للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: أحمد بن تيمية


مسألة صفات الله تعالى
وعلوه على خلقه بين النفي والإثبات
جوابُ سؤالٍ رُفِعَ إلى شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية
رحمه الله تعالى

(الوجه الثاني) في تبيين وجوب الإقرار بالإثبات، علو الله على السموات
أن يقال: من المعلوم أن الله تعالى أكمل الدين، وأتم النعمه، وأن الله أنزل الكتاب
تبياناً لكل شيء وأن معرفة ما يستحقه الله وما تنزه عنه هو من أجلّ أمور الدين
وأعظم أصوله وأن بيان هذا وتفصيله أولى من كل شيء، فكيف يجوز أن يكون هذا
الباب لم يبينه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يفصله ولم يعلم أمته ما يقولون
في هذا الباب؟ وكيف يكون الدين قد كمل وقد تركوا على البيضاء ولا يدرون بماذا
يعرفون ربهم، أبما تقوله النفاة، أو بأقوال أهل الإثبات؟
(الثالث) أن يقال: كل من فيه أدنى محبه للعلم، أو أدنى محبة للعبادة
لا بد أن يخطر بقلبه هذا الباب ويقصد فيه الحق ومعرفة الخطأ من الصواب، فلا
يتصور أن يكون الصحابة والتابعون كلهم كانوا معرضين عن هذا لا يسألون
عنه، ولا يشتاقون إلى معرفته، ولا تطلب قلوبهم الحق منه، وهم ليلاً ونهارًا
يتوجهون بقلوبهم إليه ويدعونه تضرعاً وخيفة ورغبًا ورهبًا، والقلوب مجبولة
مفطورة على طلب العلم. فهذا ومعرفة الحق فيه وهي مشتاقة إليه أكثر من شوقها إلى
كثير من الأمور ومع الإرادة الجازمة والقدرة يجب حصول المراد وهم قادرون على
سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم وسؤال بعضهم بعضًا، وقد سألوه عما هو دون
هذا: سألوه هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فأجابهم. وسأله أبو رزين: أيضحك
ربنا؟ فقال نعم فقال: لن نعدم من رب يضحك خيرًا. ثم إنهم لما سألوه عن
الرؤية قال: (إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس القمر) فشبه الرؤية
بالرؤية. والنفاة لا يقولون يُرى كما تُرى الشمس والقمر بل قولهم الحقيقي أنه
لا يرى بحال ومن قال يرى موافقة لأهل الإثبات ومنافقة لهم فسر الرؤية بمزيد
علم فلا تكون كرؤية الشمس والقمر.
والمقصود هنا أنهم لا بد أن يسألوا عن ربهم الذي يعبدونه - إن كان ما تقوله
الجهمية حقًّا - وإذا سألوه فلابد أن يجيبهم، ومن المعلوم بالاضطرار أن ما تقوله
الجهمية النفاة لم ينقله عنه أحد من أهل التبليغ عنه، وإنما نقلوا عنه ما يوافق قول
أهل الإثبات.
