للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: عبد العزيز محمد


أميل القرن التاسع عشر
الشذرة الثانية عشرة [*]
(لا يسلم وجه الشمس من كلف)
قضية لا محيص من تسليمها فإننا في طور الانتقاد الذي لا ينفلت من تحليله
وتفتيشه شيء فقد تناول الأديان وآداب اللغات والتاريخ والأوضاع القومية فلا تجد
عبادة من العبادات إلا وقد وجه إليها العلم ضروبًا من البحث لا قِبل لها بمقاومتها
وأصبح ما كان يُخِلّه الناس من اللغات والنقوش البرمائية والحروف معميات لا
سبيل إلى الاهتداء إلى معانيها وقد نبذت مغاليقها وألقت بين يدي العلم مقاليدها
وأسلمت إليه أسرارها ولم يُغنِ عن الأغاليط التي شيبها مرّ الدهور أنها تفلح في
التغرير بالعقل بما لها من القدم فقد عرف سبب حدوثها وكشف الستار عما كانت
ترتعد له فرائص الأقدمين من المجردات الخيالية، فعرف الإنسان نفسه وكله دهش
واستغرب لخوفه وفزعه؛ لأنه قد عرف اليوم كيف نشأت الآلهة [١] ورأى مذاهب
كان لها ما للبديهيات من القوة والرسوخ تلاشت أمام العلم بالنواميس الكونية التي
كان يتوهم أن هذه المذاهب فوقها وأبصر أسرارًا مستغلقة كانت تعاصت على العقل
أذعنت إليه الآن فمضى بحكم فيها يكشف أصلها وبيان منشئها.
من الظلم والإجحاف عدم اعتبار هذه الحركة العلمية في تربية الناشئين فكيف
يصح أن لا يدخل المدارس ما وصل إليه العلم من نتائج بحثه إلا بعد قرون من
ظهوره لو دخلها.
***
انتقاد آداب اللغتين اليونانية واللاتينية
أنا لا أريد الآن أن أشتغل من وجوه الانتقاد إلا بما يتعلق بآداب اللغتين
اليونانية واللاتينية، وأقول: قد اعتاد المعلمون أن يفردوا هذه الآداب بالدرس دون
بقية آثار الأقدمين كما لو كانت آداب كل لغة فرعًا مستقلاًّّ عن تلك الآثار ولا أراهم
يستندون في ذلك إلا إلى وهْم عُنيتُ من قبل بدحضه، ولهذا تراني ذكرت (لأميل)
أسماء آلهة عُمَيْر وما ورد من صفاتهم في أساطير الهنود، وقصصت عليه أَشْهَر
وقائعهم وسيكونون من معارفه القدماء ولم يبقَ عليه إلا أن يعرف كيف أنهم كانوا
يواصلون الأسفار ويجوبون الأقطار، وكيف أن الواحد منهم كان يظهر في صور
مختلفة ويبدو في هيئات متباينة وهو أمر لمّا يجئ وقته.
ذكرت من شعراء الأقدمين عمير، ولهذه المناسبة أود لو أدري ما الذي يعود
على التلامذة من تفهيم المعلمين إياهم أن ديوانَيْهِ الموسوم أحدهما بالعِلْياد (الإليازة)
والثاني بالعُدِيسي هما من ابتكار رجل من الغابرين إذا كان جميع الناس اليوم
يعلمون كيف تولدت القصص الشعرية الحماسية في الأمم القديمة والحديثة.
