للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: حسين وصفي رضا


المطبوعات الجديدة

كانت كثرة مواد أجزاء المنار في هذا العام، تحول دون ذكر المطبوعات التي
أهديت إليه، وإن سنة المنار في هذا الشأن عسى لا تتفق مع سنة الصحف الأخرى،
فالمنار لا يبدي رأيه في المطبوعات إلا بعد تلاوتها، وإذا لم يتسن له ذلك، أشار
إلى موضوعاتها بالجملة.
ونحن اتباعًا لهذه السنة، وجريًا على هذا السَّنَن، نذكر الكتب المهداة
بالاختصار، والرجاء أننا نوفق لقراءة ما يستحق العناية والاعتبار، فنكتب عنه في
العام القابل للمنار.
الكتب

(بلاغة الغرب)
يكاد يكون هذا الكتاب جديدًا في موضوعه، فلقد عمد محمد كامل أفندي حجاج
من موظفي المحكمة المختلطة بمصر، إلى اختيار قطع وفقرات من أحاسن كلام
مشهوري رجال القلم في فرنسا كهوجو (Hugo) ولامارتين (Lamartine)
وراسين (Racine) وأضرابهم، وترجمها بالعربية ترجمة ممتازة بالأسلوب
البليغ مع المحافظة على الأصل جهد الطاقة، فجاء ذلك كتابًا شعريًّا في مائتي
صفحة، مطبوعًا طبعًا متقنًا على ورق جيد، وهو يطلب من مؤلفه، ومن
المكتبات المشهورة في مصر.
(تاريخ الفنون الجميلة عند قدماء المصريين)
هذا الكتاب فريد في بابه، فريد في طبعه والعناية به، جميل بصوره
ورسومه، جمع فيه مؤلفه شكري أفندي صادق ناموس نادي الفنون الجميلة
المصرية، ما وعاه التاريخ لقدماء المصريين من العناية بالنقش والحفر والموسيقى،
وأثبت فيه رسوم كثير من الآثار التي لم تقو عوادي الأيام على محوها، فجدير
بعشاق الفنون الجميلة اقتناء هذا الكتاب، والتوفر على مطالعته، وهو يباع بمكتبة
المعارف بالفجالة وثمنه ١٥ قرشا.
(روح الاجتماع)
مؤلفه الدكتور جوستاف لوبون من مشهوري علماء فرنسا وقد عني بترجمته
بالعربية أحمد فتحي باشا زغلول وكيل نظارة الحقانية المشهور بتأليفاته النافعة،
وحسن اختياره لترجمة الكتب المفيدة، وهذا الكتاب يعد منها، ومثل هذا الكتاب
جدير بأن يفرد له فصل خاص، وهذا ما سنقوم به في أحد أجزاء السنة القابلة
للمنار.
وما رأيت فيما رأيت من المطبوعات العربية كتابًا أتقن منه طبعًا أو أجود
ورقًا، فكان بذلك طابعه خليل بك صادق صاحب مسامرات الشعب خليقًا بالشكر
والثناء , ويباع بمكتبة الشعب وإدارة المنار وثمنه عشرون قرشًا وأجرة البريد
قرشان.
(فك التقليد)
كتاب في علم الصرف، يقع في نيف ومائتي صفحة، مطبوع طبعًا نظيفًا،
مضبوط كلمه بالشكل، وهو تأليف صديقينا جبر أفندي ضومط وبولس أفندي
الخولي من أساتذة كلية الأمريكان في بيروت، المشهورين بخدمتهما للغة العربية.
والأول منهما معروف عند قراء المنار بما ذكر له فيه من التأليفات المفيدة،
وقد تصفحنا صفحات من هذا الكتاب فوجدناه من أحكم كتب هذا الفن وضعًا،
وأجمعها مادة، وأسهلها أسلوبًا، ونتمنى أن يتاح لنا قراءته، فنكتب فيه كلمة نقد،
كما رغب إلينا مؤلفاه الفاضلان.
(كتاب الفوائد)
هذا الكتاب (المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان) من تأليفات الإمام ابن
قيم الجوزية، وكفى بذلك تعريفًا بمكانة الكتاب ودلالة على نفعه، وقد طبعه محمد
أفندي الخانجي الكتبي، وهو يطلب منه بشارع الحلوجي بمصر.
(الإسعافات الطبية)
كتاب يقع في ٢٧٠ صفحة بالقطع الصغير، يصف فيه مؤلفه الأدوية اللازمة
للأدواء الطارئة بأسلوب سهل، ورسوم كثيرة تعين على الفهم، وقد استهله بكلام
في وظائف الأعضاء (PHYSIOLOGIE) والتشريح، وهو من خيرة
الكتب في هذا الموضوع، بل إنه لا نظير له في بابه، وهذا النوع من
الكتب من الضروريات لكل منزل، فنثني على مؤلفه الدكتور محمد بك رشدي
رئيس حكماء محافظة مصر أطيب الثناء، ونحث قراء المنار على اقتنائه.

