للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


التقريظ

(كتاب الجواب الصحيح لمَن بدَّل دين المسيح)
طُبع منذ سنة أو أكثر هذا الكتاب النفيس لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه
الله تعالى وهو أربعة أجزاء , وقد كتبه ردًّا على كتاب أذاعه النصارى في عصره؛
فعلمنا أن القوم هم الذين كانوا يعتدون في الماضي كما يعتدون في هذا العصر وما
كانوا إلا محجوجين في كل زمان.
ذكر المؤلف في مقدمة كتابه أن ذلك الكتاب ورد عليهم من قبرص وأنه مؤلف
من ستة فصول:
(١) في أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يُبعث إليهم بل إلى الجاهلية من
العرب.
(٢) أنه أثنى في القرآن على دينهم بما أوجب أن يثبُتوا عليه.
(٣) أن نبوات الأنبياء المتقدمين تشهد لدينهم الذي هم عليه فوجب ثباتهم
عليه.
(٤) أن ما هم عليه من التثليث ثابت بالعقل والنقل.
(٥) أنهم موحدون!
(٦) أن المسيح جاء بعد موسى بغاية الكمال فلا حاجة بعده إلى شرع.
وقد أورد كلامهم في كل فصل وردّ عليه بالعقل والنقل من كتبهم فدل على أنه
كان مطّلعًا عليها أتم الاطلاع , وأيد بيان الحق في جميع المسائل بآيات الكتاب
العزيز والأحاديث النبوية بما يعهد في كلامه من البسط والإيضاح. وفي هذا
الكتاب من الفوائد النادرة في العلم والتاريخ وإيضاح المشكلات الغامضة في الدين
وغيره ما لا يوجد في كتاب سواه , ومن أعظم مواضع العبر في الكتاب ذلك الفصل
الذي عقده في الجزء الرابع لبيان وجوه العدل ومقصود العبادات وتفضيل هذه في
الأمة على أهل الكتاب بالعلم والعمل.
قال: (فأما العلوم فهم - يعني المسلمين - أحذق في جميع العلوم من جميع
الأمم حتى العلوم التي ليست بنبوية ولا أخروية كعلم الطب مثلاً والحساب ونحو
ذلك (أي من العلوم الكونية، طبيعية ورياضية) هم أحذق فيها من الأمتين
ومصنفاتهم فيها أكمل بل هم أحسن علمًا وبيانًا لها من الأوائل الذين كانت غاية
علمهم. وقد يكون الحاذق فيها مَن هو عند المسلمين منبوذ بنفاق وإلحاد ولا قدر له
عندهم , لكن يحصل له بما يعلمه من المسلمين من العقل والبيان ما أعانه على
الحذق في تلك العلوم فصار حثالة المسلمين أحسن معرفة وبيانًا لهذه العلوم من
المتقدمين) ! .
ثم ذكر براعة المسلمين في العلوم الإلهية والأخلاق والسياسة الملكية والمدنية
وانتقل من هنا إلى بيان المقصود من العبادة عند المتفلسفة وغيرهم، ولا شك أن
المسلمين كانوا إلى عهده أكمل الأمم في علوم الدين والدنيا. فماذا عساه يقول لو
خرج من قبره ورأى حالة المسلمين اليوم في العلم وكيف وصلوا إلى درجة صاروا
يحاربون فيها العلوم باسم الدين وصارت حثالة أهل الكتاب أعلم من أشهر علمائهم
في هذه العلوم التي كانت حثالة المسلمين أعلم بها وأحسن بيانًا من علمائهم؟ ! .
هل انقلبت الحال واستحالت طبيعة الإسلام أم المسلمون اليوم أوسع علمًا
وأشد اعتصامًا بالدين من سلفهم منذ اشتغلوا بعلوم الدين في القرون الأولى إلى زمن
ابن تيمية المتوفى سنة ٧٢٨ ولذلك ظهر لهم ما لم يظهر لسلفهم من منافاة الاشتغال
بالعلوم الدينية لتحصيل العلوم الكونية؟ ! .
لا يتجرّأ أحد منهم على هذه الدعوى فليعتبر المسلمون بماضيهم وحاضرهم
وبمخالفة خلفهم الطالح لسلفهم الصالح.
هذا وإن الكتاب يباع عند أحد طابعيه الشيخ مصطفى القباني بخان الخليلي
وفي مكتبة المنار , وثمن النسخة منه مجلدة اثنان وعشرون قرشًا صحيحًا.
