للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


آثار علمية أدبية

(مختصر جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله)
كنا نسمع بكتاب العلم لحافظ المغرب الإمام أبي عمر يوسف بن عبد البر
ونرى النقل عنه في كتب الحديث والأثر فنشتهي أن نراه ونتمنى لو يطبع. وقد
أعطانا الله ما نتمنى، إذ أظفر الشيخ أحمد عمر المحمصاني البيروتي الأزهري
المعروف بحسن اختيار الكتب بنسخة من هذا الكتاب ووفقه لاختصارها وطبعها.
وما كان اختصاره إلا حذف الأسانيد والمكرر. وقد ذيّله بهوامش فسر بها الغريب
من الكلم، ونوه ببعض الفوائد والحكم وجعل في آخره فهرسًا للأعلام ذكر فيه جميع
أسماء الصحابة والعلماء الذين جاء ذكرهم فيه مبينًا مواضعها من الصفحات
والأسطر، وقد بلغت صفحات الكتاب ٢٣٢ وهو بشكل المنار وطبع بحروف
كحروفه الصغيرة ولا أجد قولاً أقرظه بعد شهرته وبعد صيت مؤلفه إلا أن أتحف
القراء ببعض فوائده وسيكون ذلك في غير هذا الجزء؛ ولكنني أعجل بالنصيحة لأهل
العلم الإسلامي ومحبيه بأن يقرؤوا هذا الكتاب ويقتنوه وثمن النسخة منه خمسة
قروش صحيحة وهو يطلب من مؤلفه بالأزهر ومن إدارة مجلة المنار. ومن جميع
المكاتب الشهيرة في مصر وغيرها.
***
(إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان
وطريق الهجرتين وباب السعادتين)
كتابان جليلان للإمام الحجة شمس الدين محمد بن أبي بكر الحنبلي المعروف
بابن قيّم الجوزية، موضوعهما النهي عن البدع والمحرمات والكلام في الأخلاق
والآداب الدينية والمواعظ والرقاق والاعتصام بالكتاب والسنة، ومثل هذا الإمام
الحافظ هو الجدير بالتأليف في ذلك؛ فقد كان هو وشيخه؛ بل شيخ الإسلام وعلم
الأعلام أحمد ابن تيمية أعلم أهل الأرض بالكتاب والسنة وعندي أنه لا يستغني أحد
يطلب علم الدين عن الاطِّلاع على كتبهما وأن هذين الكتابين يصلحان لإفادة العوام
وإن كان لا يستغني عنهما الخواص. وقد طبع الثاني منهما في هامش الأول وبلغت
صفحات المجلد الذي جمعهما ٤٢٣ من القطع الكامل وهو يطلب من مطبعة
ومكتبة الحلبي بمصر.
***
(غنية المؤدبين في الطرق الحديثة للتربية والتعليم)
كان حديث الوضع والطبع ألفه الشيخ عبد العزيز شاويش أحد مفتشي نظارة
المعارف العمومية بدأه بمقدمة في تاريخ التربية وجاء فيه بفصول في علم النفس
وفصول في التربية على اختلاف ضروبها، وفصول في أساليب التعليم ونظام
المدارس وفي هذه الفصول فوائد ومسائل لا تكاد توجد في كتاب عربي؛ لأنها
مقبوسة من علوم العرب - وقد تربى المؤلف في أحسن مدرسة لهم وهي مدرسة دار
العلوم بمصر - ومن علوم الإفرنج - وقد تخرج في مدرسة من أحسن مدارس
الإنكليز - وقد تصفحنا صفحات من الكتاب فاستحسنا وضعه ورجونا نفعه ولم ننتقد
فيه شيئًا يضع لذاك الوضع أو يحول دون هذا النفع، وإنما هي كلمات نبت عن
مواضعها، وقضايا لا تؤخذ على إطلاقها.
أما الكلمات فبعضها من تحريف الطبع وبعضها من استعمال المدارس ككلمة
(تخته) فإنها فارسية معناها (الخشب) وتعريبها (تخت) وهو وعاء تصان فيه
الثياب وسرير من خشب أو غيره غلبت في عرش السلطان، واستعمال المؤلف في
اللوح الذي يكتب عليه ومنها ضرب من ضروب التجوز أو التوسع في الكلام بنحو
التعدية والتقديم والتأخير كقوله: (كفى لهم معلم واحد) وقوله في ابتداء كلام:
(كانت تعلم اليهود القراءة) يريد كانت اليهود تعلم. ونحو ذلك من الجمل التي تنكر
بعضها البلاغة وإن عرفها النحو، ومثلها كثير في كلام المعاصرين من الكتاب
والمؤلفين الذين يغفر لهم ما لا يغفر لمعلمهم فن التربية والتعليم مثل صديقنا مؤلف
كتاب (غنية المؤدبين) .
