للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


خاتمة المجلد الخامس والعشرين
نختتم المجلد الخامس والعشرين بحمد الله والثناء الحسن على توفيقه إيانا
وإقداره لنا على إتمامه، على قصر الساعد، وعدم المساعد، ومطل أكثر
المشتركين، كما هو شأن أكثر المسلمين، في التقصير في الشؤون العامة ولا سيما
خدمة العلم والدين، وقد تأخر أول السنة ثلاثة أشهر أخرى بالأسباب التي تأخر بها
ما قبله، وزيادة هي نقل المطبعة والأسرة والإدارة من مكان كان توسيع العمل فيه
متعذرًا إلى دار فسيحة كثيرة المرافق، فشغلنا بذلك شهرين كاملين، سيتلوها شهر
آخر أو أكثر؛ لتوسيع المطبعة وإدارتها بالكهرباء، وتكثير عمالها، وإعدادها
لسرعة إنجاز أعمالها، وقد كنا عاجزين عن ذلك في الدار الأولى؛ لضيقها علينا
وبعدها عن بهرة البلد، ومراكز العمل، وسهولة الموصلات التي توفر الوقت
وتيسر السبيل للأعوان على العمل , فالمرجو من فضل الله تعالى أن يصدر المنار
في داره الجديدة في أوقاته، وأن يكون أحسن طبعًا وأكثر نفعًا.
ولدينا من المواد للمجلد السادس والعشرين رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية في
الإنكار على مشايخ الطريقة البطائحية الرفاعية في دجلهم وخرافاتهم وأزيائهم
المخالفة للسنة، وادعائهم دخول النار، ومناظرتهم في ذلك، وتحديهم لدى حكومة
الشام وظفره بهم واستتابته إياهم، وهي قصة في واقعة حال جامعة بين الفائدة
والفكاهة , ولدينا مقال مطول لبعض كبار الكتاب في الرد على متفرنج من دعاة
الإلحاد المقلدين، وبيان جهلهم بحال أوربة الدينية، وسنفيض نحن في الرد على
هؤلاء الملاحدة، وعلى محاولي هدم الإسلام باسم الإسلام من البهائية , وأحمدية
المسيحية القاديانية، فقد قَوِيَتْ دعوة هؤلاء كلهم بمصر وغيرها، ويؤيدهم بعض
الكتاب في الجرائد والمجلات المشهورة.
ونسأله تعالى أن يوفقنا في مستقبل عملنا لخير ما وفقنا لمثله في ماضيه من
مقاومة الكفر والإلحاد، والفسق والفساد، المفسدة للأرواح والأجساد، وأن يهدينا
في كل شؤوننا سبيل الرشاد، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
(انتهى)