للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تقريظ المطبوعات

(قاموس الأمكنة والبقاع)
كتاب (فتوح البلدان) للبلاذري من أجلِّ مختصرات التاريخ القديم لأمتنا،
وقد طبعته شركة طبع الكتب العربية منذ سنين وبعد طبعه عهدت إلى علي بهجت
بك وكيل دار الآثار العربية بأن يضع معجمًا لما ورد فيه من أسماء الأمكنة والبقاع؛
لسعة علمه بالتاريخ القديم والحديث؛ فقام بذلك، وطبعت الشركة ما كتبه؛ فكانت
صفحاته أكثر من مئتي صفحة وليست فائدة هذا الكتاب خاصة بمن يقتني كتاب
(فتوح البلدان) ولا هو مما يستغني عنه بالمطولات التي استمدت منه (كمعجم
ياقوت) فإن فيه فائدة لأهل هذا العصرلا تؤخذ من غيره، وهي بيان حال تلك
البلاد والبقاع الآن بحسب ما وصل إليه اجتهاد المؤلف؛ فمنها ما خرب وعفا،
ومنها ما بقي وزاد عمرانه أو نقص، فنشكر للمؤلف وللشركة هذا العمل النافع.
***
(رسالة الغفران)
للفيلسوف العربي الشهير أبي العلاء المعري رسالة كتبها إلى الشيخ علي بن
منصور الحلبي المعروف بابن القارح؛ جوابًا عن رسالة بعث بها إليه، والرسالة
تروي للقارئ قصة خيالية طاف راويها في العالم الآخر، ودخل الجنة ورأى ما فيها
من النعيم فوصفه أحسن وصف، وثافن فيها الشعراء والأدباء وشرح ما دار بينهم
من المحاورات والمماتنات. وأسلوب الرسالة هو أسلوب الأمالي الأدبية التي كان
علماء الفنون العربية يملونها على الطلاب في القرون الأولى، وفيها من فرائد اللغة
وغرائب الشجون ما طار بشهرتها في عالم الأدب؛ فكانت طلبة الأدباء ورغيبة
البلغاء، وقد طبعها أمين أفندي هندية طبعًا متقنًا مضبوطًا بالشكل بعد أن صحح
أصلها معارضة على نسخة صحيحة، ووقف على طبع أكثر من نصفها الشيخ
إبراهيم اليازجي وخلفه بعد وفاته في تصحيح باقيها أحد علماء الأزهر، فنحثُّ
الأدباء على مطالعتها وهي تطلب من مكتبة هندية وثمنها عشرة قروش.
***
(كتاب الأضداد في اللغة)
لما عني الأولون بنقل اللغة العربية وضبطها ووضع الفنون لها أكثروا من
التصانيف في فروع كثيرة من فروعها؛ كالمترادف والمشترك والأضداد وغير ذلك،
ومن الكتب النافعة في الأضداد كتاب محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي،
ومن مزاياه أنه تتبع قطرب فيما ذكره من الأضداد وبَيَّن غلطه في بعضها وقد أجاب
في أوله من عاب التضاد في اللغة فقال:
هذا كتاب ذكر الحروف التي توقِعها العرب على المعاني المتضادة فيكون
الحرف منها مؤديًا عن معنيين مختلفين، ويظن أهل البدع والزيغ والإزراء بالعرب
أن ذلك كان منهم لنقصان حكمتهم وقلة بلاغتهم وكثرة الالتباس في محاوراتهم عند
اتصال مخاطباتهم، فيُسألون عن ذلك ويحتجون بأن الاسم منبئ عن المعنى الذي
تحته، ودال عليه وموضع تأويله. فإذا اعتور اللفظة الواحدة معنيان مختلفان لم
يعرف المخاطب أيهما أراد المخاطب وبطل بذلك تعليق الاسم على المسمى.
