للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: زيد الخير


طريقة السنوسية
وزواياها بين الإسكندرية ودرنة [*]

(١)
إن الطريقة السنوسية هي من أقوى طرق الإسلام [١] انتشارًا وأكثرها حصى
وأشدها تماسكًا , وزواياها مبثوثة في أقطار المغرب والسودان ووادي النيل
والحجاز , فليس في وسعنا استقصاء ما هناك من الزوايا ولا معرفة عدد المريدين
والأتباع , وإنما يقيس المرء ما لم يره على ما رآه , فلنذكر الزوايا السنوسية في
القطعة الواقعة بين الإسكندرية ودرنة فقط , وهي الطريق المطروق للقوافل بين
مصر والمغرب , ومسافتها على الجمل بضع عشرة مرحلة.
فعلى مسيرة يوم للفارس من ثغر الإسكندرية إلى الغرب زاوية سيدي موسى
العجاري في موقع يسمى بهيج، وعلى مسافة ساعتين منها زاوية سيدي يادم
الأبيرش، وعلى مسافة نصف يوم بالتقريب من زاوية سيدي يادم توجد زاوية
سيدي عبد العاطي أبي محيفظة، وعلى مسافة يومين من هذه توجد زاوية سيدي
عبد المنعم أبي شنينة , وهي بمحل يقال له: جميمة في نواحي الضبعة، وعلى
مسافة يوم من زاوية عبد المنعم توجد زاوية سيدي عبد الرحيم الفاخري بمحل يقال
له: قربوه.
ثم هناك زاوية سيدي موسى بن موسى على مسيرة ثلاث ساعات من زاوية
سيدي الفاخري في محل يقال له: فوكة، مارة به سكة الحديد الخديوية، ثم
على مسيرة ثلاث ساعات من فوكة إلى جهة البحر زاوية سيدى عبد الرحيم التهامي ,
وعلى مسيرة ساعتين من هذه على البحر أيضًا زاوية سيدي هارون بن بدر
القناشي , وهو من أكابر السنوسية , وبعدها على مسافة ساعتين إلى الغرب من
جهة البحر زاوية سيدي علي بن مورد , ومنها على مسافة يوم زاوية سيدي أبي
القاسم الطيب , وموقعها يبعد نحو ساعتين عن مرسى مطروح إلى الغرب، ثم
زاوية سيدي عبد القادر بن عمر , على مسافة يوم منها , ثم زاوية سيدي عمر
الأوجلي على مسيرة ثلاث ساعات مما قبلها.
ثم على مسافة نحو ثلاث ساعات أيضًا من زاوية الأوجلي زاوية سيدي محمد
الشريف، ومنها على مسافة يوم زاوية سيدي الشريف بن ميلود , وعلى مسافة نحو
يوم أيضًا من زاوية ابن ميلود توجد زاوية سيدي عمران بن إبراهيم وبعدها بمسافة
يوم يقع المحل المسمى بالسلوم , فمن السلوم إلى الغرب بثلاث ساعات توجد زاوية
سيدي محمد الشارف , ومنها على مثل هذه المسافة إلى ناحية الغرب توجد زاوية
سيدي علي بن عبد الله وهي في موقع دفنه , وفي موقع دفنه أيضًا زاوية سيدي
صالح الشريف مكانها على يومين من التي قبلها غربي طبرق وبعدها زاوية سيدي
مرتضى فركاش , على يومين من زاوية سيدي صالح الشريف , ومنها إلى البحر
بساعتين زاوية سيدي محمد بن فارس , وبعدها زاوية سيدي عبد الله فركاش على
ساعتين إلى الغرب , وفي نفس درنة توجد زاوية الشيخ المسمى بالسنوسى الغرياني
ومن درنه على يوم إلى الجنوب يوجد زاويتان إحداهما زاوية العزيات شيخها سيدي
السنوسي الجبالي والثانية زاوية المخيلة شيخها سيدي محمد الحسين.
