليك ورحمة الله (الإمضاء) .
وسأوافي حضرات قراء المنار الأغر بالرسالتين الباقيتين اللتين أرسلهما
لصاحبه بعد هذه وهما كما قلت غاية في آداب الانتقاد والاعتدال مما يستميل قلوب
العقلاء إليه ويستدر ألسنة الناس بالثناء عليه.
... ... ... ... ... ... ... عبد العزيزعثمان العريشي ... بالأزهر
(المنار) نشرنا هذه الرسالة تنشيطًا لكاتبها الأديب وبيانًا لكيفية التعليم في
الأزهر يعرف ذلك بالتفصيل من لا يعرفه من أهل الأقطار الإسلامية وننتظر أن
تكون الفائدة في رسالتي الهندي الأخريين أتم مما فيه هذه الرسالة.