فأجابوا عن هذا الذي ظنوه وسألوا عنه بضروب من الأجوبة أحدها: أن كلام
العرب يصحح بعضه بعضًا، ويرتبط أوله بآخره ولا يعرف معنى الخطاب منه إلا
باستيفائه واستكمال جميع حروفه. فجاز وقوع اللفظة على أحد المعنيين دون الآخر
وألا يراد بها في حال التكلم والإخبار إلا معنى واحد فمن ذلك قول الشاعر:
كل شيء ما خلا الموت جلل ... والفتى يسعى ويلهيه الأمل
فدل ما تقدم قبل (جلل) وتأخر بعده على أن معناه (كل شيء ما خلا الموت
يسير) ولا يتوهم ذو عقل وتمييز أن الجلل هنا معناه (عظيم) وقال الآخر:
يا خول يا خول لا يطمح بك الأمل ... فقد يكذب ظن الأمل الأجل
يا خول كيف يذوق الخفض معترف ... بالموت والموت فيما بعده جلل.
فدل ما مضى من كلام على أن (جلل) معناه: يسير، وقال آخر:
فلئن عفوت لأعفون جللاً ... ولئن سطوت لأوهنن عظمي
قومي هم قتلوا أميم أخي ... فإذا رميت يصيبني سهمي.
فدل الكلام على أنه أراد: فلئن عفوت عفوًا عظيمًا؛ لأن الإنسان لا يفخر
بصفحه عن ذنب حقير يسير.
فلما كان اللبس في هذين زائلاً عن جميع السامعين لم ينكر وقوع الكلمة على
معنيين مختلفين في كلامين مختلفي اللفظين، وقال الله عز وجل وهو أصدق قيلاً:
{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ} (البقرة: ٢٤٩) أراد الذين يتيقنون ذلك فلم يذهب
وهم عاقل إلى أن الله عز وجل يمدح قومًا بالشك في لقائه، وقال في موضع آخر:
{وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً} (الإسراء: ١٠٢) وقال تعالى حاكيًا عن يونس:
{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} (الأنبياء: ٨٧) أراد رجا
ذلك وطمع فيه، ولا يقول مسلم: إن يونس يتيقن أن الله لا يقدر عليه اهـ.
(المنار)
يحكم قارئ هذه العبارة أن الكتاب مفيد بأسلوبه البليغ كما أنه مفيد بمباحثه،
وأكبر فائدته عندي أنه بجمعه لهده الحروف - أي الكلمات - التي قيل: إنها
متضادة المعاني قد سهل للمدقق سبيل الحكم في هذا النوع من اللغة بغير ما حكم به
جمهور من سبقه؛ فإن استعمال الكلمة في معنيين متضادين خلاف المعقول، ويلوح
لي أن أكثر ما عدوه من الأضداد يمكن تفسيره بما لا تضاد فيه. وإن القليل الذي
يتعذر أو يتعسر فهمه من غير تضاد في معانيه لابد أن يكون مما استعملته قبيلة في
معنى وقبيلة أخرى في ضد ذلك المعنى، أو مما وقع فيه الخطأ في الاستعمال من
العرب أنفسها فإن خطأها في المعاني مما لا ينكر.
وإذا كان العربي القح يخطئ في المعاني فالمولد أجدر بذلك، ومن خطأ نقلة
اللغة والمفسرين ما قاله بعضهم في تفسير الظن في الآيات التي تلوت فيما نقلناه
عن هذا الكتاب فقوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّه} (البقرة:
٢٤٩) ليس مسوقًُا لمدحهم على ظنهم حتى يقال: إنه يمتنع مدحهم بالظن. وما حكاه
عن ظن فرعون لا يظهر فيه إرادة اليقين، وقوله عز وجل في يونس: {فَظَنَّ أَن
لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْه} (الأنبياء: ٨٧) يظهر فيه معنى الظن جليًّا و (نقدر) هنا بمعنى
(نضيق) على حد {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} (الرعد: ٢٦) فما المانع من
أن يظن يونس أن الله تعالى لا يضيق عليه؟
والكتاب يطلب من المكتبة الأزهرية للشيخ محمد سعيد الرافعي وثمنه ٧
قروش.
