للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


إنكلترا والسودان
خطب اللورد سالسبوري في مجلس الأعيان خطبة رد فيها على اللورد كمبرلي
زعيم الأحرار في اعتراضاته في مسألة السودان، وأبدى ارتيابه في كون بلاد
السودان غدت في زمن من الأزمان جزءًا من بلاد السلطان، وأعرب عن حسن نية
حكومته في هذه البلاد، وتكلم عن حقوق الحضرة الخديوية كلمة نتمنى أن تكون
صادرة عن الإخلاص لا عن التمويه السياسي المعهود، لا سيما عند الإنكليز وهي:
هذا وليس في كل الكلام الذي قلناه حتى الآن ما يفيد أن السودان صار ملكًا
لجلالة الملكة، فإننا استحوذنا على أملاك الخليفة بحقين:
الأول: أنها جزء من أملاك مصر التي نحتلها الآن.
والثاني: حق الفتح وهو أقدم الحقوق وأقلها إشكالاً وأقربها إلى الأفهام؛ لأن
الجنود الإنكليزية والجنود المصرية فتحت تلك البلاد.
وقد بنيت حجتي على السودان في البلاغ الأول الذي كتبته إلى فرنسا على حق
الفتح، علمًا مني أن هذا الحق أفيد وأبسط وأقرب إلى التؤدة والسلام من الحق الآخر،
ولكنني دحضت كل ما يمكن استنتاجه من ذلك، وهو أننا ننوي أن ننازع الجناب
الخديوي حليفنا على حقوقه أو أن نظلمه بشيء من الأشياء، بل قد اعترفت له
بمقامه في السودان.