لا ريب أن في هذه القصص محاسن كبرى وعبرًا جليلة غير أني سأتحامى
كل التحامي أن أجعل سيرة أشيل [٢] مثلاً نموذجًا (لأميل) يحتذيه في سيرته فإن
هذا البطل الذي عبث ولها عن مصلحة أمته وقعد عن منازلة أعدائها في حومة
الوغى أبى عليه قومه جارية رقيقة كانت محلاً لأطماعه، وكان بهذا سببًا في طول
مدة رزايا الحرب وشدائدها، لم يكن حقيقًا برضاء الآلهة عنه، وميلهم إليه فهمْ
باشتغالهم به وإعانتهم إياه على خصمه لشجاعته غير مراعين إغفاله لواجبه قد
جعلوا عاقبة الحرب عبرة سيئة وهي ظفره بهكتور [٣] أي ظفر الطيش الحربي
بالوطنية الصحيحة.
لم يقتصر الأقدمون فيما جهلوا من الأمور على نكرهم بعض الأصول التي
هي الآن أساس وجدان الإنسان بل إنهم تركوا لنا ميراثًا من الأباطيل والمذاهب
الفاسدة التي تدعو دراسة كتبهم إلى بقائها إن لم يقارنها الاحتراس والحذر فإن سحر
ما يحفظ الناس من آثارهم قد حمى كثيرًا من المظالم القومية قرونًا عديدة من وثبات
العقل، ولا يزال يذودها عنها، وإن المُغرم منا بالمطالعة المفرط في المعيشة بين
كتبه المفرط فيها بين أبناء وقته يُرى في أكثر أوقاته قليل التأثر جدًا بما شاع في
الناس من العادات السيئة الكثيرة التي يرجع أصلها إلى أخلاق الأقدمين وعوائدهم.
إن الحضارة اليونانية كان لها من وجوه الحسن ما يثير الإعجاب بها ولو أن
(أميل) كلف بدراستها صادقًا لما كنت إلا في غاية الرضى عن ذلك ولكني لا أحب
أن يكون خدعة التشدد في ميله إليها لما فيها من وجوه القبح أيضًا فلشَدَّ ما احتقر
فيها الرقيق وبُخِسَتْ قيمته ونسيت حقوق البؤساء والمغلوبين فلم يحض عليها أحد
اللهم إلا صيحتين أو ثلاثًا انبعثت من أعماق وجدان الإنسان ووصلت إلينا بعد
اختراق حُجُب ما مر من الأزمان، ولَكَمْ هلك في سبيل تلك الحضارة من أجيال
وبادَ مِنْ إنسان ولم يكن فيها أحد، يُعنى بتخفيف مضض البؤس الذي كانت تقاسيه
الدَّهْماء ولم يكن العمل يستوجب للعامل أدنى حق من الحقوق؛ لأنه لم يكن يصلح إلا
لأيدي الطغام، نعم إن ظاهرها ومنظرها كان مؤنَّقًا، فإن ما ازدانت به من الفنون
والشعر والدين السمح والآلهة الباسمين في وجوه الأبطال كان يكسو تلك الأُمة
المغتبطة بُرُودًا جمعت كل ما للكمال المنشود من ضروب العظم والبهاء ولكن
العبرة بالمَخْبَر لا بالمنظر.
التاريخ الروماني هو دون التاريخ اليوناني بكثير لا لأن رومة لم تنتج
رجالاً كبارًا بل لأنها كانت تفرط في عبادة القوة، وقد لاقت جزاء هذا الإفراط
فإنها بعد أن استعبدت غيرها من الأمم آلَ أمرها إلى استعباد نفسها، فلتقل لي هذه
الأمة الفاتحة وقد أظهرت للعالم ما للفتح من النتائج اللازمة: ما هي الأمم التي
علمتها والشعوبُ التي أصلحت شؤونها؟ أرى الناس تتميلهم أخبار غزواتها وتهزهم
أحاديث نصراتها ولا أرى أحدًا منهم يستقصي أسباب مصائبها ليشفى من جنون
الحرب ويبرأ من هوس القتال.