(الوجه الرابع) أن يقال: إما أن يكون الله يحب منا أن نعتقد قول النفاة أو
نعتقد قول أهل الإثبات أو لا نعتقد واحداً منهما. فإن كان مطلوبه منا اعتقاد قول
النفاة وهو أنه لا داخل العالم ولا خارجه وأنه ليس فوق السموات رب ولا على
العرش إله، وأن محمداً لم يُعرج به إلى الله وإنما عُرج به إلى السموات فقط لا إلى
الله، فإن الملائكة لا تعرج إلى الله بل إلى ملكوته، وأن الله لا ينزل منه شيء ولا
يصعد إليه شيئًا، وأمثال ذلك وإن كانوا يعبرون عن ذلك بعبارات مبتدعه فيها
إجمال وإبهام كقولهم: ليس بمتحيز ولا جسم ولا جوهر ولا هو في جهة ولا مكان،
وأمثال هذه العبارات التي تفهم منها العامة تنزيه الرب تعالى عن النقائض،
ومقصدهم أنه ليس فوق السموات رب، ولا على العرش إله يعبد، ولا عرج
بالرسول إلى الله وإنما المقصود أنه إن كان الذي يحبه الله لنا أن نعتقد هذا النفي
فالصحابة والتابعون أفضل منا، فقد كانوا يعتقدون هذا النفي والرسول صلى الله
عليه وسلم كان يعتقده، وإذا كان الله ورسوله يرضاه لنا، وهو إما واجب علينا أو
مستحب لنا فلابد أن يأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو واجب علينا،
ويدنينا إلى ما هو مستحب لنا، ولابد أن يظهر عنه وعن المؤمنين ما فيه إثبات
لمحبوب الله ومرضاته، وما يقرب إليه لاسيما مع قوله عز وجل {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} (المائدة: ٣) لا سيما والجهمية تجعل هذا
أصل الدين، وهو عندهم التوحيد الذي لا يخالفه إلا شقي، فكيف لا يعلِّم الرسول
صلى الله عليه وسلم أمته التوحيد؟ وكيف لا يكون التوحيد معروفًا عند
الصحابة والتابعين؟ والفلاسفة والمعتزلة ومن اتبعهم يسمون مذهب النفاة التوحيد
وقد سمى صاحب المرشدة أصحابه الموحدين إذ عندهم مذهب النفاة هو التوحيد،
وإذا كان كذلك كان من المعلوم أنه لابد أن يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم،
وقد علم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يتكلموا بمذهب
النفاة، فعلم أنه ليس بواجب ولا مستحب، بل عُلم أنه ليس من التوحيد الذي
شرعه الله تعالى لعباده.
وإن كان يحب منا مذهب الإثبات، وهو الذي أمرنا به فلا بد أيضًا أن يبين
ذلك لنا، ومعلوم أن في الكتاب والسنة من إثبات العلو والصفات أعظم مما فيهما من
إثبات الوضوء والتيمم والصيام وتحريم ذوات المحارم وخبيث المطاعم ونحو ذلك
من الشرائع. فعلى قول أهل الإثبات يكون الدين كاملاً، والرسول صلى الله عليه
وسلم مبلغًا مبينًا والتوحيد عند السلف مشهورًا معروفًا. والكتاب والسنة يصدق
بعضه بعضاً والسلف خير هذه الأمة وطريقهم أفضل الطرق، والقرآن كله حق
ليس فيه إضلال، ولا دل على كفر ومحال، بل هو الشفاء والهدى والنور. وهذه
كلها لوازم ملتزمة ونتائج مقبولة. فقولهم مؤتلف غير مختلف ومقبول غير مردود.
وإن كان الذي يحبه الله ألا نثبت ولا ننفي بل نبقى في الجهل البسيط وفي
ظلمات بعضها فوق بعض لا نفرق الحق من الباطل ولا الهدى من الضلال ولا
الصدق من الكذب بل نقف بين المثبتة والنفاة موقف الشاكّين الحيارى {مُذَبْذَبِينَ
بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاءِ} (النساء: ١٤٣) لا مصدقين ولا مكذبين -
لزم من ذلك أن يكون الله يحب منا عدم العلم بما جاء به الرسول صلى الله عليه
وسلم، وعدم العلم بما يستحقه الله سبحانه وتعالى من الصفات التامات، وعدم العلم
بالحق من الباطل، ويحب منا الحيرة والشك.
ومن المعلوم أن الله لا يحب الجهل ولا الشك ولا الحيرة ولا الضلال وإنما
يحب الدين والعلم واليقين. وقد ذم الحيرة بقوله تعالى {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا
لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي
الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى
وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العَالَمِينَ * وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنعام: ٧١-٧٢) وقد أمرنا الله تعالى أن نقول {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ *
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (الفاتحة: ٦-٧) .
وفي صحيح مسلم وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان إذا قام من الليل يصلي يقول: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل عالم
الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختُلف فيه
من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) فهو يسأل ربه أن يهديه لما
اختلف فيه من الحق، فكيف يكون محبوب الله عدم الهدى في مسائل الخلاف؟ وقد
قال الله له: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} (طه: ١١٤) وما يذكره بعض الناس عنه
أنه قال: (زدني فيك تحيرًا) كذب باتفاق أهل العلم بحديثه، بل هذا سؤال من هو
حائر وقد سأل المزيد من الحيرة، ولا يجوز لأحد أن يسأل ويدعو بمزيد الحيرة إذا
كان حائراً بل يسأل الهدى والعلم، فكيف بمن هو هادي الخلق من الضلال وإنما
ينقل هذا عن بعض الشيوخ الذين لا يقتدي بهم في مثل هذا إن صح النقل عنه فهذا
يلزم عليه أمور.
