للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


علم الهيئة والسنة النبوية

س ١٩- مِن أحد المشتركين في دمشق الشام.
إلى حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ محمد أفندي رشيد رضا متّعنا الله بطول
بقاه.
لدينا كتاب مخطوط عنوانه (هيئة الإسلام وحكمة أهل الإيمان) لمؤلفه إبراهيم
القرماني الآمدي؛ افتتحه بمقدمة قال فيها بعد البسملة والحمدلة ما ملخصه:
(لما طالعت كتاب الهيئة على اعتقاد أهل السنة والجماعة للمولى العلامة أبي
الفضل جلال الدين السيوطي، وجدت مباني مباحثها مطابقًا لمضمون الأحاديث
والآثار موافقًا، لمفهوم كلام التابعين الأخيار، انتخبت منه ومن الكتب المعتبرة نحو
تفسير الإمام أبي الليث السمرقندي وتفسير الإمام القرطبي وتفسير الإمام البغدادي
وتفسير الإمام الثعلبي والقشيري وعثمان الداري وابن الجوزي وابن أبي طالب
المكي وابن كثير والكرماني و (الوسيط) والسمرقندي والصنهاجي والسمرقندي
والفتاوي الكبرى والشفا وشرح العقائد للتفتازاني ما هو لازم اعتقاده مرتبًا على
أبواب وفصول) .
ثم يلي ذلك كلام في تقديم الكتاب إلى السلطان محمد خان ابن السلطان إبراهيم
العثماني ثم أبواب الكتاب وفصوله وهي بوجه الاختصار: في عدد السماوات
والأراضين. في المسافة بين كل اثنتين منها، في الثخن والكثافة في مادة السماء. في
العرش والكرسي واللوح والقلم، بعض عجائب السماء، مكان الجنة والنار، مستقر
الأرواح، مستقر الشمس بعد الغروب، جبل قاف كون الأرض بسيطة، بيان بعض
عجائب الأرض، بيان الصخرة المذكورة في القرآن. أحوال الشمس والقمر،
الخسوف والهلال والليل والنهار والكواكب، الرياح والأمطار والقوس والرعد
والبرق والصاعقة ... إلخ إلخ، ويلي ذلك أحاديث يستشهد بها المؤلف على ما
تضمنه الباب أو الفصل أو أكثر هذه الأحاديث إذا لم نقل كلها لا ينطبق على الحقيقة،
ونحن لعدم تضلعنا من علم الحديث لا نعلم مكانها من الصحة ولذلك ننقل هنا شيئًا
منها لتقفوا عليه، قال تحت عنوان أحوال الشمس ما نصه: قال العلامة السيوطي
أخرج الديلمي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشمس
والقمر وجوههما إلى العرش وقفاهما إلى الناس) وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن
مردويه عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وُكِّلَ
بالشمس سبعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم ولولا ذلك ما أصابت شيئًا إلا أحرقته)
وقال في الكلام على الرعد: أخرج أحمد والترمذي عن ابن عباس: أن اليهود
قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال (ملك من الملائكة موّكل
بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله (قالوا: فما الصوت
الذي نسمعه؟ قال: زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره) قالوا: صدقت.
والكتاب كله على هذا النمط وقد بلغني أن هذا الكتاب ترجم إلى اللغة التركية
وطبع في الآستانة منذ عشرين سنة تحت اسم (هيئت إسلاميان) فضل به كثيرون
من تلامذة المكاتب وغيرهم؛ لأنه مخالف لما تلقوه من المبادئ المقررة في علم الهيئة
والأحداث الجوية التي لا يشكون فيها لقيام الأدلة عندهم عليها فما قولكم - رحمكم
الله - في هذا الكتاب وأمثاله؟ تكرموا بالجواب ولكم الأجر والثواب.
(ج) أكثر ما ورد في هذا الباب من الأحاديث يدخل في باب الموضوعات
المكذوبة قطعًا، أو الواهيات التي تقرب منها، وسنبين ذلك في مقال خاص بعد
إلقاء عصا التسيار والاستقرار في مقام العمل إن شاء الله تعالى.