***
(ضوء الصبح المسفر)
أَحَسِبَ الناس أن المسلمين لم يصنفوا فيما يسمى عند أهل الغرب بعلم أدب
اللغة وتاريخ اللغة؟ ! ولو اطَّلعوا على ما أبقت عليه حوادث الزمان من كتب سلفنا
في دارنا وما جذبته مغناطيسية العلم والعمران منها إلى ديار أوربا؛ لعلموا أن القوم
ما غادروا متردّما فقد أوفوا على الكمال في بعض العلوم والفنون أو قاربوا ,
ووضعوا لبعضها الأسس لنبني أو بنوا لنُتم ونكمل فنقصنا ما كملوا وهدمنا ما بنوا
وعفونا تلك الأسس حتى جهلنا مكانها!
هذا كتاب (صبح الأعشى في كتابة الإنشا) من أنفس الكتب المطولة في
أدب اللغة وتاريخها وضعه الشيخ أحمد بن علي القلقشندي المصري المتوفى سنة ٨٢١ , وهو يدخل في سبعة أسفار عظيمة عني ناظر دار الكتب المصرية
(الكتبخانة الخديوية) بطبعها على نفقتها ولكنه لا يطبع منه إلا نسخًا قليلة يريد حفظ
بعضها في دار الكتب وتوزيع باقيها على دور الكتب في أوربا.
وللكتاب مختصر للمؤلف سماه (ضوء الصبح المسفر) أودعه صفوة مسائله
وخلاصة مباحثه فكان سفرين عظيمين نشده محمود أفندي سلامة فوجد جزءًا منه
فطبعه طبعًا حسنًا بحرف مثل حرف المنار على ورق أنظف من ورقه , وقد
ناهزت صفحاته نصف الألف وهو مشتمل على مقدمة وعشرة أبواب وخاتمة. وفي
الأبواب فصول.
أما المقدمة ففي مبادئ يجب تقديمها على الخوض في كتابة الإنشاء. وفيها
خمسة أبواب أربعة منها في التعريف بحقيقة ديوان الإنشاء وأصل وضعه في
الإسلام واستقراره بدار الخلافة وتفرقه بعد ذلك في الممالك وفيه فصلان , والخامس
في قوانين ديوان الإنشاء وترتيب أحواله ورتبة صاحب الديوان وصفاته الواجبة فيه
وآدابه وأرباب وظائفه من الكُتاب وغيرهم في القديم والحديث وفيه أربعة فصول.
وأما المقالة الأولى ففي ما يحتاج إليه الكاتب وتدعو إليه ضروراته وفيها بابان.
وأما الثانية ففي ما يحتاج إليه من معرفة أحوال الأرض وجهاتها ورياحها وفيه ثلاثة
أبواب. ولو أردت أن أسرد للقارئ ملخص فهرس هذا الجزء على هذا النحو لقال:
إنه لم يترك شيئًا يشتاقه طالب الأدب والتاريخ في هذا الموضوع إلا وخاض فيه
لا سيما الأمور الرسمية كالأسماء والكُنَى والألقاب والنعوت ورقاع كاتب السر
وقوائم الوزارة ومربعات الجيش والمناشير والإقطاعات والمستندات والبيعة والعهود
والتقاليد والتعاويض والمراسيم والتواقيع وما يتعلق بالحرب والهدن والصلح والأمان
من الاصطلاحات وغير ذلك من الأمور الرسمية وغير الرسمية كمكاتبات الإخوان
والتهاني والتعازي والبشارات والشفاعات وكالأدوات الفنية ومنها: آلات الدواة
وهي خمس عشرة , ومنها الكلام في الورق وأشكاله. وجملة القول إنه لا يستغني
أديب ولا مؤرخ عن هذا الكتاب.
وهو يطلب من ناشره في مطبعة الواعظ بدرب الجماميز , وثمن النسخة منه
ثلاثون قرشًا صحيحًا وانتقدنا على ناشره أن نشره بغير جدول للفهرس فوعد بجمع
الفهرس وطبعه.