إني إذا أقرأت (أميل) اليونانية واللاتينية وفجرت له بذلك ينبوع الآداب
القديمة والتاريخ كان قصدي منه ولا شك توسيع عقله وتنمية إدراكه بَيْد أني أرمي
إلى غاية أخرى أمكن في نفسي من هذا وهي أن أنشئ في نفسه الاستعداد للسلوك
في هذا الكون، ذلك لأن ما تتضمنه تلك الآداب من أسى الإقدام النفسي
والإخلاص في العمل وحب الوطن أشد في قلب اليافع تأثيرًا وأبلغ في نفسه موعظة
من جميع ما يقوله الخطباء ويوصي به الحكماء بل إن في نفس التحمس الذي يبدو
منه في استحسانها بذلاً لنفسه؛ لأنه يخرجها من معقل امتناعها ويخلعها عن عرش
صلفها ليسويها بمن استحق الحياة استحقاقًا صحيحًا، وإني لأقنط من فلاح الطفل
الذي لا يروقه شيء، وأما مَنْ آنس من نفسه التأثر بما لغيره من بهاء العظمة
ورونقها فذلك الذي أُوتِيَتْ نفسه سرًّا من أسرار الله، إن فضائل الغابرين أبلغ من
فضائل الحاضرين في خلب الخيال بما عليها من مُسْحة القوة والبسالة، وأعمال
اليونان والرومان لبُعْدها عنا بحسب ترتيب الأزمان يحليها البعد والغرابة ببعض
السمات التي قد تغالي بها فتجعل لها من القيمة فوق ما تستحقه ولكن ذلك لا يزيدها
إلا لَجَاجة في دعوة الناشئين إلى إجلالها وإعظام قدرها، وإذ علمت ذلك رأيتني
غير مخطئ في التعويل على تأثير الأقدمين في ترقية أفكار ولدي وتهذيب خلقه.
على أني أعلم حق العلم أن جميع ما خلفوه لنا لا يدعو إلى الإعجاب على
السواء فما سيبيون [٣] الذي جندل أنيبال [٤] ودمر قرطاجة [٥] مثلاً بالبطل الذي
سأسترعي إلى سيرته ذهن (أميل) كلا، بل إني سأوجه كل همتي إلى تفهيمه أن
ما يلاقي من الهزائم إجلالاً لوجدان الحق أعلى منزلة وأعظم خطرًا من الانتصار
ببيض الصفاح سمر الرماح وأن المجد الصحيح إنما هو في علو النفس وشرفها،
وسأقول له أرأيت اليوم الذي انتصرت فيه رومة على قرطاجة فذلك اليوم الذي وفّى
فيه ريجولوص [٦] بعهده فانطلق إلى إفريقيا وحده لا يُثْنِيه عنه لَجَاجة زوجته
وأولاده ولا دعاء إخوانه وأصدقائه مع علمه بأنه ملاقٍ حتفه وساع إلى هلاكه، في
ذلك اليوم ظهر أن رومة قد برزت على قرطاجة في صدقها ووفائها ولم يكن
تبريزها عليها في غير هاتين الفضيلتين إلا أمرًا مرتهَنًا بوقته إذ كان لا بد لقرطاجة
من الغلب والقهر.
لا مِراء في أن الجمهورية الرومانية أيام مجدها وعلوها كانت تسفر عن أخلاق
شريفة وطباع كريمة وليس كذلك حالها في عصر تَدَلّيها واضمحلالها، ولو أني
أردت تبصير (أميل) علة هذا التدلّي له لحصرتها في إعواز الفضائل الجمهورية
إعوازًا كان سببًا لنجاح الحكم المطلق في رومة وطول مدته، فلست أخشى على
الحرية ما قد ينتابها من الأخطار المادية ولا أرهب على رومة أن يقف بأبوابها
التركينيون [٧] أو بورشينا [٨] يبتغون الاستيلاء عليها ما دام فيها أمثال موشيوس
سيفولا [٩] وإنما الذي نعاني منه اليوم هو خسة الضمائر ولؤم السرائر.