(زهرة الصبا)
مجموع مقالات وقصائد لعبد العزيز أفندي صبري من شبان مصر الأذكياء،
أكثرها في الوصف وبيان بعض وظائف الأعضاء، وما ينتابها من الأعراض،
والإلمام بذكر أسباب ذلك، وصفحات الكتاب ٢٢١ بالقطع الصغير، وهو يباع
بخمسة قروش في سائر المكتبات.
(أثر حسن)
هو مجموع تأبين ورثاء في الدكتور سليمان الخوري الحمصي المتوفى من
بضع سنين، مع ترجمة حفيلة له، وإثبات شهادات رجال الطب والحكومة بحذقه
ومكانته من الأطباء، لجامعه رزق الله أفندي نعمة الله عبود أحد أساتذة المدرسة
الأرثوذكسية بحمص، وهذا العمل من أسطع دلائل البر، وأحسن الوسائل لتخليد
الذكر.
***
الدواوين الشعرية
والقصص والرسائل

(خمسة دواوين العرب)
عنيت المكتبة الأهلية في بيروت بطبع المأثور من شعر النابغة الذبياني
وعروة بن الورد والفرزدق وحاتم الطائي وعلقمة الفحل، وجمعت شعرهم في
كتاب واحد سمته خمسة دواوين العرب.
وكل واحد من هؤلاء غني بشهرته عن التقريظ، ولا سيما بعد أن طفحت
كتب الأدب - منذ اشتغل مؤلفو العرب بوضعها - بذكرهم، وتخليد مقدرتهم في
شعرهم، ومنهم مثل النابغة الذي فضل شعره كثير من أئمة الأدب على كل شعر
قيل، في كل زمن وجيل، وهو زعيم سوق عكاظ الذي كان يجلس فيه من الشعراء
مجلس الرئيس المقدم والعليم المحكم، ومنهم مثل الفرزدق وهو من فحول الشعراء
الإسلاميين الذي قيل فيه (لولا شعره لذهب ثلث لغة العرب) .
وديوان النابغة أثبت في طبعه شرح البطليوسي المشهور فزاد ذلك في حسنه،
وكذلك ديوان عروة قد طبع بشرح ابن السكيت، وكلا الشارحين من أئمة الأدب،
ويباع الكتاب بثمانية قروش صحيحة بإدارة المنار وبالمكتبة الأهلية في بيروت،
وأجرة البريد قرش ونصف، وثمن كل ديوان على حدة قرشان إلا ديوان الفرزدق
والنابغة، فثمن كل واحد منهما ثلاثة.
(بدائع الشعر في الحماسة والفخر)
كتاب يقع في ٢٥٤ صفحة بالقطع الصغير لجامعه بشير أفندي رمضان من
مشهوري أدباء بيروت، وهو مجموع القصائد التي وقع عليها اختياره مما قبل في
الحماسة والفخر من الشعراء الجاهليين والإسلاميين والمحدثين، وقد علق عليه
الشيخ عبد الرحمن سلام حواشي حل بها غريبه وأوضح مبهمه، فجاء كتابًا جديرًا
بالإقبال عليه من الأدباء، دالاًّ على ذوق جامعه في الشعر، وحسن اختياره للحماسة
والفخر، والمرء يعرف باختياره، كما يعرف بنظيمه ونثاره، كما قال الشاعر:
قد عرفناك باختيارك إذ كا ... ن دليلاً على اللبيب اختياره
وثمنه ثمانية قروش صحيحة، ويطلب من جميع المكتبات المشهورة.
(مناجاة الحبيب في الغزل والنسيب)
هذا الكتاب هو صِنْو (بدائع الشعر) في حجمه وعدد صفحاته، وكون جامع
ذاك هو جامع هذا، إلا أن هذا خاص بالنسيب والغزل، وإذا كان ذاك ممتازًا
بالبلاغة والجزالة، فإن هذا ممتاز بالرقة والسلاسة، ومن دلائل الإقبال عليه أنه
صار مطبوعًا خمس مرات، وهو يباع بخمسة قروش بسائر المكتبات.
(ديوان عبد الرحمن شكري)
طبع عبد الرحمن شكري شعره في كتيب، بلغت صفحاته الثمانين بالقطع
الصغير، وهو في أغراض مختلفة أكثرها في الغزل والوصف، وقد قال فيه حافظ
أفندي إبراهيم مقرظًا:
شهدت بأن شعرك لا يجارى ... وزكيت الشهادة باعترافي!
(كشف الغمة في مدح خير الأمة)
كان المرحوم محمود سامي باشا البارودي أمير الشعراء في هذا العصر غير
منازع، وأقدرهم على التفنن في مناحي الشعر غير مدافع، ولقد كان الأدباء ومازالوا
آسفين لحرمانهم من مأثور ومنظومه وبدائع آياته، متمنين أن يمثل ديوانه للطبع؛
لتعم به الفائدة والنفع، ولقد طبع له في هذا العام قصيدته الميمية المشهورة) راجع
(ص ٢٨٩ م٧) من المنار، وهي تتضمن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أخذًا عن سيرة ابن هشام وإنها لمن الشعر الذي لا يطاول بلاغة وجزالة، ولا
يتحدى أسلوبًا ومنحى، وقد عني بتصحيحها وحل غريبها الشيخ ياقوت المرسي
(كاتب يد الناظم في سنيه الأخيرة) والقصيدة تطلب من إدارة الجريدة بمصر
وصفحاتها ٤٨.

