للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


التاريخ الهجري الشمسي

عندما شرعت بوضع النظام أو القانون للجمعية الخيرية الإسلامية في طرابلس
الشام، خطر لي أن تكون سنيها هجرية شمسية، وأن يكون أول سنتها شهر مارس
(آزار) كالسنة المالية العثمانية، وذكرت ذلك في القانون، ثم خطر لي أن أذكر
هذا التاريخ في المنار؛ إحياء له مع ذكر السنة القمرية التي عليها المعول في
الأمور الدينية؛ للاستغناء فيها عن الفلكيين والحاسبين. وقد جاء في حسابي أن سنة
١٩٠٩ الميلادية توافق ١٢٨٥ هجرية شمسية؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ولد سنة ٥٧١ بعد ميلاد المسيح صلى الله عليه وسلم، وبعث على رأس الأربعين،
وأعلن بعثته بعد ثلاث سنين من نزول الوحي عليه أول مرة، وهجر بعد عشر
سنين من إعلان الدعوة فتلك ٥٣ سنة، تجمع إلى سنة الولادة، فتكون معها ٦٢٤
تطرح من ١٩٠٩، فيبقى ١٢٨٥. ولكن رأيت بعد ذلك أن الدولة العلية عزمت
على أن تجعل حسابها المالي على السنة الهجرية الشمسية، وأن سنة ١٩٠٩ وافقت
على حسابها ١٢٨٨ هجرية، وكأن الحاسبين الذين قاموا بذلك لم يحسبوا سني الفترة
بين أول الوحي وإعلان الدعوة وهي ثلاث على المشهور، فيجب أن يتقوا مثل غلط
النصارى في تاريخ الميلاد، فقد أخطأوا فيه بعده سنين، ثم لم يمكنهم الرجوع إلى
الصواب؛ بعد أن ملئت الكتب والدفاتر بالخطأ.
***
أهم ما نطلب من مجلس المبعوثان
(١) إصلاح نظارة الأوقاف، وجعل أموال الأوقاف التي تراعى
شروطها والتي جهلت شروطها والتي وقفت على الخير مطلقًا - كلها لإحياء العلم
والدين ونشرهما في جميع البلاد، وسنفصل ذلك في وقته.
(٢) إصلاح المحاكم الشرعية، وأهم أركان هذا الإصلاح جعل المحاكم
الشرعية كالنظامية، مؤلفة من رئيس وأعضاء، وتأليف كتاب لها كالمجلد، وجعلها
درجات ابتدائية واستئنافية وتمييزية (محاكم نقض وإبرام) ، وترتيب رواتب شهرية
كافية للقضاة والكتاب، ومنعهم من أخذ الرسوم.
(٣) جعل اللغة العربية محتمة في جميع مدارس الحكومة، وإنشاء مدارس
معلمين ومدارس زراعة.