نفوسنا هي مواطن الظلم ومكامن البغي، فالذي علينا هو أن نحاربه فيها
ونجليه عنها قبل محاربة الملوك الظالمين وإجلاء الجبابرة الغاشمين، ومن أجل هذا
لم يك ينفع بروتس وأنصاره أن بقروا بطن القيصر، فإن قلب رومة كان مقروحًا
بالداء القيصري كان أولى بذلك الرجل وقد أراد أن ينزع تاج الملك ممن كان
مستعدًا له أن يرجع أولاً إلى قلبه فينزع منه كِبْر الأشراف وأنفة السُّراة، ثم ينزع
إن استطاع من نفوس قرنائه ما علق بها من الرذائل والنقائص التي تقتضي وازعًا
يرد من جماحها ويكفّ من ثوراتها ولولا تقصيره في ذلك لاستحق ما آتاه من
الأعمال الدالة على الشهامة والبسالة أن تبيض به صحف التاريخ بل إن هذه
الأعمال كان من شأنها أن تؤخر استقرار حكم الاستبداد، ولكنها لا تستطيع أن
تقوم بالأمة من وَهْدة انحطاطها.
أُحْدِثَتْ في أخريات أيام الجمهورية الرومانية أحداث كثيرة شوهت محاسنها
كالنظام العسكري الوحشي وإهدار الدماء وضروب التعذيب والأطماع الخسيسة وبيع
الضمائر بتناوب إرسال الضعفاء والأوغاد والتعلق بعجلة الظافر على أنه كان لا
يزال يظهر في جهات مختلفة من قرارة الدهماء المنهوكين المنحطين بعض الأخلاق
الفاضلة ظهور الصخور التي تشرف على ما حولها من المياه المنخفضة.
ولا قنوط من ارتفاع شأن الحرية ما بقي في الناس أُباة للضيم موقنون
بظفرهم في الذود عنها فإن هؤلاء يشهدون الجهاد في سبيلها وقد يلاقون الهزيمة فيه
ولكنهم لا يشهدون اندثارها اندثارًا لا قيام منه وإنما تزهق روح الأمل من
حياتها متى انحازت العقول بعد كلالها، وهي صامتة إلى حكومة مطلقة لكنها ساكنة
مطمئنة تلين للمحكومين كلما شعرت بازدياد أمنها وزوال مخاوفها، فأضرّ نظام
سياسي على أمة من الأمم إنما هو الحكم الاستبدادي المجرد من الصرامة والقسوة،
وكذلك كان حكم أغسطس للرومان.
كان عُجْب الأمة في ذلك الحكم لا يزال يتغذى ببعض ضروب من الغرور
غريبة ككونها لا تزال خير أمة بل أميرة الأمم وكون أعلامها وألويتها لا تزال
مبجَّلة في الخارج، وكونها تنتصر على المتوحشين من حين إلى حين وكونها
صاحبة الآلهة وتحف الكائنات والفنون الجميلة والآثار الفخمة التي تروق الأجانب
وكونها جددت بناء رومة وهي المدينة الأبدية من قواعدها إلى سقوفها - كل هذا
صحيح ولكن واحسرتاه، فليست تعبئة الجيوش ولا إنشاء القلاع والحصون ولا
بناء المعابد مما يُغْني عن الأمة من سقوطها شيئًا فقد بقي معبد المشتري المسمى
بالقابلتول في رومة بعد فناء الرومان.
