للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تقاريظ
(هدية الابن)
رسالة كتبها بشارة أفندي إلياس عيد الحاج بطرس التاجر السوري ببلدة
(إفارة) بالبرازيل وطبعها وجعلها هدية باسم والده المقيم في (بكفيا) بلبنان. وهي
تعريف ببلدة إفارة خاصة وببلاد البرازيل عامة وبحال المهاجرين السوريين في تلك
المملكة. ومن فوائد الرسالة أنه كان فيمن أرسلت حكومة البرتغال لاستعمار
البرازيل عيال كثيرة من بقايا السلالة العربية لكي تنظف بلادها من النسل العربي.
إذًا قد كان العرب من المستعمرين الأولين لهذا البلاد وجرى السوريون على آثارهم
فهم من خيرة المهاجرين إلى تلك البلاد.
***
(تربية النفس بالنفيس)
خطاب ألقاه الدكتور محمود بك لبيب محرم في نادي المدارس العليا بالقاهرة.
أما موضوع الخطاب فيعرف من عنوانه وأما أسلوبه فيمثل لك أسلوب بعض
المتصوفة الذين كتبوا الأجفار والمصنفات في علوم الأسرار في مزجهم اصطلاحات
العلوم الكونية بما يضعونه من الاصطلاحات الغيبية الملكوتية بل هو أغرب مفرداته
وجمله، ومثاله، ومثله وإليك مثالاً منه:
(إن الحقيقة فردية لا تتجزأ، وإن الكون جوهر لا يتداعم، هؤلاء لا
يفتشون عن بواطن الأشياء، ويكتفون بعلم ظواهرها العاملة، هؤلاء لا يعرفون
للكون في الكون إلا نقطا (ضبطت في الأصل كقفل) واحدًا فسمه المركز لأهل
الكرة الأرضية، ودعه مركز السماء لأهل السموات العلية، وأطلق عليه قلب الفلك
للسموات والأرضين السمية والدنية، وسمه الطبيعة إن كنت ممن يصيح بأن
(المادة لا تتجدد ولا تنعدم) وقل عنه الروح (بالفتح) إن سألك أحد طلبة (تناسخ
الأرواح) ! وصِفه بالجريثمة (الميكروب) إن تَجْهورت في نظرك الذرات؟
وعرفها بالتخلق إن درست علوم النشوء وتابعت (داروين) ، وسمها الصوت إن
كان لك ميل في تعرف النغمات الموسيقية وفنونها، ونادها صورًا متحركة وثابتة
إن كنت تهوى الأحسن والأجمل من الفنون والأفنان، وقُلْ عنها الروح إن سُئلت
من آل مذهب (تناسخ الأشباح) وصفها بالذرة إن كنت ممن يستعين على رؤية
دقائق الأشياء بالمناظر المُجَهْوَرة (الميكروسكوب) واصطلح عليها سياسة الاقتصاد
للجامعة الإنسانية إن وددت تسيير الأمم إلى طريق الهدى والسلام، وعمار الكون
بمن تَخَلّق ونشأ فيه، وألفتها (الكرية) إن درست معلومات هارفي ومن اتبعه،
واقرأها الحرف في كلم اللغويين. وسمها الصوت إن كان لك شوق إلى (سفينة
الشيخ شهاب) ، أو تحب استماع مناغات الطيور على أوكارها. أو تميل إلى تفنن
الضاربين على الأوتار والمطربين بأصواتهم الرخيمة، وارسمها أشكالاً متحركة
وثابتة إن كانت جِبِلّتك تهوى الجميل من الفنون والأحسن من الأشكال والألوان
المصورة وغير المصورة. وسيرها سفينة تجري في الفلك بأمر مدير دفتها.
ومبخر مائها ومحرق قلبها إن تطلبت العلم ولو في الصين وأَجْرها سيارة بإرادة
قائدها وقوة جاذبيتها ورافقها إن كنت تبغي حرية الحركة والسكون المطلق فادعها
كما شئت بما شئت وفى أي مكان وزمان شئت. لا سماع بين التصويت والتسكيت لا
رؤية بين الظلمات والنور. لا نمو بين الجوع والشبع. لا انتقال بين الحركة
والسكون لا مفرق بين الأبيض والأسود لا تجزئة بين الكل والفرد. لا هيولة بين
الجوهر والعَرَض. لا شفاء بين العرض والمرض ولا تعليل بين البيت واللحد. ولا
روح بين القلب والجسد. ولا شك بين القاتم والعاتم. لا صوم بين الشك والرؤية.
لا دفء بين الماء والنار. ولا تيمم بين البطلان والرجحان) . اهـ المثال بنصه
وضبطه.
