للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


خاتمة المجلد الرابع والعشرين

بسم الله وبحمده نختتم هذا المجلد من المنار كما افتتحناه به، ونحمده أننا لم
ندخر وسعًا في القيام بما قدرنا عليه من خدمة الملة والأمة، على قصر الساعد،
وقلة المساعد، ولَيِّ المشتركين، وتجهم السنين، ومن العجيب أن يشكو الماطلون
منه تأخير بعض الأجزاء عن موعد صدورها من أول الشهر، وينسون تأخيرهم
لقيمة الاشتراك عن موعدها أول العام، دع من يسوفون بها عامًا بعد عام، وهم
يعلمون أن الاشتراك في الصحف المنتشرة عبارة عن التعاون بين من يتولى أمر
تحريرها وطبعها ونشرها وبين قرائها على خدمة الأمة بها، وجعله الفقهاء من قبيل
ما يسمونه الاستصناع، وهو بذل قدر معين من النقد لمن يقوم بعمل شيء معين
للباذل، والمراد من هذا وذاك أن الجريدة أو المجلة ينفق على إيجادها من أموالهم
فكيف يطلبون وجود المسبب قبل وجود السبب، وهو في أيديهم.
إن تأخير بعض أجزاء المجلات لا يحول دون الاستفادة منها ولا ينقص منه؛
إذ ليست كالجرائد التي يراد منها الإعلام بالجوائب (الأخبار الطارئة) في إبان
طرقها، فيفوت ذلك بتأخير صدورها، أو يستغنى بالسابق على المسبوق منها،
على أن تأخيرنا إصدار بعض أجزاء هذا المجلد لم يمنع من صدور جميع أجزائها
في عامها، فقد صدر الجزء الأول من هذا المجلد في شهر جمادى الأولى من عام
١٣٤١ وتم الجزء العاشر الذي هو الخاتمة في ربيع الأول سنة ١٣٤٢ وأخرَنا
نشره إلى ربيع الآخر الذي بعده، وسيصدر الجزء الأول من المجلد الخامس
والعشرين في مثل موعد الأول مما قبله فيكون الفرق بيننا وبين أشهر مجلاتنا
العربية أننا جعلنا شهري الاستراحة مُفَرَّقًا على أشهر السنة، وهي تجعلهما شهرين
متتابعين.
وقد اضطرنا التوسع في مسائل الخلافة والحجاز والهند في هذا المجلد إلى
تأجيل بعض المباحث التي كنا شرعنا فيها ومقالات أخرى لدينا، وتأجيل انتقاد
على المنار، وحقوق أدبية عليه لمن أهدوا بعض مطبوعاتهم إليه، وسنعود إلى ذلك
كله في المجلد الآتي، إن شاء الله تعالى. وعسى أن يحاسب الهاضمون لحق المنار
أنفسهم، وينتصفوا منها لمن انقطع به إلى خدمة ملتهم وأمتهم، وكذا بالاشتراك في
بضع جماعات دينية وعلمية ولغوية واجتماعية وسياسية، لم تترك له ساعة من نهار
للنظر في شيء من مصالحه الشخصية والمنزلية. ونسأله تعالى أن يوفق كلاًّ منا
لإتقان العمل الذي خلق له، والحمد لله أولاً وآخرًا.