للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تقريظ المطبوعات الجديدة

(مختصر شُعب الإيمان)
كتاب شُعب الإيمان للحافظ أبي بكر أحمد البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ من
أجلّ كتب السنة قدرًا، وأشهرها ذكرًا، وهو كبير يتألف من ستة مجلدات، ولكن
شعب الإيمان التي صح الحديث بأنها بضع وسبعون متفرقة في ذلك الكتاب الكبير،
غير مجموعة في مكان منه محصية بالعدد؛ ليتمكن من حفظها أو الإحاطة بها كل
أحد من غير تكلف ولا بذل جهد، فاستخرجها منه الشيخ أبو جعفر عمر القزويني
المتوفى سنة ٦٩٩ وجمعها في كتاب وجيز معدودة عدًّا، مكتفيًا بالاستدلال أو
الاستشهاد على كل منها بآية من كتاب الله، أو بحديث من أصح ما روي فيه على
الأقل، وربما زاد في بعض الشعب آية أو آيات، أو حديثًا أو كلمات، أو حكاية أو
حكايات، أو بيتًا أو أبيات كما قال. وسماه مختصر شعب الإيمان.
طبع هذا المختصر بمطبعة السعادة على ورق جيد بقطع المنار مع تعليق عليه
لأخينا السلفي الشهير الشيخ محمد منير أحد علماء الأزهر الشريف فبلغت صفحاته
٩١ صفحة، وهو يطلب منه ومن مكتبة المنار وثمن النسخة منه ستة قروش
صحيحة فنحث كل قارئ على اقتنائه ومطالعته.
***
(تلبيس إبليس)
كتاب جليل القدر كبير الفائدة للحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
في الإرشاد إلى التزام هداية الشرع باتباع أهل السنة والجماعة، والتنفير عن البدعة
والضلالة. وبيان مناشئ الباطل والضلال، بما يلبس به الشيطان على الناس،
حتى يوهم كل فريق منهم بأنهم على الحق، أو بأن الخير والنفع لهم فيما هم عليه
دون غيره. ومباحثه تدخل في ١٣ بابًا:
(١) في الأمر بلزوم السنة والجماعة.
(٢) في ذم البدع والمبتدعين.
(٣) في التحذير من فتن إبليس ومكايده.
(٤) في معنى التلبيس والغرور.
(٥) في تلبيسه في العقائد والديانات، وفيه الكلام على الملل والنِّحَل
والمذاهب والفرق.
(٦) في تلبيسه على العلماء في فنون العلم ويدخل في العلماء المحدثون
والمتكلمون والفقهاء والوعاظ والأدباء وغيرهم.
(٧) في تلبيسه على الولاة والسلاطين.
(٨) في تلبيسه على العباد في فنون العبادات.
(٩) في تلبيسه على الزهاد.
(١٠) في تلبيسه على الصوفية.
(١١) في تلبيسه على المتدينين بما يشبه الكرامات.
(١٢) في تلبيسه على العوام.
(١٣) في تلبيسه على جميع الناس بطول الأمل.
طبع الكتاب في مطبعة السعادة بقطع المنار ونوع حروفه فبلغت صفحاته
٤٤٠ مع الفهرس وجعل الاسم الأول له (نقد العلم والعلماء) وعني بتصحيحه
أخونا الشيخ محمد منير الدمشقي السلفي من علماء الأزهر، وهو يُطلب منه ومن
مكتبة المنار وغيرها وثمن النسخة منه ١٦ قرشًا صحيحًا فننصح لكل قارئ
بمطالعته.
***
(هدي الرسول)
مختصر وجيز لكتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد) الذي هو أشهر كتب
المحقق ابن القيم الممتازة بين كتب أكبر علماء الإسلام في بيان ما صح في السنة،
ومع حكمته وموافقته لمصالح البشر. وهو مجلدان كبيران في السيرة النبوية
وحكمها وأحكامها وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادات والمعاملات
والآداب ينبغي لكل مسلم ولكل من يحب أن يعرف الإسلام أن يقرأه كله، وهو مطبوع
في مصر وفي الهند، فأحب السيخ محمد أبو زيد أن يختصره لرغبة أكثر الناس في
هذا العصر عن قراءة المطولات من كتب الدين ولا سيما إذا كان طبعها غير حسن
وورقها غير جيد فاختصره اختصارًا موجزًا في مائتي صفحة ونيف من قطع
المنار مع تعليقه بعض الحواشي المناسبة لحال العصر في مواضع منه، وافتتحه
بخطبة بيَّن فيها مكانة الأصل ووجه الحاجة إلى اختصاره والحث على إيثاره على
كتب الفقه المتداولة وذم هذه الكتب وطرق تعليمها أو تعلمها في الأزهر، وما
يتبعه من معاهد التعليم الديني، وبالغ في ذلك بما انتقدنا عليه بعضه وبعض تعليقه
- وإن كان متبعًا فيه للمنار لا مبتدئًا - بأنه لم يراع فيه الحكمة والموعظة
الحسنة في الكلام مع علماء هذه المعاهد، وهو يطلب منهم تدريس مختصره
فيها، فهل هو يرجو منهم إجابة طلبه بهذه الصفة، أم لا يقصد به إلا إقامة
الحجة عليهم، على أن في كلامه إنكار ما ليس بمنكر كتقسيم الفقهاء ألفاظ
الطلاق إلى صريح وكناية فقد جعله مما لا يكلف الله أحدًا من الناس اتباعه. فهل
ينكر أن في اللفظ صريحًا وكناية أم يقول: إن حكمهما واحد؟ فإذا قال الرجل
لامرأته: أنتِ طالق، أو قال: امرأتي طالق، أيفتي بوقوع الطلاق عليه أم لا؟ وإذا
كان قاضيًا وثبت ذلك عنده بالإقرار أو البينة في دعوى رفعتها المرأة أيحكم بالطلاق
أم يقبل قول الزوج إنه لم ينوِ به طلاقًا؟ وإذا قال الرجل لامرأته: الحقي بأهلك
- أو: اذهبي إلى بيت أهلك - وقال لم أنوِ به الطلاق بل نويت إرسالها للزيارة أو
لتكون هنالك مدة إعساري أو سفري مثلاً - أيفتي ويحكم بوقوع الطلاق عليه والحالة
هذه؟ أم لا يفتي ولا يحكم بذلك، وإن قال: نويت به الطلاق؟ الصواب أن هذا
التقسيم مما يتوقف عليه العمل بأحكام الطلاق الثابتة في الكتاب والسنة والاجتهاد في
بعض مسائله من قبيل الاجتهاد في معرفة القبلة.
وقد عني جماعة من العلماء بطبع الكتاب في مطبعة المنار طبعًا حسنًا على
ورق حسن، فنحُثُّ القراء على مطالعته وعسى أن يبعث ذلك هممهم على مطالعة
أصله، وهو يُطْلَب من مكتبة المنار بمصر، وثمن النسخة منه ١٠ قروش.