***
(تربية المرأة والحجاب)
قد صادف هذا الكتاب من الرواج ما أنفد نسخ الطبعة الأولى منه فأعاد مؤلفه
(محمد طلعت بك حرب) طبعه على نفقته إجابة لكثرة الطالبين له , وقد افتتح
الطبعة الثانية بمقدمة أودعها ما كتبناه في المنار تفسيرًا لقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ
الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: ٢٢٨) مقتبسًا من دروس الأستاذ رحمه الله
تعالى وختمها بعلاوة هي عدة مقالات من مقالاتنا التي نشرناها في المنار تحت
عنوان (الحياة الزوجية) فكانت زيادة هذه الطبعة على الأول بنحو ربع الكتاب
فصارت صفحات الكتاب مائتي صفحة كصفحات المنار ولم يزد مع ذلك في ثمنه
شيئًا , فثمن النسخة من الطبعة الجديدة ستة قروش صحيحة , وأجرة البريد قرش
ونصف ويباع بمكتبة المنار.
هذا وإننا نذكر ما قاله في أول مقدمة هذه الطبعة تعريفًا بالغرض من هذا
الكتاب. قال - بعد البسملة والحمد والتصلية -:
(وبعد: فقد كان من فضل الله علينا وعلى الناس أن وفقنا لجمع هذا
الكتاب، الذي تلقاه بالقبول أولو الألباب لدعوته إلى تربية المرأة على أصول
الديانة الإسلامية، مع مراعاة حال العصر والتوقي من شرور المدنية الغربية، تلك
المدنية التي أصلحت في الأقطار الغربية وأفسدت، ولكنها أفسدت في البلاد الشرقية
وما أصلحت؛ إذ فُتن الناس بشر ما جاءت به، وطفقوا يتركون لأجلها خير ما كانوا
عليه! .. لما رأينا كتابنا هذا (تربية المرأة) قد انتشر في الأمصار، وتنقل
في الأقطار، حتى نفدت نسخ طبعته الأولى، وتوجهت الرغبة إلى طبعه مرة
أخرى، رأيت أن أزيد في فوائده ومسائله، وأضم إليه شيئًا من أحاسن الكلام
وعقائله، وكنت قرأت في مجلة (المنار) الإسلامية مقالات في (الحياة الزوجية) ،
لمنشئها الذي نعترف - مع حضرة قاسم بك أمين - بأن جميع الناس يعرفون مكانه
من العلم والدين فاخترت أن أجعلها خاتمة للكتاب؛ لأنها في الموضوع لب اللباب.
ثم قرأت في باب التفسير من المنار كلامًا عاليًّا، وهديًا سماويًّا ساميًّا، في
تفسير قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ... } (البقرة: ٢٢٨) الآية. وهو
مما كان اقتبسه صاحب (المنار) من دروس الأستاذ الإمام، حكيم الشرق وحجة
الإسلام، الشيخ محمد عبده عليه الرحمة والسلام , فاخترت أن أقتبسه في فاتحة
هذه الطبعة , وهاكه نقلاً عن الجزء العاشر من مجلد المنار الثامن (الصادر في ١٦
جمادى الأولى سنة ١٣٢٣) . اهـ) وذكره.
فغرض المؤلف أن تُربَّى البنات تربية دينية ويعلمن ما تحتاج إليه البيوت مع
الاحتراس من غوائل المدنية الغربية، ويا نعم الغرض!
***
(بحر الآداب)
هو كتاب في الآداب العربية لأحد جمعية الإخوة (الفرير) المعروف (بالأخ
بلاج) مفتش اللغة العربية في مدارس الجمعية , وقد أهدى إلينا القسم الأول من
الجزء الخامس مطبوعًا فإذا هو مفتتح بتمهيد يليه فصول في طريقة تعليم الإنشاء
وتعلمه وأركانه وآدابه , ويلي ذلك أبواب ومباحث في المادة التي تعين على ذلك
كالكلام في العلم والعقل ومختارات من نثر الأولين وشعرهم في الجاهلية والإسلام ,
وإذا هو مختتم بمباحث في حال اللغة على عهد الدولة الأموية والعباسية. ويدل
الكتاب على أن المؤلف ذو ذوق في حسن الاختيار وحذق في كيفية التأليف فكتابه
هذا نافع لطالبي آداب هذه اللغة إن شاء الله تعالى.
***
(تحرير مصر)
كتاب إنكليزي لا يُعرف مؤلفه , ترجمه بالعربية وطبعه في هذا العام محمد
لطفي أفندي جمعة المحرر بجريدة الظاهر , وهو مؤلَّف من مقدمة يبين المؤلف فيها
حال مصر في القرن التاسع عشر وسياسة فرنسا وإنكلترا فيها , ومن أربعة فصول
اثنان منهما في علاقة الدول بمصر والثالث في سياسة بريطانيا الاستعمارية في
مصر وغيرها والرابع في (المركز الكاذب لبريطانيا العظمى في مصر) وفيه
مبحث استقلال مصر لأنها مملكة حية وبلوغها سن الرشد ومنحها الحرية
والاستقلال. ويليه الخاتمة في بيان أن أنفع حل للمسألة المصرية هو منح مصر
الحرية؛ لأن مستقبل أفريقية متعلق بتحريرها ورأي جريدة الطان في ذلك.