***
(إنجيل برنابا)
قد تم طبع الإنجيل في مطبعة المنار، وقد نقلنا منه نموذجات للقراء من قبل،
ونذكر هنا منه بعض ما ذكره في مسألة محاولة اليهود قتل سيدنا عيسى وإنجاء الله
إياه، وإلقاء شبهه على يهوذا الإسخريوطي وذلك موافق لما يعتقده المسلمون في
الجملة قال:
(الفصل الخامس عشر بعد المئتين)
١- لما دنت الجنود مع يهوذا من المحل الذي كان فيه يسوع سمع يسوع دنو
جم غفير ٢- فلذلك انسحب إلى البيت خائفا ٣- وكان الأحد عشر نيامًا ٤- فلما رأى
الله الخطر على عبده أمر جبريل وميخائيل ورفائيل وأوريل سفراءه أن يأخذوا يسوع
من العالم.
٥- فجاء الملائكة الأطهار وأخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب
٦- فحملوه ووضعوه في السماء الثالثة في صحبة الملائكة التي تسبح الله إلى الأبد.
(الفصل السادس عشر بعد المئتين)
١- ودخل يهوذا بعنف إلى الغرفة التي أصعد منها يسوع ٢- وكان التلاميذ كلهم
نيامًا ٣- فأتى الله العجيب بأمر عجيب ٤- فتغير يهوذا في النطق وفي الوجه فصار
شبيهًا بيسوع حتى إننا اعتقدنا أنه يسوع ٥- أما هو فبعد أن أيقظنا أخذ يفتش لينظر
أين كان المعلم ٦- لذلك تعجبنا وأجبنا: (أنت يا سيد هو معلمنا) ٧- أنسيتنا الآن؟
٨- أما هو فقال مبتسمًا: هل أنتم أغبياء حتى لا تعرفوا يهوذا الإسخريوطي؟
٩- وبينما كان يقول هذا دخلت الجنود وألقوا أيديهم على يهوذا؛ لأنه كان شبيهًا
بيسوع من كل وجه.
١٠- أما نحن فلما سمعنا قول يهوذا ورأينا جمهور الجنود هربنا كالمجانين
١١- ويوحنا الذي كان ملتفًّا بملحفة من الكتان استيقظ وهرب ١٢-ولما أمسكه
جندي بملحفة الكتان ترك ملحفة الكتان وهرب عريانًا [١] ١٣- لأن الله سمع دعاء
يسوع وخلص الأحد عشر من الشر [٢] .
(الفصل السابع عشر بعد المئتين)
١-فأخذ الجنود يهوذا وأوثقوه [٣] ساخرين منه ٢- لأنه أنكر وهو صادق أنه
هو يسوع ٣- فقال الجنود مستهزئين به: يا سيدي لا تخف؛ لأننا قد أتينا لنجعلك
ملكًا على إسرائيل ٤- وإنما أوثقناك؛ لأننا نعلم أنك ترفض المملكة ٥- أجاب يهوذا:
لعلكم جننتم ٦-إنكم أتيتم بسلاح ومصابيح لتأخذوا يسوع الناصري كأنه
لص أفتوثقونني أنا الذي أرشدتكم لتجعلوني ملكًا.
(ثم قال في أواخر الفصل)
٧٧- وحكموا بالصلب على لصين معه ٧٨- فقادوه إلى جبل الجمجمة حيث
اعتادوا شنق المجرمين وهناك صلبوه عريانًا مبالغةً في تحقيره.
٧٩- ولم يفعل يهوذا شيئا سوى الصراخ: يا الله لماذا تركتني [٤] فإن المجرم
قد نجا أما أنا فأموت ظلمًا.
٨٠- الحق أقول: إن صوت يهوذا ووجهه وشخصه بلغت من الشبه بيسوع
أن اعتقد تلاميذه والمؤمنون به كافةً أنه هو يسوع ٨١- لذلك خرج بعضهم من تعليم
يسوع معتقدين أن يسوع كان نبيًّا كاذبًا، وأنه إنما فعل الآيات التي فعلها بصناعة
السحر ٨٢- لأن يسوع قال: إنه لا يموت إلى وشك انقضاء العالم ٨٣-لأنه سيؤخذ
في ذلك الوقت من العالم اهـ المراد منه.
