للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


المحسن العظيم منشاوي باشا
أبو الوطن لا الإسكندريةوحدها

زار صاحب السعادة والفضل أحمد باشا المنشاوي مدارس العروة الوثقى
الخيرية في الإسكندرية، فتلقاها أعضاء الجمعية الكرام بما يليق بمقامه في فضله
وإحسانه، وكانوا قد أمروا بأن تزين المدارس حفاوة به، فابتدأ بزيارة مدرسة عباس
الأول للذكور وهناك قدموا له كتابًا مصفحًا بالذهب ذكرى شكر على إحسانه وعند
ختام الاحتفال وتلاوة الخطب والأناشيد، وعد التلامذة بأنه أوقف حياته لتربيتهم. ثم
زار مدرسة إسماعيل الأول للبنات، ثم مدرسة كوم الشقافة ومدرسة عباس الثاني
ومدرسة توفيق الأول والمكتب العباسي، ثم مدرسة عباس الأول للبنات فمدرسة
إبراهيم الأول، وكانت كل مدرسة تقدم له ذكرى تليق بها.
وقد هزته الأريحية لما شاهده من حال هذه المدارس والمكاتب وحال التلامذة
والتلميذات الذين كانوا يتدفقون بزيارته بِشرًا وشكرًا، فأمر بأن تكون كسوة تلامذة
المكاتب على نفقته، ووعد بأنه سيوقف أطيانًا يخص ريعها بتجهيز بنات الفقراء
المتعلمات في هذه المدارس عند زواجهن. وذكرت مدرسة جمعية الحمالين
(الشيالين) في الكمرك فوعد بمساعدتها. ثم أمر بصرف راتب شهر لكل واحد
من معلمي هذه المدارس.
ننشر خبر هذه الزيارة وإن كنا نغفل ذكر زيارات الملوك والأمراء الحاكمين
للمعاهد العامة والخاصة لأن شأن الإسعاد على العلم لا يعلوه عندنا شأن، وإننا لنفتخر
بهذا المحسن العظيم الذي طوق الإسكندرية بفضله وإحسانه حتى قال بعض الأدباء:
يجب أن نكنيه بأبي الإسكندرية، ونحن نتوقع أن يطوق بفضله القطر كله
بمساعدة الجمعية الخيرية الإسلامية العامة كما طوق الإسكندرية بمساعدة جمعية
العروة الوثقى الخاصة فيكون أبا الوطن كله لا أبا الإسكندرية وحدها.
أدام الله توفيقه. وألهم سائر أغنيائنا أن يسلكوا طريقه.