للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


المطبوعات الحديثة
(مفتاح الخطابة والوعظ)
كتاب في العقائد والعبادات والأخلاق والفضائل وآداب المعاملات الشرعية
للحكام وسائر الناس، صنفه صديقنا الأستاذ الشيخ محمد أحمد العدوي أحد علماء
الأزهر المشتغلين بالسنة، ومدرسي القسم العالي فيه، ووعاظ المساجد الرسميين؛
ليستعين به في وعظه وخطبه، ويكون خير مادة لغيره من خطباء المساجد
وغيرهم من الواعظين، ومباحثه تدخل في بضعة عشر كتابًا: الإخلاص، العلم،
العقائد، الأخلاق، الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج، المعاملات
المدنية، النكاح، الجهاد، القضاء، والولايات، المنكرات الظاهرة، وختمها
بالكلام في التوبة وما تنال به سعادة الدارين، ولم يسمه كتابًا.
وفي كل كتاب من هذه الكتب فصول فيما تشتد حاجة جميع المسلمين إلى العلم
به؛ ومادتها كلها من الكتاب والسنة التي يحتج بها.
يبتدئ كلاًّ منها بالآيات معدودة معزوة إلى سورها، ويقفي عليها بالأحاديث
النبوية مقترنة بأسماء مسنديها إلى النبي صلى الله عليه وسلم معزوة إلى مخرجيها
من كتب حفاظ السنة وجامعيها لا يزيد على ذلك إلا تفسير بعض الألفاظ التي يحتاج
الجمهور إلى تفسيرها في حواشي الكتاب.
عرض المؤلف كتابه هذا على وزارة الأوقاف لتقرر إرشاد خطباء المساجد
التابعة لها ووعاظها على الاستعانة به على عملهم؛ فندبت لجنة من كبار علماء
الأزهر لفحصه، ثم قررت (تحت رقم ١٢٨٢ سنة ١٣٤١) : (إن هذا الكتاب
صالح لأن يكون مادة يستعين بها الوعاظ والمدرسون في إلقاء مواعظهم، ودروسهم) .
بعد هذا طبع الكتاب في مطبعة المنار طبعًا متقنًا على ورق جيد في سنة
١٣٤٤، فبلغت صفحاته ٢١٢ بقطع المنار، وثمن النسخة منه عشرة قروش
يضاف إليها أجرة البريد، وهو يطلب من مكتبة المنار، فننصح لكل مسلم قارئ أن
يتخول نفسه بمواعظه وحكمه.
***
(الأخلاق والواجبات)
(مباحث في القرآن والحديث، الأخلاق والإيمان، الأخلاق والعبادات، الدنيا
والآخرة، الخير والواجب، الواجبات الشخصية، الواجبات العائلية، الواجبات
الاجتماعية، الواجبات المدنية، ستون آية وحديثًا) .
صنف هذا الكتاب صديقنا الأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي الطرابلسي
الشهير، وعضو المجمع العلمي بدمشق، وكان قد اقترحه عليه، ورسم خطته له
الأستاذ ساطع بك الحصري مدير المعارف في العراق أيام كان مديرًا للمعارف في
سورية في فترة استقلالها القصيرة، قال المؤلف في فاتحته بعد بيان الحاجة إلى
مثله في هذا العصر التي كنت سبب الاقتراح ما هو أصح وصف له قال:
(ورغب إلى أن أضع كتابًا مدرسيًّا في تهذيب أخلاق الناشئة الإسلامية يجمع
بين حاجة المربي والمعلم؛ فيستعينان به على ما هم بصدده من تربية الأحداث،
وتكوين أخلاقهم، وفائدة المتعلم؛ فيجد فيه كلمات جامعة، وأقوالاً في الحكم
والآداب رائعة، تكون عونًا له إذا راعاها على تهذيب نفسه، وتقوية ملكاته، وإن
اقتصر فيه من المنقول والمأثور على اقتباس ما ورد في الكتاب السماوي والحديث
النبوي. اللهم إلا ما جاء عرضًا من أقوال الحكماء مما يلتحم معناه في معنى الآية
والحديث، وأن أفرغ ذلك كله في أسلوب سهل المأخذ، قريب التناول، وأعلق عليه
من الشرح والتفسير ما تستدعيه الحاجة، ويتطلبه ذهن المطالع) ثم ذكر أنه احتذى
في تأليفه هذا المثال الذي رسمه، ووضعه ساطع بك له، وزاد عليه مقدمة في مباحث
القرآن، والحديث (توسع المطالع بيانًا، وتزيده رسوخًا وإيمانًا) .