(أحدها) أن من قال هذا فعليه أن ينكر على النفاة، فإنهم ابتدعوا ألفاظًا
ومعاني لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة. وأما المثبتة إذا اقتصروا على
النصوص فليس له الإنكار عليهم - وهؤلاء الواقفة هم في الباطن يوافقون النفاة أو
يقرونهم، وإنما يعارضون المثبتة فعلم أنهم أقروا أهل البدعة، وعادوا أهل السنة.
(الثاني) أن يقال: عدم العلم بمعاني القرآن والحديث ليس مما يحب الله
ورسوله فهذا القول باطل.
(الثالث) أن يقال الشك والحيرة ليست محمودة في نفسها باتفاق المسلمين
غاية ما في الباب، إن من لم يكن عنده علم بالنفي ولا الإثبات يسكت.
فأما من علم الحق بدليله الموافق لبيان رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم
فليس للواقف الشاك الحائر أن ينكر على العالم الجازم المستبصر المتبع المرسول
للعالم بالمنقول والمنقول.
(الرابع) أن يقال السلف كلهم أنكروا على الجهمية النفاة وقالوا بالإثبات
وأفصحوا به، وكلامهم في الإثبات والإنكار على النفاة أكثر من أن يمكن إثباته في
هذا المكان، وكلام الأئمة المشاهير مثل مالك والثوري والأوزاعي وأبي حنيفة
وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح
والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيدة وأئمة أصحاب مالك
وأبي حنيفة والشافعي وأحمد موجود كثير لايحصيه أحد.
وجواب مالك في ذلك صريح في الإثبات فإن السائل قال له: يا أبا عبد الله
{الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} (طه: ٥) كيف استوى؟ فقال مالك:
الاستواء معلوم، والكيف مجهول، وفي لفظ: استواؤه معلوم أو معقول، والكيف
غير معقول والإيمان به واجب، السؤال عنه بدعه. فقد أخبر رضي الله عنه بأن
نفس الاستواء معلوم وأن كيفية الاستواء مجهولة، وهذا بعينه قول أهل
الإثبات.
وأما النفاة فما يثبتون استواء حتى تجهل كيفيته بل عند هذا القائل الشاك وأمثاله
أن الاستواء مجهول غير معلوم. وإن كان الاستواء مجهولاً لم يحتج أن يقال: الكيف
مجهول لا سيما إذا كان الاستواء منفيًا فالمنفي المعدوم لا كيفية له حتى يقال: هي
مجهولة أو معلومة، وكلام مالك صريح في إثبات الاستواء، وأنه معلوم وأن له كيفية
لكن تلك الكيفية مجهولة لنا لا نعلمها نحن. ولهذا بدع السائل الذي سأله عن هذه
الكيفية، فإن السؤال إنما يكون عن أمر معلوم لنا، ونحن لا نعلم كيفية استوائه،
وليس كل ما كان معلومًا وله كيفية تكون تلك الكيفية معلومة لنا. يبين ذلك أن
المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال: الله في السماء وعلمه في كل مكان
حتى ذكر ذلك مكي في كتاب التفسير الذي جمعه من كلام مالك ونقله أبو عمر
والطلمنكي وأبو عمر بن عبد البر وابن أبي زيد في المختصر وغير واحد ولو كان
مالك من الواقفة أو النفاة لم ينقل هذا الإثبات.
والقول الذي قاله مالك قاله قبله ربيعة بن عبد الرحمن شيخه كما رواه عنه
سفيان بن عيينة وقال عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشوني كلاماً طويلاً
يقرر مذهب الإثبات ويرد على النفاة وقد ذكرناه في غير هذا الموضع.