حَسْب القارئ هذا فقد ملّ أو كاد إذ لم يقرأ في حياته كلامًا كهذا الكلام ألفاظ
من اصطلاحات العلوم الطبيعية والدينية والصوفية والجغرافية تشبه خرزًا من أنواع
شتى وُضع في علبة وخضخض حتى اختلط بعضه ببعض ثم استخرج فنظم نظمًا
غير مألوف ولا معروف. فيا ليت شِعْري ماذا كان من أمر أعضاء النادي عندما
ألقاه عليهم الدكتور؟ ماذا فهموا منه؟ هل قابلوه بتصفيق الاستحسان، أم بصفير
الاستهجان؟ .
***
(الرزنامة التونسية لسنة ١٣٢٤)
كتاب كبير يصدر في كل عام تزيد صفحاته على أربع مئة صفحة كبيرة فيها
من الفوائد الفلكية والتاريخية والأدبية والسياسية والإدارية والتجارية ما لا يستغني
عنه قراء العربية في تونس وغيرها ومؤلفها سيدي محمد بن الخوجة من أفضل
الكُتاب في تونس وأوسعهم علمًا واطلاعًا على الكتب العربية والإفرنجية ومن فوائد
القسم التاريخي في رزنامة هذا العام كلام مسهب لأحد علماء جامع الزيتونة الأعلام
في بيان اختلاق ما كان نُشر في جريدة اللواء المصرية منسوبًا إلى أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو كتاب عهد كتبه للأرمن بزعمهم ولم أَرَ هذا
العهد إلا في الرزنامة ولم أسمع بذكره أيام نشرته جريدة اللواء ومنها تاريخ صيد
المرجان بمياه تونس وتاريخ شركات الأخبار التلغرافية وتاريخ خسائر الحرب بين
روسيا واليابان وتاريخ الحمامات المعدنية بتونس. ومن فوائد القسم الأدبي معجم
لأسماء الأعلام الإسرائيلية ومقابر الكلاب بباريس ومعدة التمساح. وأما القسم
السياسي فهو خاص بحكومة تونس والحماية الفرنسية فيها وكذلك القسم الإداري وفيها
كل ما تهم معرفته عن ذلك القطر. وفي هذا الجزء رسوم وصور كثيرة منها
رسوم بعض المعاهد الحجازية الشريفة وقبر حواء أم البشر وصورة للرئيس ابن سينا
مع ترجمته. وغير ذلك. وثمن النسخة من هذا الكتاب ١٥ فرنكًا وهو يطلب من
إدارة جريدة المنبر ومن محل الحشاب في القاهرة.
***
(طوالع الملوك)
(مجلة فلكية جغرافية برزخية علمية تصدر في كل شهر عربي مرة لمنشئها
السيد محمود العالم قيمة الاشتراك في مصر ٥٠ قرشًا أميريًّا) وكنا كتبنا تقريظًا
مطولاً لهذه المجلة الغربية في هذا العصر، فضاق عنه الجزء الماضي ولما لم يرد
إلينا بعد الجزء الأول منها شيء وقد مضت أشهر اكتفينا بهذه الإشارة.
***
(المنهل الصافي)
مجلة علمية أدبية تهذيبية تصدر مرة في الشهر لصاحبها ومحررها محمد
أفندي نجيب الخازني وكنا كتبنا لها تقريظًا جمع ولم يُنشر ثم فُقد وهي لا تزال
تصدر بانتظام فنتمنى لها طول البقاء والرواج بالتوفيق للخدمة النافعة.
***
(المِنبر)
جريدة يومية أنشأها في القاهرة محمد أفندي مسعود وحافظ أفندي عوض
الغَنيَّان عن الوصف والتعريف لشهرتهما بتحريرهما في المؤيد السنين الطوال
وباشتغال الأول منهما بالصحافة مستقلاًّ (وتقويم المؤيد) وبهذا كانا جديرين بأن
تكون بدايتهما كنهاية غيرهما في هذا العمل الجليل وأن يكونا مستقلين خيرًا منهما
مقيدين برأي غيرهما ومما يقوي الرجاء في نجاح المنبر رغبة كثير من الكاتبين في
أن يكونوا من خطبائه. فنسأل الله تحقيق الأمل مع التوفيق لخير العمل.
***
(أبو الهول)
جريدة عربية أنشأها شكري أفندي الخوري في سان باولو (البرازيل) تصدر
كل ١٥ يومًا مرة. وشكري أفندي الخوري جدير بأن يفيد السوريين بجريدته
ويستفيد من إقبالهم حتى تكون أسبوعية فيومية؛ لأن أسلوبه الفكِه في الكتابة يشوق
القارئ لا سيما إذا كان سوريًّا فإنه يمزج الهزل بالجد فيجمع للقارئ بين اللذة
والفائدة وعنايته بالمسائل الصحية والأدبية أنفع للناس من عناية غيره بالمسائل
السياسية والمذهبية.