ومتى اتصل بنا علم بقية الزوايا التي من درنه إلى الغرب نحو بني غازي
وطرابلس أو إلى الداخل من البلاد نوافي بذكرها إن شاء الله , ونردفه بما نتحققه من
أخبارها , والذي تحققناه إلى الآن أن أغلب العرب المنتشرين من ثغر إسكندرية إلى
السلوم هم من قبيلة أولاد على المنتشرة انتشار الجراد , وكلهم سنوسية لا تسمع من
كبيرهم ولا من صغيرهم إلا (ذكر سيدنا المهدي رضي الله عنه) وكل زاوية من
الزوايا التي عددناها هنا لها نحو ألفين إلى ثلاثة آلاف من الأتباع لا يدخلون مع
غيرهم ولو كان الجميع أبناء طريق واحد , فالجميع سنوسية ولكن أتباع كل زاوية
مقصورون عليها , وهم يترددون إليها ويحضرون مجالس العلم بما أمكن , ويختمون
القرآن العظيم كل شهر مرة في الزاوية , ويعظهم خلفاء السنوسي ويرشدونهم في
أمور دينهم ودنياهم.
ومن أحسن فوائد هذه الزوايا أنها بمثابة فنادق على هذا الطريق الممتد , فلا
يوجد سواها ملجأ للبائسين والمنقطعين ولا معارج للمسافرين، ومشايخها لا
يتقاضون أحدًا شيئًا , بل يتلقون كل من يفد عليهم بالترحاب , ويكرمون الضيف
على قدر استطاعتهم ولا وقف للزوايا غالبًا من جهة , بل كل شيخ من أشياخها هو
قائم بمصروفها (نفقتها) مما يستغل من الأراضي التي حولها وأرض الله واسعة لا
يلزمها إلا حراث، وقد يقدم أتباع الزاوية لها بعضًا من غلاتهم: كالحنطة والشعير ,
كما أنه إذا فضل شيء عن الزاوية يقدمه شيخها إلى الشيخ السنوسي الأكبر في
الجنوب أو في كفره؛ لأن زاوية الأستاذ الكبير هناك عبارة عن مدرسة كبرى هي
منتاب الطلبة من جميع الأقطار والضيوف والقصاد , ينسلون إليها من كل حدب ,
وليس ثمة شغل بغير العلم وإقامة السنة ولا هناك بيع ولا تجارة ولا شيء يلهي عن
ذكر الله؛ فلذلك ترقد الزوايا البعيدة بفضلات غلاتها المركز الكبير للسادات رضي
الله عنهم.
وأما درجة تعظيم هؤلاء الجماعات لفروع هذا البيت - ذرية سيدي محمد
السنوسي - (وهم أبناء سيدي المهدي وسيدي الشريف رضي الله عنهم) ومبلغ
اعتلاقهم حيالهم واستمساكهم بأسبابهم , وإطاعتهم لأوامرهم فمما ليس له نظير في
زماننا هذا؛ ولذلك كانت أوربة تلهج بقوة السنوسية، والدول العظام يحسبن لها
الحساب الكبير , وفرنسة تتقدم من وادي وإنكلترة - فيما يقال - تطمح أن تضم
الجنوب إلى مصر، وإيطالية تتمنى خداع الشيخ السنوسي , لتتمكن من البلاد وكل
ذلك خوفًا من أن يلتف حول السنوسي مسلمو أفريقية ويكون مركزه من الصحراء
ومن بأس القبائل مساعدًا له على تأييد الكلمة وبث الدعوة , فالدول المستعمرات
المصابة بكابوس الجامعة الإسلامية تحب أن تستريح من طريقة السنوسي الماثل
دائمًا في خواطرها , وربما كان ذلك سببًا لسماح هذه الدول لإيطالية بأخذ طرابلس
الغرب حتى يتقلص عن رأس السنوسي ظل راية الهلال , فيصيبه ما أصاب غيره
من الحجر والقيد , ويذهب الخطر الإسلامي عن المستعمرات المأخوذة من أهلها،
وما دامت طرابلس للدولة، فالسنوسي حر في زاويته من الأرض , وكلمته مسموعة
ودعوته سارية في البسائط, والدولة العثمانية في أفريقية حَرية بأن تجمع كلمة
الإسلام فيها حولها ويحدث الله بعد ذلك أمرًا.