وأما القضايا التي يتنقد إطلاقها فمثل ما حكاه في أول الكتاب عن التربية عند
اليهود وعند العرب فقد ذكر أن التربية كانت عند الإسرائيليين إلى سنة ٦٤ قبل
الميلاد منزلة دينية قال: (فيربو الطفل وليس في قلبه شيء غير الله وجلاله)
وهذه نتيجة فيها مبالغة عظيمة ولا بد أن يكون المؤلف نقلها عن كتاب أوربي
يطري اليهود، والتاريخ يدل على أنهم لم يكونوا في عصر من الأعصار آخذين
بروح الدين بمثل هذه العناية. ومثل ما حكاه عن طريق التعليم عند العرب فإنه إنما
ذكر رأي ابن خلدون في ذلك ولم يذكر ما يذكر ما كان عليه العرب في نفس الأمر.
ومثل هذا لا ينافي كون الكتاب لا نظير له في بابه وأنه ينبغي للمعلمين
والمربين الاستعانة به والاستفادة منه. ويا ليت أهل الأزهر يقرأونه ويطلعون على
ما كتبه واحد كان منهم ثم تعلم بعد علومهم ما لم يتعلموا وقد قال بعض أفاضل
المشتغلين بتعليم فن التربية والتعليم في تقريظ هذا الكتاب كلمة ينبغي أن تكون
فصل الخطاب وهي: إنني كنت إذا أردت إلقاء الدرس في هذا الفن لا أجد ما أقول
إلا بعد بحث واستقصاء وجهد وعناء فلما طبع هذا الكتاب نظرت فيه فأصبت في
كل فصل من فصوله ما ينبغي أن يلقى في الدرس الذي يبحث ذلك الفصل في
مسائله مع زيادات لا يستغنى عنها، ولا بد للمعلم منها، والكتاب يطلب من مكتبة
المؤيد ومكتبة الشعب بمصر.
* * *
(المنتحل للإمام أبي منصور الثعالبي)
الثعالبي من أئمة اللغة والأدب المعروفين وله الكتب النافعة فيهما ومنها هذا
الكتاب الذي أودعه مفردات ومقاطيع من مختار الشعر في ضروب الكلام وشجونه
مما يحسن إيراده في الرسائل والفصول الأدبية والأخلاقية والاجتماعية. ولقد كان
سرًّا مضمرًا في خاطر الدهر حتى وقعت نسخة منه للشيخ أحمد أبي علي أمين
مكتبة البلدية في الإسكندرية وهو من أهل العلم والأدب، وعشاق الفنون فأذاعه بما
حرص على نشرها بالطبع بعد عناء في تصحيحها وتعليق شرح وجيز عليها جعله
كالطراز على مطارف بعض الصحائف.
* * *
(المنتخل في تراجم شعراء المنتحل)
كتاب لطيف لشارح المنتحل وطابعه رتب فيه أسماء الشعراء الذين ألف
المنتحل من مختار كلامهم على حروف المعجم وذكر سيرهم مختصرة مفيدة فكانت
صفحات الكتابين معًا ٣٦٠ والكتاب طِلْبة المتأدبين وقد طبع على ورق جيد وضبط
ما يستحق الضبط من كلِمه بالشكل وثمن النسخة منه ٢٠ قرشًا صحيحًا وأجرة
البريد قرشان وهو يطلب من طابعه ومن إدارة مجلة المنار بمصر، وإننا نذكر
نموذجًا منه ونبدأ بباب الأمثال والحكم والآداب.
قال امرؤ القيس بن حجر الكندي:
الله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرحل
* * *
لقد طوقت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب
* * *
فإنك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب
* * *
وجرح اللسان كجرح اليد ...
