للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: حسين وصفي رضا


تقريظ المطبوعات الجديدة

(تقرير السر ألدن غورست سنة ١٩٠٩)
أصدرت إدارة جريدة المقطم هذا التقرير منذ أكثر من شهر مترجمًا بالعربية
حسب عادتها وقد أهدت إلينا نسخة منه ضاق المنار الخامس عن الكتابة عنها،
وهذا التقرير حافل بالتفصيلات عن إدارة القطر المصري وروح الأعمال فيه، وقد
سرنا من هذا التقرير الفصل المعقود عن حال المعارف في القطر المصري ونماء
حركة التعليم ووفرة عدد الطلاب وكثرة الكتاتيب والعناية بتعليم العلوم باللغة العربية
بالتدريج مما يدل على أن هذا القطر السعيد ستكون بحار العلم فيه زاخرة وثماره
يانعة إن شاء الله تعالى.
تَقَدُّمُ العلم في هذه البلاد نَامٍ سريع، ولا نريد بتقدم العلم توفيق قومنا
للاختراعات المفيدة والاكتشافات الجيدة، وإنما نريد كثرة سواد طلاب
العلم والراغبين فيه، فإننا لسوء الحظ لا نزال بعداء عن الوصول إلى هذه
الغاية على أننا سائرون في الطريق وعلى الله قصد السبيل، وإنه ليحزننا أن تكون
التربية في ارتكاس وانتكاس وتَدَلٍّ وانحطاط، وليس العلم بملبغ إيانا أملاً إذا لم نتربَّ
تربية صحيح تغرس في نفوسنا عشق الفضيلة وحب الخير لكل البشر وغير ذلك من
الشيم التي تنطوي تحت هاتين الكلمتين الكبيرتين، وإنه ليؤلمنا أن تكون مدارس
الحكومة والمدارس الأهلية شرعا في إهمال أمر التربية وعدم العناية بشأنها اللهم إلا
مدارس الأجانب التي تخلق تلاميذها بأخلاق يخرجون بها من قوميتهم ونحلهم فيكون
الخسار بذلك عليهم وعلينا. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فتن قومنا بالسياسة فصرفتهم أكاذيبها عن العمل النافع لهذه الأمة التعسة
وصدفت بهم عن الطريق المعبد والسبيل اللاحب، فتاهوا في بيداء طامسة الصوى
والأعلام، وأوغلوا في تأويل الرؤى والأحلام، وخدعوا الناس بزهوالقول وزخرف
الوعود دون الحث على القيام بالأعمال الجسام، اللهم عونًا وغفرًا، هل جنى من
قبلنا من السياسة ما كان يطمحون إليه حتى تكون لنا أسوة حسنة بهم فَنَجِدّ في السير
على آثارهم ونقتفي سيرتهم فتكون متابعتنا لهم حذوالقذة بالقذة؟! اللهم لا.
فنهضة أيها القوم وأوفضوا سراعًا وانسلوا من كل حدب إلى مهيع العلم
الصحيح والتربية الصالحة، ولا يتم ذلك إلا بنشر التعليم الأهلي، وإن أهل الثراء
وعاضدي العلم كثيرون بحمد الله في هذه البلاد، ولا نرى أنهم يرتضون لأنفسهم أن
يكونوا دون جمعية الغسالات في فرنسا التي أنشأت مدارس كثيرة، أو دون تلك الفتاة
الأمريكية التي أسست إحدى عشرة مدرسة كلية.
ولعلنا ننشر الفصل الذي في التقرير عن المعارف في المنار السابع.
***
(مبادئ الفلسفة القديمة)
مجموعة فيها كتاب (ما ينبغي أن يقدم قبل تعليم فلسفة أرسطو) وكتاب
(عيون السائل في المنطق ومبادئ الفلسفة) تأليف أبي نصر الفارابي الفيلسوف
الإسلامي الشهير من أهل القرن الرابع عنيت بنشرها المكتبة السلفية لصاحبيها
محب الدين أفندي الخطيب وعبد الفتاح أفندي القتلان، طبعت بمطبعة المؤيد بمصر
سنة ١٣٢٨ وعدد صفحاتها ٣٥ وثمنها قرشان ونصف قرش، وتباع بمكتبة المنار
وبالمكتبة السلفية بمصر.
أهدت إلينا المكتبة السلفية هذا الأثر القديم لأحد فلاسفة الإسلام الأعلام مُصَدَّرًا
بترجمة حفيلة للمؤلف فيها بيان أصله ومنبته وطلبه للعلم، وحكاياته مع معاصريه من
العلماء والأمراء، وذكر ملخص تأريخ الفلسفة في زمانه ومنحاه في الفلسفة، وبيان
مصنفاته، وغير ذلك من الأشياء التي تعرف بالمؤلف تعريفًا تامًّا ومما جاء فيها
بعنوان (فلسفته) ؛ أي: فلسفة المؤلف ما نصه:
(ولم يكن للفارابي فلسفة خاصة به، أومذهب فيها أُثِرَ عنه، وغاية ما
يمكننا التوسل به للوصول إلى معرفة آرائه ومبادئه هو مصنفاته التي كان أكثرها
في الرقاع والكراريس المبعثرة والفصول والتعاليق كما ذكرنا.
