للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


المطبوعات الحديثة

أكثر ما يهدى إلى المنار من المطبوعات الحديثة خيارها بالفعل أو برأي مَن
يعرفنا من ناشري الكتب في مدح ما لا يستحق المدح أو السكوت عن ذم أصحابها
لعدم طمع من الضار: كأكثر الروايات والقصص وأمثالها , وقد كثر لدينا من
المطبوعات ما يستحق أن يقرأ وأن يقرظ وينتقد للترغيب في نفعه أو التحذير من
ضرر فيه، ولا نزال يضع بالقرب منا كثيرًا من هذه الكتب والرسائل؛ لنذكرها
عند سنوح فرصة , فنقرأ منها ما يبيح لنا أن نقول فيها قولاً مفصلاً ومجملاً، وقد
سبق أن ذكرنا مثل هذا , ولكننا نرى الموانع تزداد سنة بعد سنة , فعزمنا على
احتذاء مثال غيرنا من أصحاب المجلات بذكر هذه المطبوعات بكلمات وجيزة
قضاء لما للمُهْدِينَ من الحق الذي أعطاهم إياه الشرع والعرف , فمِنْ هَدْي السنة
النبوية مكافأة المُهْدي وجزاؤه، ويقابل ذلك حق قراء المجلات على قرائها في
النصح لهم , أو عدم غشهم على الأقل فنقول:
(الأخلاق عند الغزالي)
من هذه الكتب التي يوجب الشرع والعرف وحال العصر انتقاده بالتفصيل
كتاب (الأخلاق عند الغزالي) الذي ألفه (الدكتور زكي مبارك) , وتقدم به إلى
الجامعة المصرية عند امتحان شهادة (الدكتورية) في الآداب العربية , فكان لذلك
ضجة استياء وحملة شديدتين من علماء الأزهر وغيرهم من أهل الدين , سبق
مثلهما لغيره من خريجي هذه الجامعة , فكان ذلك من المسائل التي تستوقف الفكر،
وتدعوه إلى الجولان والبحث، وقد نظر في هذا الكتاب نظرة عجلى مرة واحدة،
وقرأنا عنه مسائل متفرقة، علمنا بها أن فيه من مواضع النقد ما لم نسمع , ولم
نقرأ كلامًا لأحد فيه، ولعله أهم من كل ما كتب الكاتبون الكثيرون في نقده؛ لهذا
نعد بأننا سنخصه بوقتٍ نقرأ فيه منه كل ما يتوقف عليه الحكم فيه , قبل كتابة ما
طلب منا مهديه وغيره من نقده إن شاء الله تعالى.
***
(غرائب الغرب)
(كتاب اجتماعي تاريخي اقتصادي أدبي فيه كلام عن مدينة فرنسة وإنكلترة
وألمانية وإيطالية وأسبانية وسويسرة والبلجيك وهولاندة والنمسة والمجر والبلقان
واليونان والآستانة ومصر والشام؛ ومقالات في علائق الغرب بالشرق منذ الزمن
الأطول، ولا سيما صلات الغرب مع العالم الإسلامي والعربي منه خاصة، في
جنوبي إيطالية وفرنسة) .
مؤلف هذا الكتاب صديقنا محمد أفندي كردعلي رئيس المجمع العلمي العربي
في دمشق ومنشئ مجلة المقتبس وجريدة المقتبس , فهو غني عن التعريف ,
مشهور عند أهل العلم والأدب، حسن الاختيار , حسن العبارة , معتدل الفكر ,
حريص على الإصلاح العلمي والمدني , فما كتبه في هذا الكتاب من أخبار رحلته
الأولى والثانية إلى أوروبة مفيد لقراء العربية إن شاء الله تعالى , كما رجا من كرم
الله تعالى.
طبع الجزء الأول منه صاحب المكتبة الأهلية بمصر سنة ١٣٤١ في المطبعة
الرحمانية , وهذه الطبعة الثانية له صفحاته ٣٣٨ وثمنه ٢٥ قرشًا , وهو يطلب من
طابعه ومن مكتبة المنار بمصر.
***
(المختصر في تاريخ آداب اللغة الغربية)
لمنشئ مجلة الهلال جرجي زيدان بك كتاب في تاريخ آداب اللغة العربية ,
يدخل في أربعة أجزاء , مرتب على أعصر التاريخ , كان رسم خطته لاختصاره
في جزء واحد.
يرتب على حسب الموضوعات الأدبية , ولكنه توفي قبل إنجاز ذلك , فعهدت
إدارة الهلال إلى الأستاذ أنيس أفندي الخويري المقدسي أستاذ هذا الفن في الجامعة
الأمريكية ببيروت بمراجعة أصوله وترتيبها فأجاب وأجاد، وقد طبع الكتاب في
العام الماضي بمطبعة الهلال على ورق جيد فنحث القراء على مطالعته.
***
(الزهراء)
مجلة علمية أدبية اجتماعية تصدر في القاهرة في منتصف كل شهر عربي
لمنشئها محب الدين (أفندي) الخطيب، اشتراكها السنوي خمسون قرشًا مصريًّا
في المملكة المصرية , وستون قرشًا في الخارج، وسنتها عشرة أشهرٍ , ويتألف كل
جزء منها من ثمانية كراريس (ملازم) , وتهدي إلى المشتركين كتابًا في آخر
السنة بدلاً من الشهرين.
صاحب هذه المجلة كاتب مشهور اشتغل بالكتابة والتحرير في عدة صحف
أولها المؤيد وآخرها الأهرام , ولا يزال من المحررين فيها، وهو محب للإتقان
فمجلته جديرة بالثبات على خدمة الآداب العربية , مرجوة الارتقاء والنجاح، فعسى
أن تصادف من القراء تعضيدًا يعينها على هذه الخدمة النافعة.
***
(الشورى)
جريدة أسبوعية سياسية , تبحث في شؤون سورية: فلسطين سورية لبنان
شرق الأردن؛ يصدرها في مصر محمد علي أفندي الطاهر سكرتير الجمعية
الفلسطينية بمصر , وهو من الشبان الفلسطينيين الأذكياء تَمَرَّسَ بالسياسة من نشأته
الأولى في أثناء الحرب العامة , وتَمَرَّنَ على الكتابة في أشهر الجرائد المصرية
والسورية الفلسطينية، وهو في نشاطه وخبره جدير بالنجاح في عمله وخدمة وطنه
به، وله أصدقاء كثيرون من حملة الأقلام يؤازرونه ويمدون جريدته في
الموضوعات السياسية العامة والآداب , فنتمنى له التوفيق والفلاح , وقيمة
الاشتراك في الشورى ٧٥ قرشًا صحيحًا في القطر المصري و٧٥ قرشًا في فلسطين
وسائر الأقطار.