هذا ملخص التعريف بالكتاب , ومنه يعلم أنه لا غنى لقارئ مصري عن
الاطلاع عليه ليعرفوا رأي القوم فيهم , ولعل مؤلف هذا الكتاب هو أحسن
الأوربيين انتصارًا لهم , وقد كتم اسمه لتعرف قيمة كتابه لذاته فكان أقرب إلى
الإخلاص من بعض أحداث المصريين الذين لا يقولون ولا يكتبون كلمة في ذلك إلا
ويقولون ألوفًا من الكلم والافتخار والتبجح بها! .
افتتح المؤلف مقدمة كتابه بقوله: لقد صدق اللورد ملنر في قوله: (إن مصر
بلد التناقض والتخالف , فإنه لا يوجد في العالم بلد فيه ما في مصر من الحقائق
والأفكار المتناقضة المتباينة , وقد يصل هذا التناقض إلى حد مدهش فيصير
مضحكًا!) فيليق إذن بمن يرقب أمور هذه البلاد ويشاهد أحوالها أن يكون متنبهًا
أبدًا متوقّيًا لئلا يلقيه حسن الظن والإسراع في الحكم في الخطأ والندم. اهـ المراد
منه.
وما أظن أن المؤلف على حذره وتوقيه قد سلم في الخطأ في بعض أحكامه.
وقد أحسن مترجم الكتاب؛ إذ قال في مقدمة الترجمة: ويعز علينا أن نقول: إن
هذا الكتاب ليس إلا (كأس ملام) يسقيه الأجنبي لأفاضل مصر وعلمائها الذين
أسكتهم الكسل وقبض الخمول على أقلامهم بيد من حديد. اهـ. وأحسن من هذا
أن تسقي الكأس من أقعدهم الكسل والخمول عن العمل لا من أسكتهم عن القول فإن
العمل قد ينفع بلا قول ولا ينفع قول بغير عمل. والعمدة في تحرير مصر على
حياتها بنفسها حتى تكون بنية صحيحة قوية فقد قال حكيمنا السيد جمال الدين:
(العاقل لا يظلم لا سيما إذا كانت أمة) .
وجملة القول: أنه ينبغي لكل مصري قراءة هذا الكتاب والاعتبار به مع
العلم أنه لا ينفعنا شيء إلا التربية الاستقلالية الملية والعلم والاقتصاد وأن لا حياة
لقوم لا همّ للأكثرين منهم إلا التمتع باللذات والاهتمام بأشخاصهم دون أمتهم أولئك
هم الذين إذا أعتقهم يسترقهم مستعبِد يسترقهم مستعبد، فليطلب المصريون تحرير
أنفسهم من أنفسهم بالعمل لا من إنكلترا بقول قائل أو كتابة كاتب يخاطب مَن لا
يسمع وإن سمع لا يملك أن يجيب كما فعل الشيخ توفيق البكري يخاطب ولي عهد
إنكلترا بالمؤيد , فحسب إنكلترا أن تبيح لهم كل عمل ومن لا يعمل لنفسه كان من
الحماقة أن يطالب أجنبيًّا ملكه بأن يحرره! وهذا لا يمنع وجوب تذكير لجرائد الأمة
بطلب الاستقلال والاستعداد له.
وثمن الكتاب عشرة قروش وأجرة البريد قرش واحد , وهو يطلب من مكتبة
المنار بشارع درب الجماميز.
(قاموس إنكليزي عربي)
يشتمل على ثلاثين ألف كلمة إنكليزية ونيّف
(وضعته إدارة المكتبة العمومية لسليم أفندي، صادر في بيروت)
سبق لنا كتابة تقريظ لهذا القاموس في السنة الماضية لم ينشر , بل لم تجمع
حروفه في المطبعة لأن ورقته قد سقطت من أيدي مرتِّبي الحروف كما أظن , وقد
ذكَّرنا بعد ذلك مذكر منا بأنه أخرج من بين الكتب التي يراد تقريظها أو التعريف
بها ولم يكتب عنه شيء في المجلة. ومما أذكر من الكتابة الأولى بيان تفسيره
بعض الكلمات العربية بمرادفها العامي. وطبع الكتاب متقن وورقه نظيف وشكله
لطيف وصفحاته ٦٢٤ , ويباع بالمكتبة العمومية في بيروت.
