للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تنبيه

كثر في هذه الأثناء خوض الجرائد الأسبوعية الحديثة النشأة في المسائل
الدينية من غير علم ولا بصيرة، وماذا نقول وجهل الكاتبين مركب، وقد تركت
الحكومة أمر الصحافة والطباعة فوضى، ولكننا ننبه هؤلاء الكاتبين إلى أمر لا
يرفضه مسلم، وهو أن لا يكتب أحد منهم حديثًا ينسبه للنبي صلى الله عليه وسلم إلا
بعد العلم بتخريجه، ومعرفة أنه غير موضوع ولا منكر، وإذا أرادوا الاحتجاج به
فيجب أن يعلموا بأنه مما يحتج به، وإلا دخلوا في عموم قوله صلى الله عليه وسلم
في الحديث المتواتر (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) وبعض
الروايات لم يُذكر فيها (متعمدًا) فالخطر فيها أعظم.
وأمر آخر مما ينبغي التنبيه عليه، والعناية به، وهو كثرة ذكر الآيات
القرآنية في هذه النشرات التي هي عرضة للابتذال والامتهان، وإننا كنا نجد في
النفس حرجًا من ذكر الآيات في أعداد السنة الأولى من (المنار) مع علمنا بأن
معظم القراء يحفظونها لأجل تجليدها، بحيث كانوا يطلبون منا ما يفقدونه من
الأعداد، ولكن شكل الجريدة كان مظنة للابتذال، وهذا هو السبب الأول في جعلنا
(المنار) بشكل الكتب، ولا نشك في أن رصفاءنا الأفاضل يعتنون بهذه النصيحة
بقدر قوة دينهم وصحة يقينهم، والله الموفق.