ومن أهم ما صنفه كتاب في (إحصاء العلوم) والتعريف بأغراضها لم
يسبق إليه، ولا ذهب أحد مذهبه فيه، وقد قسم الفارابي العلوم في هذا الكتاب
المختصر إلى ستة أقسام:
١- علوم اللغة
٢-علم المنطق وفيه الخطابة والجدل
٣- الرياضيات وتشمل الهندسة والحساب ومبحث النور وفن النجوم
والموسيقى وجر الأثقال والأحجام، ويدخل في علم النجوم مباحث الفلك والتكهن
والأحلام وعلم الجو والهواء.
٤-العلوم الطبيعية وهي عشرة.
٥- العلوم المدنية وتشمل القضاء والخطابة.
٦- علم الكلام وما وراء الطبيعية.
وهذا التقسيم كثير أوجه الشبه بتقسيم العلوم الذي اصطلح عليه علماء أوربا
في العصور الأخيرة، والفارابي كما ترى يقدم المنطق والرياضيات وأكثر العلوم
الطبيعية المحضة فالعلوم الاجتماعية، ويلاحظ قراء كتب الفارابي أنه قد ألم بالتمييز
بين الأصول والفروع وذلك ما أسس عليه خطته في تقسيم العلوم ثم هذبه هربرت
سبنسر ونقحه.
نقلنا هذه الفقرة؛ ليطلع عليها أهل الجمود الذين باتوا يحرمون ممارسة هذه
العلوم والتوفر على دراستها؛ عسى أن يتزحزحوا عن مواقف جمودهم فيخرجوا من
مأزق مناقشاتهم وتمحلاتهم النظرية إلى فضاء العلوم الصحيحة الدينية العلمية
والدنيوية العملية، وإذا كان يعز عليهم احتذاء الأوربيين فلهم أسوة حسنة بأسلافهم
العاملين.
والكتاب مفيد في بابه بل لا نظير له فهو كفهرس جامع لتعريفات الفلسفة
القديمة وشرح وجيز لأصولها وله فهرس حاوٍ لأسماء الأماكن والأعلام الواردة في
الكتاب. وهذا من محسنات الكتاب، ومنها جودة الطبع والترتيب. فنحث الراغبين
في تعرف الفلسفة القديمة على اقتنائه.
***
(القطار السريع لعلم البديع)
رسالة مختصرة في علم البديع ألفها حفني بك ناصف القاضي بالمحاكم الأهلية
ومدرس علم الأدب بالجامعة المصرية تحقيقًا لرغبة بعض طلاب مدرسة الحقوق.
وقد اختار المؤلف شرح بديعية تقي الدين لمكانتها من الشهرة ومنزلتها بين الأدباء؛
ولأن في أبياتها ذكر الأنواع البديعية، مثال ذلك قوله في مطلعها مشيرًا إلى حسن
الابتداء وبراعة الاستهلال:
لي في ابتدا مد حكم يا عرب ذي سلم ... براعة تستهل الدمع كالدِّيم
وقد أعجبنا هذا الكتاب أكثر من كل كتب البديع التي رأيناها فهو مختصر مفيد
(إن لم يحفظ على الغيب، فإنه يوضع في الجيب) كما قال مؤلفه، ويمكن للطالب
أن يضرب بسهم في علم البديع إذا قرأ هذا الكتاب فهو يغنيه عن الأستاذ.
أنا من كارهي علم البديع لا من محبيه ومع ذلك فإني أرى معرفته ضرورية
لممارسي العلوم العربية؛ لأنه حلقة من سلسلتها فلا يحسن أن يبقى طالب هذه العلوم
في محارة من فقدان هذه الحلقة ويصبح كمنتحلي مذهب دارون مضطربًا متلمسًا
لحلقته المفقودة، على أن حفني بك قد أشرع السبيل للرُّغَّاب في علم البديع وأدناهم
من هذه الحلقة، ولكن من أين للدارونيين بحفني بك آخر يدينهم من منتآهم الواسع.
وقد نشر هذه الرسالة السيد حسين رافع وطبعها طبعًا متقنًا وجعل ثمنها قرشًا
ونصف قرش. وتطلب من المكتبات المشهورة.
***
(الاستمناء)
ماذا يقول الملاحدة والكافرون بالله تقليدًا في أمراض الأفراد والأمم الأدبية،
وما رأيهم في علاجها يا ترى؟ هل يستسهلون الزعم أن تبيين أضرار هذه
الأمراض وسوء عاقبتها للمبتلين بها يأخذ بشكائم نفوسهم ويزجرهم عنها؟! إن كانوا
يزعمون هذا - وهم زاعمون - فلا مُشَاحّة في أنهم مكابرون للحق مدابرون.