وكنا قد اطلعنا على طائفة من هذا الكتاب قبل طبعه، وانتقدنا على صديقنا
المؤلف عدم ذكر مخرجي الأحاديث التي جمعها فيه، وعدم تحري الصحيح،
والحسن منها، فأجاب عن ذلك في خاتمته بمثل ما كان كتبه إلينا في كتاب خاص
قال:
(ولم نعن بتخريج هذه الأحاديث، ولا بينا درجتها قوة وضعفًا؛ لأن مواقف
كتابنا خطابية مراعى فيها التأثير في نفوس المخاطبين، وقد يوجد فيهم من إذا سمع
أن الحديث ضعيف؛ فترت همته عن العلم به، ولم يكترث لموضوعه.
على أن كتابنا هذا لم نؤلفه في فن الحديث؛ وإنما ألفناه في الفضائل، وهذه
يتسامح فيها، ويستشهد لها بأي حديث كان اللهم إلا الحديث الموضوع الذي خلا
كتابنا هذا منه، والحمد لله) اهـ.
ونقول: إن هذا الإطلاق غير مسلم، فإن الحديث الواهي الشديد الضعف أو
النكارة لا يقول أحد بالعمل به، بل اشترطوا للعمل بالضعيف الذي لا يصل إلى هذا
الحد شروطًا بينها الحافظ ابن حجر , وسبق للمنار نشرها.
وجملة القول؛ إن الكتاب نفيس مفيد جدير بأن تستفيد منه النابتة الإسلامية
الحديثة، فإنهم لا يجدون فيه شيئًا مما يستنكرونه من كتب القدماء في الأدب؛
لاختلاف التربية والتعليم في المدارس العصرية، والعادات المنزلية والاجتماعية
بين هذا العصر وما تقدمه، وقد أشار إلى ذلك المؤلف بقوله:
(وقد اجتهدنا أن نشرح هذه الأحاديث النبوية، والآيات القرآنية شرحًا يقرب
فهمها، ويسهل حكمها على أبناء هذا العصر، ولم نخالف فيما قلناه أصلاً تقرر بين
علمائنا رضي الله عنهم، نعم خالفناهم في بعض التراكيب الاصطلاحية، وكثير من
الأساليب الكتابية، مما اختلف باختلاف الزمان، وتطور العمران، وتبدل القرائح
والأذهان) , واستشهد على الحاجة إلى هذا بعبارة من كتاب (أدب الدنيا والدين)
للعلامة الماوردي في اختلاف الأدب باختلاف الزمان والعرف.
وقد طبع الكتاب في سنة ١٣٣٤ في المطبعة السلفية طبعًا حسنًا، وبلغت
صفحاته ٢٢٧ صفحة، وثمن النسخة منه ٢٥ قرشًا.
(البينات) مقالات في الدين والاجتماعات والأدب والتاريخ للأستاذ الشيخ
عبد القادر المغربي جمعت في جزأين.
سبق لنا تقريظ الجزء الأول منها، وقد طبع الجزء الثاني في سنة ١٣٤٤
بالمطبعة السلفية أيضًا، وهو مُصَدَّر بمقدمة لنا في ترجمة مؤلفه , ومكانته في العلم
والأدب والإصلاح , وهو جدير بأن يطالعه قراء العربية , ولا سيما نابتة المدارس
العصرية , والمولعون بقراءة المجلات والصحف الدورية المتعارضة المتناقضة في
أمثال هذه المباحث التي ولج المؤلف أبوابها على علم وبصيرة، وقد بلغت صفحاته
٣١٤ بقطع المنار , وثمن النسخة منه ٢٥ قرشًا.