للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تقريظ المطبوعات الجديدة

(كتاب الحرب الأوربية.. أو فلسفتها)
لا أعرف أحدًا من العامة ولا من الخاصة يصدق جميع ما يُنشر في الجرائد
من أخبار الحرب والسياسة ولا أكثره، وإنما يصدق الناس ما يوافق عقولهم،
وآخرون ما يوافق أهواءهم. وأهل البصيرة يعلمون أن أصحاب الجرائد في بلادنا
لا يعرفون جميع الحقائق التي يعرفها أصحاب الجرائد في أوربة، وأنه لا يباح
لهؤلاء ولا لأولئك أن ينشروا كل ما عرفوا، فإن ما ينشر في الجرائد في هذه الحال
يراد به عند جميع الأمم ما يترتب عليه من التأثير، ولا تمحيص الحقائق ولا تدوين
التاريخ، وإنما يرجى أن تدون الحقائق بعد الحرب بسنين، بأقلام أركان الحرب
وأحرار المؤرخين. وأجدر الناس بإظهار الحقائق في كل زمن هم الحكماء ورجال
الإصلاح الاجتماعي والتحقيق التاريخي، وإذا قلت: إن (غوستاف لوبون) هو
أشهر حكماء الاجتماع وفلاسفة التاريخ في هذا العصر لا أكون مبالغًا، فإنه قد
اشتهر في الشرق كما اشتهر في الغرب بما ترجم من كتبه الاجتماعية باللغات
الشرقية ككتاب تطور الأمم، وكتاب روح الاجتماع، وبما كتبه في تاريخ أعظم أمم
الشرق؛ ككتاب حضارة العرب وكتاب حضارة الهند. وقد كتب كتابًا في فلسفة
هذه الحرب بين فيه مناشئها النفسية، وأسبابها الخفية والجلية، وكيفية تولدها
ونمائها وسيرها في كل أمة من الأمم المتقاتلة، وكونها معلولة لعلل خفية ما كان
في استطاعة أحد أن يحول دون ترتبها عليها، ولم تكن بإرادة دولة من الدول ولا
ملك من الملوك، خلافًا للكثيرين الذين غلطوا في ذلك. ومن مباحث الكتاب بيان
انقلاب الطرق الحربية والعواطف التي توقظ داعية الحرب، وتأثير الأغلاط النفسية
والحربية فيها، وإيقاظها للشعور الديني والطرق الحربية الألمانية وتأثيرها، ونتائج
الحرب مجهولة وعقبات الصلح، وغير ذلك من الفوائد مستنبطًا مسائله وقواعده من
الوثائق الرسمية، وأجدر الأخبار بالثقة.
مثل هذا الفيلسوف الكبير يكتب ما يعتقد، وقد بدأ التمهيد الذي جعله مقدمة
الكتاب بقوله: (ليس غرضي من هذا الكتاب درس حوادث الحرب الأوربية،
وإنما الذي أرمي إليه استقصاء الظواهر النفسية التي أدت إليها والتي رافقتها منذ
نشأتها، فإن تدوين وقائعها بإنصاف وإخلاص ليس بميسور لنا اليوم. وإن الأهواء
لا تزال متسلطة على نفوسنا، ولا يتسنى للأجيال التي تخلق التاريخ أن تدونه.
ولا بد من فترة تمرّ بعد انتهاء المآسي البشرية حتى يتمكن الإنسان من اكتشاف
سرها وإدراك حقيقتها، فإن التاريخ لا يُنصف إلا الموتى) .
ومن أراد أن يستفيد من هذه الحرب علمًا وفلسفة وعِبرة وبصيرة فعليه بهذا
الكتاب، وهو قد ترجم بالعربية وطبع في مطبعة الهلال.
***
(كتاب ثورة العرب- مقدماتها وأسبابها ونتائجها)
ألّف هذا الكتاب عضو من أعضاء بعض الجمعيات العربية، هو سوري أقام
في الآستانة عدة سنين، وفي مصر عدة سنين لا عمل له إلا الاشتغال بالسياسة،
والأقطاب التي تدور عليها مباحث الكتاب تنحصر فيما يأتي:
الحرب الأوربية والشرق. المسألة الشرقية وفروعها. المسألة العربية
وأدوارها , العرب والترك في الماضي. العرب والاتحاديون، تأليف الجمعيات العربية وأسبابه.
المؤتمر العربي الأول ونتائجه. نيات الاتحاديين ومعداتهم، الاتحاديون
والإسلام والعرب، تفاقم الخطب، وانفجار البركان. المبايعة بالملك على العرب.
مستقبل العرب.
ما من مسألة من مسائل هذا الكتاب إلا ولدينا علم تفصيلي فيها. وقد قرأت
نبذًا متفرقة منه لأقف على منهاج مؤلفه فيه، فظهر لي مما قرأت ومما أعلم من
أخلاق المؤلف وآدابه أنه اجتهد وتحرى الحق فيما كتبه بحسب ما وصل إليه علمه
وفهمه مما رأى وروى، ومما سمع وقرأ. ومما بينه في كتابه أن أذكياء العرب قد
ألجأتهم سيرة الاتحاديين وسيرهم بالدولة والأحداث التي حدثت في عهد دستورهم
إلى تأليف الجمعيات والأحزاب للمحافظة على مقومات أمتهم وترقيتها في عهد
الدستور في ظل الدولة العثمانية مع الإخلاص لها والحرص على دوام الارتباط بها
وقد صدق.
نقلنا في هذا الجزء فصلاً من فصول الكتاب وربما ننقل عنه غيره، وقد
بلغت صفحاته٢٤٦ صفحة من قِطع المنار، وثمن النسخة منه عشرة قروش
صحيحة.
***
(المذابح في أرمينية)
كتيب للشيخ فائز الغصين بيّن فيه ما رآه بعينيه وسمِعه بأذنيه من رجال
الحكومة الاتحادية الطورانية وضباطها من حوادث وأخبار الفتك بالأرمن. والكاتب
من أبناء رؤساء عشائر العرب في حوران تخرج في مكتب الدولة الملكي بالآستانة،
وانتظم في سلك حكومتها الإدارية، وقد كان حظه من تنكيل حكومته بأمثاله من
نجباء العرب النفي إلى أرضروم، ولكنه سجن في ديار بكر بضعة أشهر وهي
قطب الرحى لتلك الأحداث، وفيها وفي طريقها رأى وروى ما دوّنه في كتيبه من
الفظائع التي تقشعر منها الجلود، ثم تيسر له الفرار إلى البصرة ثم إلى الحجاز
فمصر وغرضه من الكتاب تبرئة الإسلام والمسلمين من قتل أحد بغير حق ولا سيما
النساء والأطفال وبيان أن تبعة مذابح الأرمن في أعناق الحكومة الاتحادية دون
سواها.
***
(الكنز المفقود)
قصة خيالية كُتبت ببعض اللغات الإفرنجية وترجمتها باللغة العربية الكاتبة
المشهورة (ماري نجار) وغاية مؤلفها منه بيان شأن المرأة المهذبة، وأن جمال
المرأة وذكاءها وثروتها لا تغني عنها شيئًا إذا لم تكن مقرونة بالتهذيب. ولذلك
قدمتها إلى الصحف العربية التي يُعنى أصحابها (برفع شأن المرأة ومساواتها
بالرجل وتشجيعها على رفع صوتها والسماح لها بنشر أفكارها على صفحاتها)
وصفحات القصة ٢٣٥ من القطع الصغير، وثمن النسخة منها ٥ قروش.