للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: فؤاد صروف


المجمع المصري للثقافة العلمية
بيان عام

صحت عزيمة طائفة من المشتغلين بالعلم ونشره في هذا القطر على تأسيس
مجمع علمي يدعونه (المجمع المصري للثقافة العلمية) تكون أغراضه:
(أولاً) نشر الثقافة باللغة العربية.
(ثانيًا) ترقية اللغة العربية بكتابة المباحث العلمية بها ونشرها.
(ثالثًا) إنشاء رابطة للمشتغلين بالعلم من أبناء اللغة العربية.
والطريقة التي ينوي أن يجري عليها لتحقيق أغراضه هذه هي:
(أولاً) عقد مؤتمر سنوي لإلقاء الخطب العلمية وتلخيصها ونشرها ملخصة
في الصحف السيارة والمجلات، ثم طبعها كاملة في مجموعة توزع وتباع.
(ثانيًا) إلقاء خطب علمية دورية.
(ثالثًا) عدم تعرضه للسياسة والدين.
أما لغته فاللغة العربية، وأما مركزه فالقاهرة عاصمة المملكة المصرية.
وفيما يلي أسماء الفضلاء الذين قبلوا حتى كتابة هذه السطور أن ينتظموا في
هيئة مجلسه التأسيسي:
الدكتور علي إبراهيم بك - رئيس ... الدكتور محمد رضا مدور
المجمع لسنة ١٩٣٠ ... الدكتور كامل منصور ... ... ... ...
الدكتور محمد شاهين باشا ... ... ... الدكتور جرجي صبحي
الدكتور فارس نمر ... ... ... ... الدكتور علي حسن ... ... ... ... الدكتور خليل عبد الخالق ... ... ... الدكتور أحمد زكي أبو شادي ... ... ... ... الدكتور عبد العزيز أحمد ... ... ... الدكتور شخاخيري ... ... ... الدكتور علي مصطفى مشرفة ... ... الأستاذ إسماعيل مظهر ... ... ... ... الدكتور حسن بك صادق ... ... ... الأستاذ سلامة موسى ... ... ... ... الدكتور محمد شرف ... ... ... ... الأستاذ فؤاد صروف سكرتير عام دائم
... ... ... ... ... ... الأستاذ كامل كيلاني مساعد سكرتير
وقد اجتمع المجلس التأسيسي، وقرر أن يعقد مؤتمره السنوي الأول في الثاني
من فبراير الذي يبتدئ في يوم الجمعة ٧ فبراير، وينتهي في ١٤ منه، وسيعلن
عن برنامج هذا المؤتمر، وأسماء الخطباء وموضوعات خطبهم ومكان إلقائها في
أواسط يناير القادم.
... ... ... ... ... ... ... ... ... فؤاد صروف ... ... السكرتير العام الدائم

(المنار)
استغربنا تأليف إدارة المقطم والمقتطف لهذا المجمع من الدكاترة الكرام،
وبعض الملاحدة المفسدين للأديان والآداب الذين جهر بعضهم بالدعوة إلى الإلحاد،
ولا سيما الطعن في الإسلام، وإلى إفساد الآداب الدينية والمدنية بما يسميه الأدب
المكشوف، وأما الأطباء فالخدمة التامة الخاصة بهم موضوعها حفظ أبدان البشر من
الأمراض ومعالجة ما يعرف لها منها، ويقل فيهم من يجد وقتًا للعناية بالثقافة التي
هي موضوع هذا المجمع إن كان مستعدًّا لها من قبل.
وكان يجب أن يكون أكثر أعضاء هذا المجمع من كبار المدرسين في
المدارس العالية ومنها الأزهر الشريف، ومن كبار الكتاب المحررين والعلماء
المؤلفين للكتب النافعة، وأن يكون فيها من يمثل الجمعيات الأدبية والأخلاقية ومنها
جمعيتا الشبان المسلمين والشبان المسيحيين، ولا يعقل أن تبحث اللجنة المؤسسة
لهذا المجمع عن عقائد من تعرف فيهم الصفات المؤهلة له، وتشترط فيها شيئًا،
ولكن يجب أن لا تقبل من يكون داعية للإلحاد والفوضى الإباحية في الآداب
مشهورًا بالطعن في رجال الدين، ولا من يكون معروفًا عنه أنه يبغي بالثقافة
العلمية نسخ الثقافة الدينية وإقامتها مقامها، ولا يكفي في تأمين المتدينين على
أديانهم أن يشترط في خطب المؤتمر عدم التعرض فيها للسياسة والدين؛ فإن أشد
المتعرضين للدين وقاحة وطعنًا يدعي عدم التعرف له.
ثم إن المقاصد التي ذكرت في البيان مجملة مبهمة وحاصلة بدون تأليف مجمع
خاص لأجلها إلا مسألة المؤتمر، وهي مسألة قد سبقت جمعية الرابطة الشرقية إلى
درسه والسعي له فما معنى افتئات هؤلاء عليها فيه؟ ولماذا لم يشتركوا معها في
سعيها؛ حتى إذا ما اجتمع المؤتمر اقترح عليه تأسيس المجمع اللغوي الأدبي
المطلوب، إن لم تسبق إلى تأسيسه الحكومة المصرية؟ وكذلك الرابطة بين رجال
العلم هو من موضوعها.