لا ريب في أن الاستمناء من أفتك تلك الأمراض الأدبية في عقول الشبان
وجسومهم، ولئن انتهى عن ممارسته منتهٍ بتبيين ضرره في جسمه وعقله فقد يزدجر
بإزائه مائة ممن تأدبوا بآداب الدين وتخلقوا بأخلاقه فالدين وحده هو العلاج الشافي
من هذه الأمراض الوبيلة، لا سيما وأن الشبان يؤتون من ناحية الوجدان لا من ناحية
الإقناع والبرهان وهم المبتلون بهذه العلة التي تتأصل في كثيرين منهم تأصلاً ينتهي
بموته أو جنونه، لذلك كان حقًّا على مؤلف هذا الكتاب (الاستمناء) الدكتور هـ.
فورنيه، أو مترجمه بالعربية الدكتور مقصود أن يشير إلى نهي الدين عن الاستمناء
وإيعاد مزاوليه بأشد العقوبات، والنصوص مستفيضة في الدين الإسلامي على تحريم
الاستمناء وعده من الموبقات الكبائر، ولا يصح الاعتذار عن ذلك بأن الكتاب فني
صحي؛ فإن الغرض منه الفائدة لا الدراسة.
وفي الكتاب فوائد كثيرة أبلغها عظة ذكر مصير ممارسي الاستمناء، وما
مصيرهم إلا الموت بالسل أو بعد الجنون المطبق وهم في زهرة الشباب ونضارة
العمر، وقد انتقدنا في هذا الكتاب ذكر طرق الاستمناء الكثيرة التي يتعلم منها
الشبان ما كانوا يجهلون، هذه غائلتها فما فائدتها؟!
وهو يباع بعشرة قروش صحيحة في جميع المكتبات.
***
(القضاء والنواب)
كراسة صغيرة تقع في ١٨ صفحة بحجم المنار لمؤلفها شكري أفندي العسلي
الدمشقي (قائمقام) الناصرة. ألم فيها بتأريخ القضاء في الإسلام وأدواره وأقسامه بعد
بحث ودرس. قال: (وقد أنشأت هذه المقالات بعد أن طالعت مقدمة ابن خلدون
وحاشية ابن عابدين وتكملته والأشباه والنظائر والأحكام السلطانية وتاريخ الطبري
وتاريخ الكامل لابن الأثير ورحمة الأمة في اختلاف الأئمة والميزان للشعراني
وسراج الملوك وغيرها) .
وهي مفيدة في بابها فنشكر للمؤلف صنعه ونحمده على هديته.
***
(معنى الحياة)
كتاب لطيف الحجم والشكل يقع في ١٥٠ صفحة بالقطع الصغير تأليف اللورد
أفبري من أعضاء مجلس الأعيان الإنكليز وقد عني بترجمته بتصرف وديع أفندي
البستاني، أودعه مؤلفه نصائح لنابتة قومه؛ ليكونوا باتباعها سعداء في الحياة الدنيا،
ومن آكد تلك النصائح وأجلها تربية قوة الإرادة وصدق العزيمة والشجاعة والثبات
وغير ذلك من كرائم الأخلاق وفضائل الشيم التي يستفيد ذووها ويفيدون، وقد أرشد
إلى فوائد مراعاة الاقتصاد واحتجان الأموال وكون هذين هما أساس مجد الأمم، وقد
أنكرنا على المتجر ترجمته لبعض الفصول بالشعر، وتمنينا لو كان أحكم إنشاءً وأصح
عبارة، ويطلب من مكتبة المعارف بمصر وثمنه ثلاثة قروش صحيحة.
***
(النصيحة الإحسانية)
قصيدة طويلة للسيد عبد الله بن علوي بن عبد الله العطاس يحث فيها على
ممارسة العلوم والأعمال العمرانية، وحبذا هذا الصنع من الأستاذ الناظم وعسى أن
يكثر من هذا النصائح نظمًا ونثرًا.
***
(الاتحاد الإسلامي)
جريدة إنكليزية أصدرها في طوكيو عاصمة اليابان أحمد أفندي فضلي الضابط
بالجيش المصري قبلاً ومحمد بركة الله أفندي الروسي. وقد أخذا على عاتقهما تفهيم
اليابانيين حقائق الإسلام، فنعم العمل عملهما، وحبذا الصنع صنعهما. وقيمة اشتراكها
شلنان في العام أوعشرة قروش صحيحة، وهي قيمة تافهة لا تكاد تفي بنفقات البريد
فنحث القراء على الاشتراك فيها ومساعدتها بما في الإمكان.
حسين وصفي رضا