ليس لي كلمة أقولها في شعراء عصر أغسطس وهي أن أَحْسَن هؤلاء
الشعراء قطعًا في نظر المعلِّمين فرجيل وهوراس فهما اللذان أحب أن تجعل كتبهما
في أيدي الناشئين أكثر من غيرهما، وإن كان كلاهما قد تجرد في معظم ما كتب
من شرف النفس وكرامتها، ألم يلاحظ مَنْ قرأ عِنَيْنيَّة [١٠] فرجيل أن نفس مغزاها
مَلَكي وهو مغزى ما كان يَرِد - على ما أرى - في ذهن شاعر زاهر الخيال في
أيام الجمهورية الجميلة فقد وصف فرجيل ممدوحه المسمّى (عني) بالإنسان الذي
تجلت فيه العناية الإلهية وتوحدت في شخصه الأُمة وأنه المنجي لأمته المؤسس
لجيله، ومثل هذه المعاني يرى عليها أنها موسومة بمِيسم الملك الذي برزت في عهده، ومطبوعة بطابع القرن الذي ظهرت فيه وسواء كانت حسنة أو قبيحة من
حيث الفن فهي تشف عن حالة العقول في ذلك العصر وتسفر عن الخطة التي
رسمتها لنفسها الحكومة الذاتية حتى في نفوس الخيار من الأمة.
إن أجود الأشعار وأحسنها ليس في استطاعته أن يحجب دناءة النفس ولا أن
يستر خسة الطبع، ولقد كان شعراء اللاتينيين قدوة سيئة لخلفهم بما كان يصدر
عنهم من ضروب التمليق الخسيسة وأنواع المدائح التي كانوا يطرون بها أغسطس
تحقيقًا لأغراضهم ونيلاً لأمانيهم فأسسوا به في الدنيا من حيث لا يشعرون وظيفة
الكُتّاب والشعراء المتزلفين على أن فرجيل وهوراس كانا أميري هذه الصناعة ولم
يكن غيرهما فيها إلا من أتباعهما.
ألخص لك ما تقدم فأقول: إن دراسة آثار الأقدمين تختلف ثمراتها باختلاف
الطريقة التي تُبَاشر بها، فإجلال هؤلاء بلا قيد ولا تمييز ولا نقد يؤدي إلى ما
تؤدي إليه جميع ضروب الوثنية وهو صَغَار النفس وضعتها ذلك بأن ما يُؤْثَر عنهم
من المحفوظات والخرافات والكتب والأشعار الحسنة له من الظلم والتحكم في
النفوس ما لا تقل الخشية منه على الناشئين عن خشية ظلم الحكام الغاشمين وتحكم
الطغاة المستبدين، وبهذا يبطل التعجب من أنه وُجِد اليوم من تلامذة اليونان
والرومان من يلتمسون في العلوم وسائل للذود عن مصالح الغابرين ومغالطتهم
ومنهم من يرومون منها دُروعًا حصينة للحرية تكفّ عنها عوادي الباغين.
نحن على ما فينا من النقائص كلها أحسن من الأقدمين حالاً وأرفع شأنًا، وإن
جاز علينا الانحطاط كما جاز عليهم ذلك؛ لأن فينا قوة النهوض والارتفاع ما
انحططنا منه، وإن كان لنا عليهم فضلاً كبيرًا بسمو وجداننا، فكأننا بتأخرنا عنهم
في الوجود قد أخذنا على أنفسنا أن نكون خيرًا منهم؛ لأن وجدان الواجب كوجدان
الحق ينمو ويرتقي بمرور الزمان، ولعَمْرِي، إنه لا ينكر ما للتمدن العصري من
ضروب التأثير في النفوس والعقول إلا مكابر خبيث الطوية، ولست أريد بما قلته
أننا أصبحنا بهذا التمدن أكثر من الأقدمين أخلاقًا فاضلة وطباعًا باسلة ومعارف
واسعة وتحمسًا في الميل إلى الحسن، كَلاّ ثم كلا، بل أريد أن معاني العدل
واحترام حق الغير قد شاعت فينا ورسخت في نفوسنا فصرنا أكثر منهم اهتمامًا بأن
يخالفونا في العناصر والأحوال القومية والأقاليم وألوان الجلود، فنحن الآن من
حيث كوننا من بني الإنسان أقل من اليونان والرومان بُعدًا عن كل ما له مساس
بالإنسانية. اهـ
((يتبع بمقال تالٍ))