للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: عن جريدة الاتحاد


الوطن القومي لليهود [*]

نشرت جريدة المسلم (أوتلوك) الهندية تحت هذا العنوان كلمة للكاتب الذي
يوقع مقالاته باسم ليجانوس هذه ترجمتها:
إن المادة الرابعة من عهد فلسطين الذي خوَّل عصبة الأمم حق اغتصاب تلك
البلاد من أصحابها العرب الشجعان الأحرار، تذكر كتلة قذرة تسمى الهيئة
الصهيونية التي اعترف بها كوكيلة عن (اليهود وبأن لها حق إبداء النصح
والاشتراك في إدارة فلسطين في المسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها مما قد
يكون له أثر في تكوين الوطن القومي لليهود، وفي مصالح الجمهور اليهودي
الفلسطيني، على أن تكون تلك الكتلة دائمًا تحت إدارة ونفوذ المصالح الحكومية
لتساعدها، وتشترك معها في تعمير البلاد والنهوض بها) .
والمادة المذكورة تقول بأن الهيئة الصهيونية (ستتخذ الخطوات اللازمة
بمشورة الحكومة البريطانية لتحقيق اتحاد جميع اليهود الذين يعتزمون المساهمة في
إنشاء الوطن القومي اليهودي) .
وقد أشرت في مقال خاص سابق حول هذا الموضوع إلى أن إنشاء (الوطن
القومي اليهودي) في فلسطين يُخْفِي بين طياته غرضًا آخر هو أن يخلق في تلك
البلاد مقاطعة بريطانية جديدة لتكون بمثابة مركز للجيوش في عربستان، وهذه
الحقيقة جاءت ضمن الكتاب الذي وضعه الكولونيل ودج وود الراديكاني عن
فلسطين، أما فيما يختص بجمهور اليهود فإنه لا يريد ولم يرد قط استثمار فلسطين؛
لأن الأجيال التي نفي اليهود خلالها من تلك البلاد جعلتهم من أهالي جميع أقطار
العالم، وإذا كانوا يشعرون بشيء من الحنو نحو (فلسطين الذهبية) فإنه لا يتجاوز
العاطفة الروحية وما تهتاجه من الأغاني التي تثير المثل العليا، ولا يهمهم مطلقًا
الوجهة الجغرافية والسياسية في تلك البلاد.
إن نظام فلسطين هو حركة سياسية قامت بها الإمبريالية البريطانية بمعاونة
أصحاب رءوس الأموال من اليهود لمجرد مصلحتهم الخاصة.
***
الاشتراكية
في عهدنا الحاضر
ووجه أحد المسلمين إلى (ليجانوس) السالف الذكر خطابًا جاء فيه:
سيدي ليجانوس:
إن الاشتراكية في عهدنا الحاضر قد وعظت الزعماء المسلمين في الوقت
الملائم، فهناك ما يحمل على الاعتقاد بجواز إخراج المسلمين من عقائدهم بواسطة
التيارات القوية التي تدفعها (الوطنية) إن الغريق يتشبث بعود من القش وثمة
شعور مشترك بين جميع الذين يعادون إنجلترا للترحيب بمن يتقدم إليهم بالدواء
الشافي، ولكن على المسلمين أن يذكروا بأن غايتهم الأولى هي الإسلام، فلهم إذا
خُيِّرُوا بين عقيدتهم وبين وطنهم فيجب عليهم أن يختاروا عقيدتهم الدينية (الإسلام)
من غير تردد ولا تريث.
إن البلشفية تغمر الهند اليوم بدعاياتها، وكذلك أصحاب رؤوس الأموال من
البراهمة من أمثال جواهارلال الذين يجاهرون بعقائدهم الاشتراكية المتطرفة لسبب
واحد هو أنهم يظنون أن عليهم أن يرحبوا بعدو العدو، ولكن المسلم الحقيقي لا
يستطيع أن يكون جزويتيًّا يجب علينا أن نبحث أولاً عن مصلحة عقيدتنا ثم عن
مصلحة وطننا بعد ذلك.
ما هو مسلك البلاشفة نحو الأديان؟ إنهم يصرحون علانية بأن العالم لن ينجو
من الأوطوقراطية وحكم الفرد حتى يعزل الأوطوقراطي الأعظم (الله جل جلاله)
وهم لم يستريحوا إلى مجرد تكوين هذه النظرية، ولكنهم قوَّضوا أركان الكنائس
وشنقوا رجال الدين والآن وقد عفوا على النصرانية في بلادهم فإنهم يتعقبون
الإسلام، وقد جاء في (البرافدا) وهي الصحيفة الرسمية للسوفيات أن الحكومة
قررت تكوين جبهة متحدة مؤلفة من شباب الاشتراكيين المتطرفين من السوفياتيين
وجمعيات النساء لمحاربة العقائد الدينية في الجمهورية التركية، وقد نبَّههم إلى أن
(العقيدة الإسلامية يجب القضاء عليها؛ لأن السوفييت يعتبرونها الحصن القوي
للسلطة الروحية) .
وقد شفعت الحكومة السوفيتية هذه النصيحة الحارة بإيراد مثل مما يجب القيام
به فقالت: (إن دور العالم الإسلامي التي لا تزال باقية في داغستان وكازاكخان
وتركستان والقرم وأزربيجان الواقعة تحت الحكم السوفيتي يجب القضاء عليها قضاء
مبرمًا كما يجب الضغط بكل قوة على الصحف الإسلامية، وقد جرى كل هذا في وقت
نهضة ملك الأفغان الأخيرة وقيامه برحلته.
يجب على المسلمين في هذه البلاد، وفي جميع أقطار العالم أن يواجهوا هذه
الجبهة، وما تَعُدُّهُ لتقويض أركان الإسلام بجبهة متحدة، ومن غير مراعاة
للاعتبارات الوطنية خشية أن تعمى أبصارهم دون النظر إلى حقيقة هذه الكارثة.