للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


فتاوى المنار

قصص القرآن وكتب العهد القديم

(س٢١) كتب إلينا الدكتور أخنوخ فانوس القسيس الإنجيلي القبطي سؤالاً
مطولاً يبين فيه مخالفة بعض قصص القرآن كقصة داود وطالوت لما في أسفار العهد
العتيق من تاريخ اليهود، ويعد هذا شبهة على صحة ما جاء في القرآن العزيز.
وجوابه بالإيجاز أن القرآن منزل من عند الله وخبر الله تعالى أصح من
أخبار مؤرخي اليهود، سواء منها ما تسمى مقدسًا؛ لاشتماله على أخبار الأنبياء
كسفر القضاة وسفر الأيام، وما لم يسم مقدسًا كتاريخ يوسيفوس. وإننا نرى أهل
ملة السائل يجيبون عما خالف العهد الجديد به كتب اليهود بأن كتبته ما كانوا يلتزمون
عبارات تلك الكتب بل روح معناها، أما نحن المسلمين فلا ثقة لنا بلفظها ولا بمعناها
ولا مزية لها عندنا على غيرها من التواريخ القديمة، والجديدة تفضلها ومع هذا نرى
فيها كذبًا كثيرًا، فهل يُعَارض بمثلها كتاب الله المعصوم؟
***
متى يحرم الوقاع؟
(س ٢٠) من صاحب الإمضاء بمكة المكرمة:
ما قولكم - دام إرشادكم - في قول العلامة الفاضل، والقدوة الكامل، الشيخ
إبراهيم الباجوري، رحمه الله تعالى رحمة واسعة في حاشيته على شرح العلامة قاسم
الغزي المسمى (بفتح القريب في محرمات النكاح صحيفة ١١٣ من السطر ٢٠ ما
نصه) : (أما التحريم غير الذاتي وهو العارض بسبب حيض، أو إحرام أو صوم،
أو نحو ذلك) ما المراد منه وما معناه، فهل المراد أن الحائض أو الصائمة يحرم
نكاحهما كما هو صريح كلامه أم لا، وقد أوهم بعضهم أن المراد منه يحرم نكاحهما
حتى أفتى بذلك، بيِّنوا لنا بيانًا شافيًا وافيًا؛ لأن المسألة واقعة كل عام.
... ... ... ... ... ... ... ... ... مستمد ... الدعاء
... ... ... ... ... ... ... ... محمد بصري الصولوي
... ... ... ... ... ... ... ... ... المجاور بمكة المكرمة

(ج) المراد بالتحريم هنا تحريم الوقاع لا تحريم عقد النكاح، والأمر ظاهر،
ولذلك حذفنا ما أطلتم به السؤال من مقابلة كتب الشافعية بعضها ببعض.