للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


فتاوى المنار

من صاحب الإمضاء في بيروت
(س١١ - ١٣) أسئلة من صاحب الإمضاء في بيروت
(قال بعد الدبياجة) :
(١و ٢) هل هذان الحديثان الآتيان صحيحان معتمدان غير منسوخين يجوز
العمل بهما أم لا؟ وما معناهما؟ وهما:
(١) (من غشنا فليس منا) وفي رواية أخرى (من غش فليس منا) .
(٢) (دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب) وهل هذا الحديث الأخير
يؤخذ منه وصول إهداء ثواب قراءة القرآن الكريم إلى الأموات باعتبار أن قراءة
القرآن الكريم عبادة ودعاء أم لا؟
(٣) هل يجوز للرجال والنساء أن يذهبوا إلى المسارح العمومية، أو غيرها
لأجل أن يسمعوا ويروا الصور المتحركة (السينما) الناطقة، أو غيرها، وهي لا
تخلو من الصور العارية والغناء والرقص والتقبيل والضم وغيره أم لا؟
... ... ... ... ... ... ... عدنان البربير
... ... ... ... ... ... ناظر مدرسة عثمان ذي النورين
... ... ... ... لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت
(جواب المنار)
(١١) حديث (من غشنا فليس منا) و (من غش فليس منا) صحيح رواه
مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعًا، وفيه زيادة، وله ألفاظ أخرى
عنده وعند غيره، ومعناه ظاهر، والغش بأنواعه المادية والمعنوية من المحرمات
التي لا تقبل النسخ.
(١٢) حديث (دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة) صحيح
رواه أحمد، ومسلم، وابن ماجه عن أبي الدرداء رضي الله عنهم، وله تتمة (عند
رأسه مَلَك موكل به كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك: آمين، ولك بمثل ذلك)
وهذا خبر عن أمر غيبي، والأخبار لا تنسخ، وهو لا يدل على أن إهداء ثواب
قراءة القرآن إلى الأموات أو غيرهم مشروعة، ولا أنها تصل إليهم، وإنما ثواب
القراءة للقارئ إذا كان مخلصًا، وكذا الدعاء، ولكن الدعاء للغير مشروع ونافع،
وإن كان ثوابه للداعي كما بيَّناه من قبل في التفسير، وفي الفتاوى.
(١٣) لا يجوز للمؤمن أن يتعمد مشاهدة المنكرات الشرعية ولا سماعها في
المسارح ولا في غيرها، ورؤية الصور العارية غير محرمة لذاتها كرؤية الناس
العراة؛ ولكن تصوير الشخوص والأعمال التي تمثل المعاصي، وتجرئ عليها
منكر، ورؤيتها منكرة كرؤية العورات، والخلوة بالأجنبيات من باب سد ذرائع
الفساد.