للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


اقتراح على علماء التفسير ومدرسيه في الأزهر

قد نشرنا في ص (٢٨٠ - ٢٩١) من جزء المنار الرابع انتقادًا على تفسير
آية من جزء التفسير الثالث مع الجواب عنه، وقد جاءنا في أثناء تحرير هذا
الجزء رد من المنتقد على ذلك الجواب مؤلف من ٢٢ ورقة كبيرة يظهر أنه ألفها
انتصارًا لنفسه ونقحها من عهد نشر ذلك الجزء من عدة أشهر، إن وقتنا أثمن
وأغلى في اعتقادنا من أن يضاع في نقحها من قراءة الجدل والمراء في العبارات
والرد عليها، وصفحات المنار أثمن وأغلى عند قرائه من أن تنشر فيه أمثال هذه
المناقشات كما صرَّحنا بهذا مرارًا، كان آخرها في الجزء الثامن، لذلك لم نقرأ هذا
الرد الطويل؛ بل نظرنا في أوائل الكلام من بعض أوراقه في أثناء وجودنا في
خارج مكتبنا لقضاء بعض الحاج، ورأينا فيما قرأنا منه على قلته ما لا يكفي في
الرد عليه وتفنيده إلا عدة كراسات أو جزء كامل من المنار، وذلك يقتضي استمرار
الجدل والمراء من صاحبه والانتقال منه من مسألة إلى أخرى انتصارًا للنفس
وانتقامًا لها.
وإذا كان ذلك كذلك رأينا أن نقترح على علماء التفسير ومدرسيه في الأزهر
الشريف الذين يطلعون على المنار وتفسيره أن يراجعوا الانتقاد المذكور والرد عليه
في الجزء الرابع ويبينوا حكمهم فيهما، فإن حكموا بأن عبارتنا في تفسير تلك الآية
نص قطعي في أن قتل الأنبياء قد يكون بحق، وأنها كفر صريح كما زعم المنتقد
فإننا نستغفر الله تعالى ونعترف بأننا أخطأنا في التعبير خطأ لا يعدو ضعف التحرير،
وإن كان المُنْتَقِد بل المُشَنِّع إن لم نقل المكفِّر لنا أو الحاكم علينا بأننا لا نميز بين
الكفر والإيمان - هو المخطئ إما بجهله بمدلولات الكلام وهو أهون الشَّرَّيْنِ، وإما
بسوء قصده في انتقاده - فله الخيار فيما يفعل.