* * *
وقال طَرَفَة بن العبد:
كفى واعظًا للمرء أيام دهره ... تروح له بالواعظات وتغتدي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً ... على المرء من وقع الحسام المهندِ
إذا ما رأيت الشر يعقب أهله ... وقام جناة للشر فاقعدِ
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ
***
يا راقد الليل مسرور بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
***
كلهم أروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحة
***
لنا يوم وللكروان يوم ... تطير البائسات ولا تطير
***
وأعلم علمًا ليس بالظن أنه ... إذا ذل مولى المرء فهو ذليل
***
وقال الأفوه الأودي واسمه صلاة بن عمرو:
تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت ... وإن تولت فبالأشرار تنقادُ
والبيت لا يُبتنى إلا على عَمَد ... ولا عماد إذا لم ترس أوتادُ
فإن تجمع أوتاد وأعمدة ... وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا [١]
***
وقال محمد بن مناذر:
يا عجبًا من حاله كيف لا ... يخطئ فينا مرة بالصواب
***
وقال أبو نواس:
كفى حزنًا أن الجواد مقتر ... عليه ولا معروف عند بخيل
***
وأوبة مشتاق بغير دراهم ... إلى قومه من أعظم الحدثان
***
وقال محمود الوراق:
وإذا غلا شيء عليَّ تركته ... فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
***
ولم أر بعد الدين خيرًا من الغنى ... ولم أر بعد الكفر شرًّا من الفقر
وقال علي بن الجهم:
وعاقبة الصبر الجميل جميلة ... وأفضل أخلاق الرجال التفضل
ولا عار إن زالت عن الحر نعمة ... ولكن عارًا أن يزول التجمل
***
وقال أبو تمام:
ومن لم يسلم للنوائب أصبحت ... خلائقه طرًّا عليه نوائبا
***
وقال أبو الطيب المتنبي:
أهمّ بشيء والليالي كأنما ... تطاردني عن كونه وأطارد
وحيد من الخلان في كل بلدة ... إذا عظم المطلوب قل المساعد
***
إنا لفي زمن ترك القبيح به ... من أكثر الناس إحسان وإجمال
***
وقال آخر:
فيا نفس صبرًا إنما عفة الفتى ... إذا عفَّ عن لذاته وهو قادر
دع الوطن المألوف رابك أهله ... وعد عن الأهل الذين تكاشر
فأهلك من أصغى وعيشك ما صفا ... وإن نزحت دار وقلت عشائر
وكيف يُنال المجد والجسم وادع ... وكيف يحاز الحمد والوفر وافر
وهل تحجب الشمس المنيرة ضوءها ... ويستر نور البدر والبدر زاهر
***
وقال آخر:
وكنت إذا خاصمت خصمًا كببته ... على الوجه حتى خاصمتني الدراهم
فلما تنازعنا الخصومة غلبت ... عليَّ وقالوا قم فإنك ظالم
ولما التقينا لجلجت في حديثها ... ومن آية الشر الحديث الملجلج
***
إن الأمير هو الذي ... يضحَى أميرًا بعد عزله
إن زال سلطان الولا ... ية فهو في سلطان فضله
***
شعار الفتى ذم الزمان الذي أتى ... ومن شأنه مدح الزمان الذي مضى
***
(مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر)
صدر الجزء الثاني من هذا الكتاب لمؤلفه جُرجي أفندي زيدان منشئ مجلة
الهلال الشهيرة وهو خاص بتراجم رجال العلم والأدب والشعر ومنهم كُتَّاب الجرائد،
وطريقة المؤلف في التأليف وذوقه في تحرير التاريخ مما لا يحتاج إلى تنويه. ولا
يكاد يوجد قارئ بالعربية إلا ويجب أن يطلع فيه على ترجمة فيلسوف الشرق السيد
جمال الدين الأفغاني وغيره من رجال العلم والأدب كالدكتور فانديك والسيد أحمد
خان وبطرس البستاني والشيخ أحمد أفندي فارس وكمال بك نامق ومحمود باشا
الفلكي وأمثالهم.
نعم، قد انتقد عليه أنه ذكر بعض الأدباء الذين لا يعدون من رجال النهضة
والذين يوجد لهم نظائر وأمثال كثيرون.
والكتاب يطلب من مكتبة الهلال وثمنه ١٥ قرشًا صحيحًا.