ولهذا لم يذهب الاهتمام بالشيخ السنوسي عن دهاء السلطان عبد الحميد ,
فأرسل إليه بمكانه يومئذ من الجنوب المرحوم صادق بك المؤيد العظمي رسولاً
اجتباه لعلمه بأنه لمثل تلك العزيمة عقلاً ونشاطًا وحمية , فشاهد في تلك الرقعة من
حال السنوسي ما يسر كل مسلم من قدم صلاح وحلقة درس , وتأثل طاعة ونفوذ
أمره، وكتب عن ذلك رحلة نشرها رحمه الله , وبالجملة: فإن ما يروى وما يرى
من أحوال السنوسي والسنوسية يخطر بالبال ما سمعه كاتب [٢] منذ ٢٢ سنة من
الأستاذين الكبيرين الشيخ علي الليثي والشيخ محمد عبده - رحمهما الله - وهما
يتناجيان في أحد أسمارهما وهو: (أنه لم يبق للإسلام أمل في استئناف الحياة
والنهوض أصح مما يؤمل من جانب هذه العصابة) فمن رأى الآن حرب طرابلس
قائمة بالسنوسية وعلم كيف أن بعض قبائل من العرب يدربها عدة ضباط من
العثمانيين حصروا مدة ستة أشهر إلى حد اليوم جيشًا منظمًا بالغًا عدده١٥٠ ألف
جندي كامل العُدة حديث آلة الحرب , تذكر كلام ذينك الشيخين العظيمين الذي قالاه
منذ ٢٢ سنة , وعلم أن شهرتهما في العقل والعلم وأصالة الرأي لم تكن عبثًا , وقد
حققت الأيام شيئًا من كلامهما , وستحقق إن شاء الله أشياء.
(٢)
تقدم ذكر الزوايا السنوسية المنتشرة من حدود ثغر الإسكندرية إلى ثغر درنة
وإحصاء خمس وعشرين زاوية منها في هذه المسافة , وقد فات ذكر زاوية حوش
ابن عيسى في الإسكندرية وشيخها محمد بن مالك، وزاوية الغيط في العامرية
لأصحابها العزائم , فتكون جملة الزوايا بهما إلى حد درنة سبعًا وعشرين , ومن هناك
صارت زاوية ماره شيخها سيدي عبد الله أبو سيف، وعن ماره بمسافة ساعة ونصف
ساعة إلى جهة البحر زاوية بشاره شيخها سيدي عبد القادر فركاش، وعلى مسافة
ساعتين من هذه إلى الشرق زاوية عوينة نقا شيخها سيدي الحبيب بن جلول , وعن
ماره بمسافة ساعة إلى ساعتين أيضًا نحو البحر زاوية التراكي شيخها سيدي يوسف
العجال , ثم إلى الغرب من زاوية عوينة نقا زاوية ثرت شيخها سيدي محمد الغزالي ,
وإلى الغرب من ثرت زاوية فيدية شيخها سيدي صالح بن إسماعيل وإلى الغرب من
فيدية زاوية شحات شيخها سيدي محمد الدردفيّ وفي غربيها على مسافة ثلاث ساعات
منها الزاوية البيضاء الشهيرة التي أسسها سيدي محمد السنوسي مؤسس الطريقة -
رضي الله عنه - وذلك بجانب مرقد سيدنا رافع الأنصاري - رضي الله عنه - وشيخ
هذه الزاوية الآن سيدي العلمي.
وعلى ساحل البحر غربي الزاوية البيضاء زاوية الحمامة شيخها علمي آخر ,
ثم زاوية الحنية شيخها سيدي أحمد الزناتي مركزها غربي زاوية الحمامة وقبلي
زاوية الحنية على مسافة ساعتين ونصف ساعة منها زاوية كفنطا وشيخها سيدي نيدة
بن عمور , وقبليها زاوية العرقوب شيخها سيدي جاد الله الجبالي وغربي زاوية
العرقوب على نحو ساعتين زاوية القصرين شيخها سيدي محمد العربي، وغربي
زاوية القصرين بمسافة خمس ساعات زاوية القصور شيخها سيدي عمر المختار -
وهو من أكبر المجاهدين بهذه الحرب , ومن أعظم أركان السيف الأبيض أنور بك -
وإلى الشمال من زاوية القصور زاوية المرج شيخها سيدي عمران السكوري من
أبطال الجهاد الملازمين للمعسكر العثماني وبحري زاوية القصرين إلى الشمال زاوية
ميراد مسعود شيخها سيدي محمد بن حوا. وإلى الغرب من ميراد مسعود زاوية
الحامدية شيخها سيدي عبد الله الكليلي وإلى الغرب منها زاوية توكره وشيخها سيدي
عبد الله الجيلاني وغربي توكره زاوية برسس شيخها ابن سيدي عبد الله الجيلاني،
وغربي زاوية برسس زاوية دريانه شيخها سيدي الشريف الغماري، وغربي دريانه
زاوية أسقفة شيخها سيدي الأمين الغماري.
