للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: حسين وصفي رضا


كتاب النصائح الكافية لمن يتولى معاوية

يلح علينا المتناظرون والمتعادون في هذا الكتاب من أهل سنغافوره وجاوه
بأن نبدي رأينا فيه ويقولون في كتبهم إلينا إنهم ينتظرون ذلك عاجلاً، وظن بعضهم
أن ما كتب عنه على غلاف المجلة لنا وأنه رأي غير صريح فطلبوا ما هو أصرح
منه.
وجوابنا للجميع أننا لم نجد فراغًا نقرأ فيه الكتاب لنبدي رأينا فيه، وإننا قد
سافرنا إلى دار السلطنة في أواخر رمضان لأجل خدمة الإسلام بما هو أجل وأنفع
من قراءة ذلك الكتاب وشغلنا بذلك عن كل شيء إلا كتابة ما لا بد منه للمنار وأن
ذلك التقريظ أو الإعلان ليس لنا وإنما هو كسائر الإعلانات التي تنشر على غلاف
المجلة يكتبها مدير مكتبة المنار، وإننا ننصح المختلفين أن يتقوا العداء واتباع
الأهواء لأجل اختلاف الآراء، فتعادي المسلمين ذنب أكبر وأضر من جرح معاوية
وتعديله، وكنا تنسمنا أن سيكون لهذا التأليف فتنة عندما أعلن المؤلف عزمه عليه
بعد أن وقع الخلاف هنالك بينه وبين آخرين في لعن معاوية واستفتينا في المسألة
فأفتينا بعدم اللعن، فإن المؤلف يومئذ كتب إلينا يقول: إنه مخالف لنا فيما أفتينا به
وأنه سيبين رأيه في كتاب حافل يؤلفه ويطبعه، وأتذكر أنني كتبت إليه أن من رأيي
أن لا يفعل ولكنني ما عاديته ولا أعاديه لأنه خالفني في هذه المسألة وهو لا يعاديني
كذلك، وهذا هو الواجب على كل مسلم، فقد نهينا عن التحاسد والتباغض والتدابر؛
وأمرنا أن نكون إخوانا، ولم يشترط المرشد الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في هذه
الأوامر والنواهي أن نكون متفقين في كل مسألة لأن هذا من المحال، فاتقوا الله أيها
المسلمون في أنفسكم وليعذر بعضكم من يخالفه وإن جادله فليجادله بالتي هي أحسن ولا
يجعله أقل من أهل الكتاب الذين نهينا أن نجادلهم إلا بالتي هي أحسن إلا إذا ظلموا
بالحرب والقتال، ولا كلام لنا مع أهل السفه والطيش والضلال.