***
(ديوان الرافعي)
لم ينسَ القراء أننا نشرنا مقدمة هذا الديوان في الجزء الأول وقد تم طبع
الديوان مذيلاً بشرح وجيز لشقيق الناظم محمد كامل أفندي الرافعي. ومَن أراد أن
يعرف مكانة هذا الديوان في دواوين الشعر والأدب فلينظر ما قرظه به فرسان هذا
الميدان كمحمود باشا سامي البارودي والشيخ عبد المحسن البغدادي وحافظ أفندي
إبراهيم وغيرهم وإننا ننشر تقريظ هذا الأخير لاختصاره قال:
قد قرأنا نظيمكم فقرأنا ... حكمة كهلة وشعرًا فتيّا
وتلونا نثيركم فشهدنا ... كاتبًا بارع اليراع سريّا
خاطر يسبق العيون إلى القلـ ... ب ويطوي منازل البرق طيّا
ومعانٍ كأنها الروح في الصـ ... يف تهز النفوس هز الحميّا
من بنات المحار يصبو إليها ... تاج كسرى وتشتهيها الثريّا
إيه يا رافعي أحسنت حتى ... لا أرى محسنًا بجنبك شيّا
أنت والله كاتب بدوي ... إن عددناك شاعرًا بدويا
ولا غَرْوَ، فهذا الشاعر في بدايته قد فاق كثيرًا من شيوخ الشعراء في نهايتهم
فنتمنى لو يقبل الناس على ديوانه تنشيطًا للأدب وأهله.
(ورقة الآس)
هي القصة الرابعة عشرة من قصص (مسامرات الشعب) الشهرية كتبها
أحمد بك شوقي شاعر الأمير وقد قرأتها فألفيتها أحسن ما قرأت من هذه القصص
عبارةً وأسلوبًا وتأثيرًا حتى كدت أقول: إنها هي القصة الأولى والأخيرة من هذه
المسامرات. وقد صدر بعدها قصة مصارع الشهوات وقصة الفتاة اليابانية وهي
الأخيرة ومؤلفها حسن أفندي رياض وقد نظرت في التي قبلها فلم أحمد أوائلها وربما
كان ختامها مسكًا.
***
جرائد ومجلات جديدة
(المغرب)
جريدة سياسة اقتصادية علمية أدبية تصدر في مدينة الجزائر باللغة العربية
مرتين في الأسبوع صاحب امتيازها موسيو بيير فونطانا وقيمة الاشتراك فيها
عشرة فرنكات في الجزائر و١٥ في غيرها وهي على قبح ورقها وسوء طبعها
نافعة للجزائريين المحرومين من الصحف الوطنية العربية التي تعرّفهم بعض
أحوال العالم وشؤون الاجتماع. فنتمنى لها دوام الاعتدال والقصد والرواج في تلك
البلاد.
(الأفكار)
جريدة وطنية إخبارية صحية أسبوعية أنشأها في سان باولو بالبرازيل
الدكتور سعيد أبو جمره صاحب كتابي (حياتنا التناسلية) و (وقاية الشبان) وقيمة
الاشتراك فيها ٢٠٠ قرش برازيلي في البرازيل وعشرون فرنكًا في سائر الممالك.
وهي جريدة ترجى فائدتها، فعسى أن يتحقق الرجاء.
(الفضيلة)
مجلة أدبية تصدر في مصر آخر كل شهر شمسي لمنشئها سليم أفندي العضم
وقيمة الاشتراك فيها أربعون قرشًا في القطر المصري وثلاثة عشر فرنكًا في غيره
وثلاثون قرشًا لرجال وطلاب العلم. وقد صدر منها جزآن، ثانيهما في شهر أبريل.
(حب العلوم)
مجلة علمية دينية تاريخية انتقادية تصدر بزفتى مرتين في كل شهر لمنشئها
الشيخ عبد الفتاح جاب الله (هكذا) وقيمة الاشتراك فيها خمسة عشر قرشًا ولطلبة
الأزهر وأساتذة المدارس عشرة قروش، وقد أنشئت في أول المحرم من
هذه السنة.
(الصيحة)
جريدة أسبوعية تصدر في طنطا صاحبها محمود أفندي الشاذلي وقيمة
الاشتراك فيها مئة قرش (جنيه مصري) .
(القاهرة)
جريدة تصدر في مصر لصاحبها بشير أفندي يوسف، قيمة الاشتراك فيها
ثلاثون قرشًا وهي تصدر في الشهر مرتين.
(السياسة)
جريدة أسبوعية تصدر في مصر لصاحبها يوسف أفندي كسّاب وقيمة
الاشتراك فيها ٦٠ قرشًا في القطر المصري ٢٥ فرنكًا في سائر الأقطار.