ثم غربي أسقفة زاوية أم شخنب شيخها سيدي محمد علي بن عبد المولى تبعد
عن أسقفة نصف يوم - ومن أم شخنب إلى مدينة بني غازي مسافة يوم كامل - وإلى
الجنوب من بني غازي على مسافة ٦ أو٧ ساعات زاوية طيلمون شيخها سيدي محمد
علي المحجوب , وإلى الجنوب من أم شخنب زاوية ماسوس شيخها السنوسي
الأشهب , وإلى الغرب من بني غازي على مسافة ٤ أيام زاوية القطفية شيخها
الزروالي بن عبد اللطيف وغربيها زاوية النوفلية في عقر سيدي بحيري عن القطفية
بمسيرة ستة أيام شيخها سيدي أحمد بن إدريس وغربي النوفلية بيوم ونصف يوم
زاوية الزعفران شيخها ابن شفيع وهي بجوار قصر سرت.
ثم في مصراطة زاوية أم وطين شيخها السنوسي بن عبد العال استشهد في هذه
الحرب , وفي زليطن زاوية بمحل اسمه زوو شيخها سيدي محمد بن عثمان بن
بركة , وفي نفس طرابلس زاوية للسنوسي شيخها سيدي عبد الوهاب الزناتي وفي
جبل طرابلس زاوية سيدي عبد الله السني وفي غزامس زاوية سنوسية وكيلها سيدي
أحمد الحبيب , وفي غاث زاوية شيخها الحاج أحمد الغائي وفي فزان زاوية مركزها
بمرزوق شيخها سيدي عبد اللطيف بن عبيد وفي بلدة مزدة زاوية , وفي بلدة هون
زاوية , وفي زويلة زاوية , وفي بلدة واو زاوية شيخها سيدي محمد علي الأشهب ,
وفي بلدة زلة زاوية شيخها سيدي الشارف الغرياني , وإلى الغرب منها زاوية سوكنه
شيخها سيدي الشريف حامد , وفي أوجلة زاوية شيخها سيدي عبد الله الفضيل وفي
جالو زاوية العرق شيخها سيدي عبد الله التواتي , وفي جالو أيضًا زاوية اللبة وكيلها
الشيخ غيث فريطيس.
وإلى الجهة البحرية منها زاوية شخرة شيخها سيدي محمد صالح , وزاوية
الجغبوب الكبرى مركز السادة السنوسية الشهير هي على مسافة يوم واحد من زاوية
شخرة إلى ناحية الشرق , وفيها نحو ٣٠٠ شخص من مدرسين وطلبة وعلى مسافة
٣٠ يومًا على الجمل إلى الداخل الكفرة مقر السادة الآن فيها الزاوية المسماة بالتاج من
أكبر زواياهم , تؤاخي زاوية الجغبوب , وهي كرسيهم الحاضر, وفيها مئات من
العلماء والمريدين والطلبة , وفي الكفرة أيضًا زاوية يقال لها: الجوف الوكيل عن
السادة فيها سيدي عبد الهادي الفضيل , وعلى مسافة ٥ ساعات منها زاوية الهواري
شيخها سيدي الفضيل السنوسي وفي غربيها زاوية ريبانه تبعد مسيرة ثلاثة أيام عن
الكفرة وكيلها سيدي حسين بزامه , وفي غربيها أيضًا تزربو تبعد عن الكفرة مسيرة
ستة أيام شيخها الفاضل العلامة الحبر الفهامة السيد المدني , من تلاميذ سيدي محمد
السنوسي الكبير مؤسس الطريقة , وهو تلمساني الأصل , ومن الكفرة إلى الجنوب
صحراء سحيقة منقطعة الأوصال مترامية الأطراف.
