للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


التقريظ

(رباعيات أبي العلاء المعري)
أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعرّي أشهر من أن يُعرَّف،
كان إمامًا في اللغة والأدب وحكيمًا كبير العقل بعيد الفكر حر القول ذهب بشعره في
فلسفة الأفكار مذاهب لم يسبقه بها سابق، ولم يلحقه بمثلها لاحق، إلا أن يكون عمر
الخيام؛ فإنه جرى على آثاره في إيداع الشعر فلسفة أفكاره، وقد عني الفرنج بنقل
أشعار هذا إلى لغاتهم وولعوا بها وصار له فيهم أنصار ومريدون؛ ولكنهم لم يهتدوا
بعد إلى أشعار إمامه وقدوته فيما امتاز به وهو أبو العلاء المعري حتى انتدب من
عهد قريب أحد أدباء سوريا إلى نقل بعض شعره إلى اللغة الإنكليزية وطبعه في
أمريكا وسماه (رباعيات أبي العلاء المعري محاكاة لكتاب ترجم إلى تلك اللغة يسمى
(رباعيات عمر الخيام) .
ذلك الأديب هو أمين أفندي ريحاني نزيل أميركا أحد دعاة الوطنية وأعداء
التعصب الذميم. وقد صدر الرباعيات بمقدمة يذكر فيها شيئًا من شمائل أبي العلاء
وفضائله وبعد فكره في فلسفة الدين والاجتماع، وقد فضله على غيره من فلاسفة
العرب حتى على الرئيس ابن سينا ولكنه أومأ إلى انتقاد المسلمين بإهمال شعره،
وعدم الإشادة بذكره، وإننا نقول: إن أبا العلاء لم يكن مغمورًا في زمنه، ولا
مهجورًا في موطنه، وإنما أخذ عنه بعض النابغين كأبي القاسم علي بن المحسن
التنوخي والخطيب أبي زكريا التبريزي؛ بل كانوا يتبركون به كما يتبركون
بالأولياء والصلحاء فقد قال الحافظ السلفي: أخبرني أبو محمد عبد الله بن الوليد بن
غريب الإيادي أنه دخل مع عمه على أبي العلاء يزوره فرآه قاعدًا على سجادة لبد،
وهو شيخ قال: فدعا لي ومسح على رأسي وكنت صبيًّا وكأني أنظر إليه الساعة
وإلى عينيه: إحداهما نادرة والأخرى غائرة جدًّا، وهو مجدر الوجه نحيف الجسم،
ولو وجد في عصره في أوربا من يقول مثل قوله:
إذا رجع الحكيم إلى حِجاه ... تهاون بالمذاهب وازدراها
لما كان له من جزاء إلا الإحراق بالنار، ولما بقي له أثر من الآثار، ولا بأس
بأن نعيد هنا عبارة جاءت في مقالات (الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية) من
مجلد المنار الخامس وهي: يذكر علي بن يوسف القفطي أن صالح بن مرداس
صاحب حلب خرج إلى المعرة وقد عصى أهلها عليه فنازلها، وشرع في حصارها
ورماها بالمنجنيق، فلما أحس أهلها بالغلب سعوا إلى أبي العلاء بن سليمان
وسألوه أن يخرج ويشفع فيهم فخرج ومعه قائد يقوده فأكرمه صالح واحترمه ثم قال:
ألك حاجة؟ قال: الأمير أطال الله بقاءه كالسيف القاطع لان مسه وخشن حده،
وكالنهار البالغ قاظ وسطه وطاب برده، {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ
الجَاهِلِينَ} (الأعراف: ١٩٩) ، فقال له صالح: قد وهبتها لك. أما السبب في
عدم طبع شعره إلا من زمن قريب في الهند ثم في سوريا ومصر فهو عين السبب
في عدم طبع مثل كتابي أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز إلا في هاتين السنتين - هو
موت العلم العربي من بضعة قرون.
وقد أحسن المترجم في نقل ما اختاره إلى الشعر الإنكليزي، وخدم الأمة
العربية بتعريف فضلاء الفرنج بفضلها ونبلها وسبقها إلى الحكمة والآراء السامية إلا
أنه قد حكم عليه النَّظْم بأن يتصرف في بعض المعاني قليلاً، وله الشكر على هذه
الأريحية.