***
(تقويم المؤيد لسنة ١٣٢٤)
هذه هي السنة التاسعة لهذا التقويم فهو ترب المنار. وصاحبه محمد أفندي
مسعود يقترح في كل عام على القراء أن يرشدوه إلى ما يزيده إتقانًا، وقد كنا أول
من اقترح عليه وضع الفهرس للتقويم , ونحن الآن نقترح عليه ثانيًا أن لا يجعل
الفهرس خاصًّا بالأبواب بل عامًّا للمسائل والمباحث التي يحتاج إلى مراجعتها ,
وإني أرى أنه إذا وضع للمباحث فهرسًا مرتبًا على حروف المعجم يكون ذلك مزيدًا
في فائدته وفي إقبال الناس عليه.
***
(الدين في نظر العقل الصحيح)
قد طبعت هذه المقالات التي نشرت في سنة المنار الماضية على حدتها
وأضيف إليها مقالة كاتبها (الدكتور محمد توفيق أفندي صدقي) في حكمة تحريم
الخنزير أو نجاسته ونجاسة الكلب , فكانت كتابًا يدخل في ١٧٦ صفحة من القطع
الصغير , وثمن النسخة منها مع أجرة البريد ثلاثة قروش وتطلب من مكتبة المنار.
***
(مسامرات الشعب)
راجعت هذه القصص التي تصدرها مكتبة الشعب واشتهرت , ولا غَرْوَ فهذا
الضرب من القصص المعروف بالروايات محبّب إلى جميع طبقات الناس , فيجب
أن تتضاعف العناية بعد الآن بحسن اختيار قصص المسامرات المترجمة , وأن
تؤلف لها قصص في انتقاد عادات البلاد الضارة لتكون جامعة بين الفكاهة والفائدة.
وقد كان آخر ما أهدي إلينا من هذه القصص: أهواء الشبيبة، عشيقة الملك، مقتل
هنري الرابع، الفؤاد الكليم، القاتل المتنكر، شرف الاسم، سر ولا سر،
والخنجر التركي.
فأما قصة مقتل هنري الرابع فخيرها ترجمة وفائدة سياسية , وأما قصة سر
ولا سر وقصة الخنجر التركي الملحقة بها فخيرها نزاهة وفائدة أدبية , وقد قرأنا
الثلاث كلهن والأخيرة تبين لك آراء الإفرنج وتخيلاتهم في الترك وعاصمتهم. وإننا
ننصح لصاحب المسامرات أن لا يقبل قصة تصف الرذائل والشرور وتشرح أعمال
الفجار الأرذلين بحال من الأحوال.
***
(خير الدين)
مجلة إسلامية عمومية مصورة تصدر في غرة كل شهر عربي، صاحبها
محمد الجعايبي مدير جريدة (الصواب) بتونس. وقد صدر العدد الأول منها في
غرة صفر مطبوعًا على ورق جيد مؤلفًا من ٢٠ صفحة مصدرًا بصورة محمد
الهادي باشا باي تونس المعظم , وفيه بعد الخطبة أن المجلة صدرت بهذا الاسم
لتكون كالتمثال المذكر بخير الدين باشا التونسي الوزير المصلح صاحب كتاب
(أقوم المسالك في أحوال الممالك) وبعد وجه التسمية صورة هذا الوزير العظيم
وترجمته , تليها مقالة وجيزة في الحث على العلم، فنبذة في الشعر العصري جعلت
مقدمة لقصيدة من شعر محمد إمام أفندي العبد الشاعر المصري يخاطب بها الشرق،
وغير ذلك.
فنثني على همة رصيفنا الفاضل صاحب الصواب أن جمع بين السياسة والعلم
والآداب، ونتمنى له التوفيق في خدمته، والبلوغ بها إلى خير غايته.
***
(المنبر)
جريدة أسبوعية عمومية حرة، أصدرها في نيويورك عيد أفندي ميخائيل ذيبة
أحد أدباء السوريين في أوائل هذا العام الميلادي , وهي من دلائل ارتقاء السوريين
الأدبي في تلك البلاد، فنتمنى لهم التوفيق والنجاح.