(مقالات النديم)
انتخب ابن منتصر بضع مقالات من مجلة (الأستاذ) ، التي كان يكتبها فقيد
الصحافة المرحوم عبد الله النديم، وطبعها في كتيب صغير، والمقالات في
أغراض شتى سياسية واجتماعية، ولابد أن يقبل على هذه المقالات عشاق أدب
النديم.
(كلمة حول الشورى)
رسالة ضمت بضع مقالات وقصيدتين للدكتور أيوب ثابت كان نشرها في
جريدتي (الوطن) و (الثبات) البيروتيتين، وقد جمعها منهما صديقه نجيب
أفتدي شوشاني. والدكتور صاحب هذه المقالات معروف بتحري النفع والإفاضة
فيما يكتب.
(برنامج جمعية الأعمال الخيرية الإسلامية في بيروت)
أصدرت هذه الجمعية النافعة برنامجا أودعته مقاصدها ونظامها وأعمالها،
وذكر رئيسها وأعضائها والمتبرعين لها، وقد بلغ مجموع نفقات ما قامت به من
الأعمال الخيرية ١٢٥٤٥ قرشا و٣٥ بارةً في تسعة أشهر، وهذا المبلغ أنفق على
تطبيب المرضى، ودفن الموتى، وإطعام المعدمين، وتسفير المنقطعين، وغير
ذلك من صنائع البر والخير، فنشكر لرئيسها صديقنا الشيخ محيي الدين الخياط
ولأعضائها الكرام تمحضهم لهذه الخدمة العظيمة، جزاهم الله أفضل ما يجازي به
المحسنين.
***
الجرائد
(لسان الشرق)
جريدة يومية أصدرها في مدينة حماه الشيخ أحمد أفندي الصابوني، وهي
من الجرائد المثليات في سورية، ولها عناية خاصة بالإلفات إلى تاريخ الشرق
المجيد، والحث على التربية والتعليم، وقيمة اشتراكها أربعة ريالات في حماه،
وليرة عثمانية في الخارج، فنتمنى لها النجاح والفلاح.

(الإصلاح)
جريدة أسبوعية لمنشئها الشيخ كرامة يلدرم في سنغافورة ولم تصدر قبلها
جريدة عربية هنالك فيما نعلم ولذلك جعلها الأدباء ميدانًا تتسابق فيه قرائحهم، ولقد
سررنا سرورًا عظيمًا بصدور هذه الجريدة العربية في تلك الأصقاع، فعسى أن
يكثر مشتركوها وينمي قارئوها.
(الحرية)
جريدة أسبوعية أنشأها في بيروت صديقنا داود أفندي مجاعص، وقد دلت
أعدادها التي صدرت منها على أنها حرية باسمها، وما أقل الحريات بين
الرصيفات! ونحن نقول: إننا عرفنا داود أفندي حرًّا من صميم الأحرار في الزمن
الذي كان كثير من أحرار اليوم يتجسسون علينا أو يفرون منا! فلا غرو إذا أقبل
على الكتابة فيها الأدباء، وتهافت على طلابها القراء، وقيمة اشتراكها ثمانية
فرنكات في الخارج.
... ... ... ... ... ... ... ... ... حسين وصفي رضا
***
(جمع النفائس)
لم يتسع هذا الجزء لإبداء رأينا في هذه الرسالة وموعدنا (ج ١م١٣) .