للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


أم كلثوم
بنت النبي صلى الله عليه وسلم

(س٢٨) من خليل رشدي أفندى ملحس التلميذ بمكتب نابلس الإعدادي.
الحمد لله وحده:
حضرة الفيلسوف العظيم، والأستاذ الحكيم، الإمام العلامة بحر فهامة سيدي
المرشد السيد: محمد رشيد رضا منشئ مجلة (المنار) الإسلامي، نوَّر الله قلبه،
وأدام مجده على مدى الدوران آمين.
بعد إهداء ما يليق بحضرتكم من التحيات الذاكية، أعرض لجنابكم بأن
تتكرموا على هذا العاجز بنشر سؤالي الآتي على صفحات مجلتكم (المنار) الأغر،
وسرد جوابه بما يتراءى لكم، ولحضرة فضيلتكم الشكر والمنة سلفًا:
لا يخفى على جنابكم أحوال تلامذة المدارس من جهة المباحثة مع بعضهم
البعض، فيوم من الأيام اجتمعت أنا وبعض رفقائي للمباحثة، وسرنا نتباحث إلى
أن وصل بحثنا عن السؤال الآتي:
(١) ما هو أصل اسم بنت النبي صلى الله عليه وسلم الملقبة به
(أم كلثوم) ؟
(٢) لأي سبب لقبت به (أم كلثوم) ؟
وطال بنا الجدال في هذا الموضوع، وانقسمت أفكارنا إلى آراء كثيرة،
وحيث إنه لم نوفق لمعرفة السؤالين المرقمين أعلاه، قر بنا القرار بالتفسير من
فضيلتكم، وأخذ رأيكم في هذا الموضوع، فكلفوا هذا العاجز بالسؤال من جنابكم.
ولأجل ذلك حررت لفضيلتكم هذا التحرير؛ راجيًا إرشادنا في هذا البحث،
والله الملهم إلى الحق والصواب، ولكم الأجر والثواب، والسلام على من اتبع
الهدى ودين الحق ودمتم.
(ج) لا أدري، كيف وجدتم ذلك المجال الواسع للخلاف وانقسام الأفكار في
هذه المسألة، وهي لا تحتمل عندنا خلافًا، فالعرب كانت تسمي أيمن وأم أيمن،
وسلمة وأم سلمة، والمعروف أن بنت النبي صلى الله عليه وسلم سميت أم كلثوم
ابتداءً ولم يكن كنية كنيت بها بعد أن سميت باسم آخر، وفي الصحابيات كثيرات
سمين بهذا الاسم، وكلثوم من الكلثمة وهي استدارة الوجه.