(عرفات)
جريدة أسبوعية جديدة أصدرها في القاهرة باللغة الفرنسية صديقنا محمود بك
سالم، والغرض منها إزالة شبهات الأوربيين، ومن أخذ العلم عنهم من المسلمين
وغيرهم عن الدين الإسلامي، وإظهار محاسنه لهم، ومحمود بك من أعرف الناس
بهذه الشبهات ومثاراتها؛ فإنه تعلم العلوم الابتدائية والعالية في أوربا وتخرج في
أشهر مدارسها وهو بارع بالفرنسية ثم بالإنكليزية وله إلمام بالألمانية والإيطالية وبعد
عودته من أوربا لم يشغله القضاء - إذ كان قاضيًا في المحاكم المختلطة - عن
مدارسة العلوم الإسلامية والشغف بمثاقفة أهلها ومحاورتهم بها. وقد عرف
باستقصاء ما يكتبه الفرنج عن الإسلام والمسلمين في لغات العلم الثلاث. وقد ساح
في أوروبا وفي البلاد الإسلامية واختبر الناس. وله لسان صدق في قومه. فهو
بهذه المزايا مضطلع بأعباء هذا العمل الذي تصبو إليه نفسه من زمن بعيد ويرجى
أن تكون جريدته أنفع الجرائد للإسلام والمسلمين ولأوربا والأوربيين.
(الإنسانية)
مجلة علمية انتقادية دينية سياسية أدبية أسبوعية صاحبها، ومديرها محمد
أفندي أبو النصر المحامي ومحررها الشيخ إبراهيم الدباغ يصدر العدد منها بست
عشرة صفحة وقيمة الاشتراك فيها ستون قرشًا صحيحًا في السنة.
(الباحث)
مجلة علمية دينية تهذيبية لمنشئها الخوري جرجس فرح صفير وكيل
بطركخانة الموارنة في الإسكندرية. تصدر في كل شهر مرة. وقد صدر
الجزء الأول منها في أول يناير سنة ١٩٤٠ مؤلفًا من ٣٢ صفحة وقيمة الاشتراك
فيها ٣٠ قرشًا صحيحًا في السنة. ولم نقرأ من هذه المجلة وما قبلها ما نتبين به
حقيقتهما لضيق الوقت وإنما نوهنا بهما عملاً بحقوق الصحافة.
(الأمة الشرقية)
مجلة علمية صناعية طبية أدبية فكاهية منشئها (ح. ص.) تصدر في كل
شهر مرة في الإسكندرية. صدر الجزء الأول منها في أول يناير سنة ١٩٠٤ مؤلفًا
من ٣٢ صفحة. وقيمة الاشتراك فيها ١٦ قرشًا صحيحًا في السنة وهي زهيدة
(لا تتجاوز ثمن ورقة دخول في بعض الملاعب) كما هو مكتوب في مقدمتها
ولضيق الوقت لم نتمكن من قراءتها فعسى أن تصادف نجاحًا وإقبالاً.
(النافع)
جريدة أسبوعية سياسية أدبية أصدرها في مدينة طنطا الشيخ مصطفى نافع
وكيل المؤيد سابقًا وقيمة الاشتراك فيها مائة قرش في السنة وستون قرشًا عن
نصف سنة. وإننا نتمنى لهذه الجريدة النجاح فقد سبق لصاحبها من الاشتغال
بخدمة المؤيد ما عرفه ما لا يعرف غيره من شؤون هذا العمل ومن أقدم على شيء
عن بصيرة يُرجى له ما لا يُرجى لغيره.
(الواعظ)
تقدم التنويه في هذا الجزء بجريدة سميت بالواعظ، ونقول هنا: إن منشئ هذه
الجريدة هو محمود أفندي سلامة المشهور عند قراء الصحف في مصر بما سبق
له من الاشتغال بالصحافة إنشاءً وتحريرًا، حتى إن بعض الجرائد اليومية قد وجدت
من يقرؤها بما كان ينشره فيها من المقالات الضافية في الأخلاق وانتقاد العادات،
لذلك نرجو لهذه الجريدة من النجاح والانتشار ما لا نرجو مثله لأكثر الجرائد التي
تنبت في مصر عامًا بعد عام ويومًا بعد يوم وقيمة الاشتراك فيها ستون قرشًا.