وثمن النسخة ذات الورق المتوسط من هذا الإنجيل ١٥ قرشًا، وذات الورق
الجيد ٢٠ قرشًا، وأجرة البريد قرشان وله مقدمة ثمنها عشرة قروش.
***
(المصحف الشريف)
قد اشتهرت طبعة مطبعة ترجمان للمصحف الشريف وكثر الإقبال عليها
لجمال حروفها وصحتها، وقد أرسلنا منه نسخًا إلى بعض الأقطار من القطع الوسط
والقطع الصغيرة فمن أحب أن نرسل إليه شيئًا منها فليرسل لكل نسخة من القطع
الوسط فرنكين ومن القطع الصغيرة فرنكًا ونصفًا.
***
(جامع الثناء على الله)
جمع الشيخ يوسف النبهاني كثيرًا من الأدعية والأذكار المأثورة عن النبي
صلى الله عليه وسلم، وعن شيوخ الصوفية وسماها (جامع الثناء على الله) وما
زال الذكر والدعاء غذاء الإيمان، ومن رأينا أنه ينبغي للمؤمن أن يهتم قبل كل شيء
بأداء الفرائض والحقوق التي عليه لله ولنفسه وأهله وذي القربى، فإذا وجد
وقتًا لنوافل العبادة فليبدأ بتلاوة القرآن مع التدبر سواء كان ذلك في الصلاة أو خارج
الصلاة، فإن خاف على نفسه الملل انتقل إلى الأذكار المأثورة عن الشارع، فإن
وجد من الوقت ما يسع المزيد عليها فليقرأ بعض ما كتبه رجال الصوفية،
وأما الذين يتركون الفرائض ويصرون على المآثم ويحصرون تعبدهم بقراءة
أوراد الطريق فإن التصوف بل التدين بريء من أهوائهم.
وإنني كنت في أول النشأة أقرأ بعض أوراد الصوفية ومنها ورد السحر
للبكري وكان يكون لذلك تأثير عظيم في نفسي، ثم وجدتني بذلك هاضمًا لحق
القرآن علي، ومشتغلاً عنه بكلام لا يخلو عندي من اللغو الذي نهت الآيات عنه،
وناهيك بما في القصيدتين الجيمية والميمية من ذلك، ولما صرت أفهم مراد
الصوفية بمثل قوله (ومل نحو الخمار أبي السرج * واشرب واطرب) إلخ لم
أزدد إلا بعدًا عن عبادة الله في السحر بهذا الشعر الركيك. على أن هذا الكتاب
أمثل من أكثر كتب النبهاني، وثمنه أربعة قروش ويطلب من أكثر المكاتب
المصرية.
***
(الراوي)
مجلة روائية أدبية تاريخية أسبوعية يصدرها في الإسكندرية طانيوس أفندي
عبده الكاتب المعروف في عالم الصحافة والأدب. فهو لما أوتيه من حسن الذوق في
اختيار القصص الإفرنجية وحسن الترجمة جدير بالنجاح في عمله هذا، غني عن
تقريظه. وقيمة الاشتراك في مجلة الراوي مائة قرش في السنة لأهل مصر
والسودان وثلاثون فرنكًا لغيرهم، وثمن العدد الواحد ثلاثة قروش.
***
(السياسة المصورة)
جريدة أسبوعية سياسية مصورة بالألوان يصدرها في القاهرة عبد الحميد
أفندي زكي وصور هذه الجريدة كلها في السياسة المصرية وهي مطبوعة طبعًا متقنًا
في أوربا ويكتب فصولها الافتتاحية حافظ أفندي إبراهيم غالبًا، وقيمة الاشتراك
السنوي فيها ٥٠ قرشًا في مصر و ١٥ فرنكًا في سائر البلاد.