وكلام المالكية في ذم الجهمية النفاة مشهور في كتبهم، وكلام أئمة المالكية
وقدمائهم في الإثبات كثير مشهور، لأن علماءهم حكموا إجماع أهل السنة والجماعة
على أن الله بذاته فوق عرشه. وابن أبي زيد إنما ذكر ما ذكره سائر أئمة السنة ولم
يكن من أئمة المالكية من خالف ابن أبي زيد في هذا وهو إنما ذكر هذا في مقدمة
الرسالة لتُلَقَّن لجميع المسلمين لأنه عند أئمة السنة من الاعتقادات التي يلقنها كل أحد.
ولم يرد على ابن أبي زيد في هذا إلا من كان من أتباع الجهمية النفاة لم يعتمد من
خالفه على أنه بدعة ولا أنه مخالف للكتاب والسنة، ولكن زعم من خالف ابن أبي زيد
وأمثاله إنما خالفه مخالف للعقل [١] وقالوا: إن ابن أبي زيد لم يكن يحسن الكلام
الذي يعرف فيه ما يجوز على الله وما لا يجوز. والذين أنكروا على ابن أبي زيد
وأمثاله من المتأخرين تلقوا هذا الإنكار عن متأخري الأشعرية كأبي المعالي وأتباعه
وهؤلاء تلقوا هذا الإنكار عن الأصول التي شركوا فيها المعتزلة ونحوهم
من الجهمية، فالجهمية من المعتزلة وغيرهم هم أصل هذا الإنكار.
وسلف الأمة وأئمتها متفقون على الإثبات، رادّون على الواقفة والنفاة، مثل
ما رواه البيهقي وغيره عن الأوزاعي قال: كنا - والتابعون متوافرون - نقول إن
الله فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته.
وقال أبو مطيع البلخي في كتاب الفقه الأكبر: سألت أبا حنيفة عمن يقول لا
أعرف ربي في السماء أو في الأرض، قال: كفر؛ لأن الله يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى
العَرْشِ اسْتَوَى} (طه: ٥) وعرشه فوق سبع سمواته، فقلت إنه يقول على
العرش ولكن لا أدرى العرش في السماء أو في الأرض، فقال إنه إذا أنكر أنه في
السماء كفر، لأنه تعالى في أعلى عليين، وأنه يُدعى من أعلى لا من أسفل.
قال عبد الله بن نافع كان مالك بن أنس يقول: الله في السماء وعلمه كل مكان.
وقال معدان: سألت سفيان الثوري عن قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} (الحديد: ٤) قال علمه. وقال حماد بن زيد فيما ثبت عنه من غير وجه رواه
ابن أبي حاتم والبخاري وعبد الله بن أحمد وغيرهم. إنما يدور كلام الجهمية
على أن يقولوا ليس في السماء شيء. وقال علي بن الحسن بن شقيق قلت لعبد الله بن
المبارك بماذا نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه. قلت
بحد؟ قال: بحد لا يعلمه غيره، وهذا مشهور عن ابن المبارك ثابت عنه من غيره
وجه، وهو نظر صحيح ثابت عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وغير
واحد من الأئمة. وقال رجل لعبد الله بن المبارك يا أبا عبد الرحمن قد خفت
الله من كثرة ما أدعو على الجهمية. قال لا تخف فإنهم يزعمون أن إلهك الذي في
السماء ليس بشيء. وقال جرير بن عبد الحميد: كلام الجمهية أوله شهد وآخره
سُمّ، وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله.
رواه ابن أبي حاتم ورواه هو وغيره بأسانيد ثابته عن عبد الرحمن بن مهدي
قال: إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى بن عمران، وأن يكون
على العرش، أرى أن يُستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم. وقال يزيد بن
هارون: من زعم أن الله على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو
جهمي. وقال سعيد بن عامر الضبعي - وذكر عنده الجهمية فقال - هم شر قول
من اليهود والنصارى، قد أجمع أهل الأديان مع المسلمين أن الله على العرش،
وقالوا هم: ليس عليه شيء. وقال عباد بن العوام الواسطي: كلمت بشرًا
المريسي وأصحابه فرأيت آخر كلامهم ينتهي إلى أن يقولوا ليس في السماء شيء،
أرى أن لا يناكحوا ولا يوارثوا. وهذا كثير من كلامهم.
(للكلام بقية)
((يتبع بمقال تالٍ))