للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: حسين أفندي عبد الفتاح


البداوة من باب الآثار الأدبية
قصيدة من نظم حسين أفندي عبد الفتاح الجمل ويعني بالبداوة تلك المعيشة
العربية الخالية من ترف المدنية، لا سُكنى البادية فقط.
ليت البداوة لي مهد ولي وطن ففي الحضارة لي شغل عن الجذل
أعني بداوة عرب طاب مولدهم ... وطاب محتدهم في الأعصر الأول
فالأريحية فيها والندى خلق ... ملازم لهم في الخصب والمحل
ترى العفاف لديهم مد أروقة ... محفوفة بالتقى في كل محتفل
أما الوفاء فقد حازوا الفخار به ... فلا ضريب لهم في كل مرتحل
لا يغدرون ولو كانت منيتهم ... رهن الوفاء ولا يمسون في وجل [١]
نال السموأل فيه غاية وقفت ... عنها الملوك وقوف العاجز الخمل
ضحى ابنه خوف غدر لو تحمله ... لكان للعذر فيه واضح السبل [٢]
وعامر كان في حفظ الجوار له ... بيت من المجد مرفوع اللواء علي
يحمي المجار به من كل غائلة ... مِ الإنس والجن بل من سطوة الأجل [٣]
وفي التقى كان عبد الله ذا ورع ... لا يعرف الشر في شيء من العمل [٤]
ولابن عباس في حفظ العلوم مدى ... ما فيه من مطمع يومًا إلى رجل [٥]
ماذا يقال وقد سارت مناقبهم ... كالشمس فينا بنور غير منتقل
وكيف للشعراني يأتي على صفة ... الصديق أو عمر الفاروق ثم عليّ محامد طبعت فيهم وغيرهم ... تكلفوها وليس الكحل كالكَحَل
كأنما نبتت هذي الفضائل في ... أرجائها فنمت في السهل والجبل فهم كأنهم يغذون من كرم ... أو أنه فطرة فيهم من الأزل