وعلى مسيرة ١٧ يومًا فيها إلى ناحية القبلة زاوية (وجنقة) شيخها سيدي عبد
ربه البرعصي , وهي أول بلاد السودان , وبقرب هذه الزاوية زاوية وجنقة
الصغرى , وهي تحت نظارة الشيخ عبد الرازق الفاخري , وإلى القبلة منها زاوية
بدادي تحت نظارة الشيخ عبد ربه السابق الذكر , وعن وجنقة الكبرى بمسافة ٣ أيام
إلى الغرب زاوية قرو وفيها نحو٤٠٠ مريد من التيبور وغيرهم , وشيخها الفاضل
الأديب الفقيه المحدث المفسر سيدي محمد بن عبد الله السني , وإلى الغرب منها
بمسافة ستة أيام ثغر كلك آخر الحدود العثمانية الآن , فيه زاوية يقيم بها الشيخ الفاضل
المجاهد المثاغر المرابط سيدي عبد الله الفضيل الزووي , وفيها نحو٧٠٠ رجل من
أتباع السنوسي , وإلى الجنوب الشرقي منها زاوية (ون) على مسافة يوم ونصف
يوم من ثغر كلك إلى مرزوق - قاعدة فزان - مسيرة ٢٠ يومًا , وما في هذه المسافة
من عمار وقفار مأهول كله بأتباع السنوسي , ولهم فيها المراعي والمحارث والأشجار
والنخيل , وهناك مركز أيضًا فيه حكومة عثمانية اسمه (تيسبتي) , ثم إن في بلاد
توات من الغرب الأقصى زوايا عديدة سنوسية , وفي تطاون شرقي طنجة زوايا
وأتباعًا , وفي سائر بلاد الغرب أيضًا سنوسية يتكتمون جدًّا مع وفرة عددهم خوف
الحكومة الأجنبية التي هي شديدة الوطأة على مريدي هذه الطريقة , هذا وفي ضمن
الحدود المصرية ببلد سيوة على مسيرة ٣ أيام إلى الشرق من الجغبوب ثلاث زوايا
للسنوسي:
الأولى: الزاوية القديمة وكيلها سيدي يوسف بن عبد الله بن أحمد.
والثانية: زاوية بني معرف شيخها سيدي محمد بن عبد الله الزويي.
والثالثة: زاوية أغرمي وكيلها أحمد جيبري، وفي سيوة أملاك وأوقاف
للسادة , وإلى الشرق من سيوة على مسيرة ٦ ساعات زاوية حطية الزيتون مختصة
بالسادة أنفسهم وكيلها سيدي علي أبو دربالة , وشرقي زاوية الزيتون هذه على
مسيرة يومين زاوية القارة وكيلها ولد سيدي مبارك , ومنها على مسافة ٦ أيام إلى
الشرق أيضًا زاوية الفرافره شيخها سيدي السنوسي بن خالد , وشرقي الفرافرة في
الواحات زاوية سيدي محمد الموهوب، وفي الواحات الداخلة زاوية سيدي صالح
البراني , ثم زاوية سيدي المبروك , وهي في أرض ذات جنات وعيون , وبعدها
زاوية سيدي عبد الملك الموهوب ومن هناك قربت أرض الفيوم، وفي الفيوم زاوية
سيدي عبد العال السنوسي , هذا وبالحجاز زاوية عظيمة في جدة لها أملاك
وعقارات , وزاوية أبي قبيس في نفس مكة المشرفة , ويوجد في الطائف زاوية
وفي طريق العشارية الصفراء والجديدة زاوية , وفي بدر الشهداء زاوية وفي ينبوع
البحر زاوية , وفي ينبوع الوجه زاوية، يوجد للسنوسي زاوية عظيمة في كانو من
بلاد السودان , وأتباع كثيرون في أم درمان.
وبالإجمال فكل زاوية من هذه الزوايا لها أتباع ومريدون من ٣ آلاف فما فوق
عدا المريدين المحسوبين بعشرات الألوف مثل أهالي درنة عمومًا وأهالي المرج
وأهالي بني غازي وأهالي جالو وأوجله , ومثل أهل مصراطة قاطبة وتاورغا
وورفلة بأجمعهم , ومثل سكان زليطن والخمس ومسلاتة والفزازين وجبل غريان ,
فكل هؤلاء هم تحت الدعوة , وهم أكثر أهالي هذا البر , ولم يكن هذا الإحصاء
ليحصر عدد زوايا هذه الطريقة ومراكزها , بل هذا هو لقطة مستوفز مأخوذة عن
بعض ثقات الشيوخ من آل البيت السنوسي نفسه ومن كبار الطريقة , وستمتد هذه
الشجرة المباركة وتتشعب - إن شاء الله - في جميع ممالك الإسلام الباقية تحت ظل
أمرائه , لا سيما بعد هذه الحرب التي ظهر فيها فضل السنوسي وأتباعه , وكان لهم
اليد الطولى في حفظ شرف الإسلام , لا بل في حفظ موازنة السلام.
... زيد الخير