للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الوصية المنامية المكذوبة

س ٢٤ من صاحب الإمضاء في، دمشق الشام
حضرة الأستاذ الكامل السيد رشيد رضا رافع منار الحقيقة في الإسلام رعاك
الله.
ما قول الأستاذ الرشيد في الشيخ أحمد الداعي نفسه: - خادم الحرم الشريف -
وما يذيعه في أنحاء البلاد الإسلامية في كل سنة منذ بضع سنين غير قليلة - من
الرسائل التي يدعي بها كل مرة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم من الرؤى الشبيهة
بالوحي، وعنها يروي الوصايا الجمة التي يرى فيها المطَّلع عليها من الأنباء
المعين وقوعها من زمن مخصوص، والمغيب أمرها عن الخلق، وإسقاطه فروضًا
من الدين عن كاتب وصيته أو مستأجرها وغفر ذنوبه ووو...! وإتيانه على لعن
من لم يصدقها ويؤمن بها، إلى غير ذلك من الفظائع باسم الدين كما يتضح لكم ذلك
في رسالته هذه الأخيرة التي بعثنا بها إليكم، أفيدونا ذلك أدامكم الله نجمًا للهداية
ورجمًا لأرباب الغواية وسيفًا قاطعًا لرقاب المبتدعين وكهفًا للمستهدين والسلام
عليكم.
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ياسين قضماني

ج - أتذكر أنني رأيت في صغري وصيةً مثل هذه الوصية أرسلت إلى والدي
رحمه الله تعالى وقد سألت بعض الحجازيين هنا في (القسطنطينية) عن الشيخ
أحمد الذي ينشر هذه الوصية منذ عشرات من السنين فلم يعرفه أحد ويجوز أن
يكون مفتجر الوصية الأولى قد مات، وأن الذين ينشرونها في هذه السنين قد
أعجبهم ذلك فهم يعيدونه بتصرف فيه معزو إلي اسم الشيخ أحمد وهذه الوصية
ينطبق بعضها على الشرع دون بعضها الآخر وعندنا من كتاب الله وصحيح أحاديث
رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ما يغني عن وصايا الرؤى إن صدق الرائي فيها
فكيف إذا قام الدليل على عدم صدقه كمدعي هذه الرؤيا التي تشهد مخالفة بعض ما
فيها للثابت من الشرع وغلط ألفاظها على براءة الرسول صلى الله عليه وسلم منها.