للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تقريظ المطبوعات

(كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات)
تأليف الداعي إلى السنة، والصاد عن البدعة، الشيخ محمد عبد السلام خضر
الشقيري الحوامدي مؤسس الجمعية السلفية بالحوامدية (جيزة) قال في طرته: (قد
ذكرنا فيه ٧٠٠ حديث ما بين صحيح وحسن وقليل من الضعيف المقبول الوارد في
الترغيب والترهيب، و٦٩٠ بدعة أو أكثر في الصلوات والأذكار والصيام الحج
وغير ذلك، و١٣٠ من الأحاديث الموضوعة والخرافات الفاشية بين المسلمين) .
كثرت الجمعيات الدينية في هذه البلاد، وإن لبعضها مجلات، وأكثرها تعقد
الاجتماعات لإلقاء الخطب والمحاضرات، وإن من مؤسسي بعضها لعلماء رسميين
من خريجي الأزهر وغيره من المعاهد الدينية، وآخرين من خريجي مدرسة دار
العلوم وغيرها من المدارس الأميرية، وأما الجمعية السلفية الحوامدية فهي تمتاز
باشتغال رئيسها بكتب الحديث والدعوة إلى الاهتداء بها، والأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر بأدلة كتب السنة، فأعضاؤها يتناهون عن جميع البدع والمنكرات في
الدين، وينكرون على كل من يزعم أن البدعة الدينية تنقسم إلى حسنة وسيئة، ولا
يقبلون قول أحد من الأحياء ولا الميتين في تحسين بدعة ولا تأويل سنة مما
اهتدى به السلف الصالح، وهم لم يتخذوا جماعتهم عصبية ولا كتب مؤسسها مذهبًا
يتعصبون له كالسبكية، بل يقبلون نصيحة كل من ينصح لهم بعلم ويقبلونها.
وقد جربت مرشدهم وداعيتهم بالنصيحة فألفيته يقبلها مغتبطًا مسرورًا داعيًا
لي، ولما رأيته في أول رسالة له ينقل الأحاديث النبوية من غير عزوها إلى
مخرجيها، وبيان ما قالوه في تصحيحها أو تضعيفها كما يفعل أكثر المؤلفين
المعاصرين ومحرري المجلات حتى مجلة الأزهر منها، وأنكرت عليه ونصحت له
بالمراجعة وتخريج الأحاديث، فقبل النصيحة ونوه بها في هذا الكتاب.
ومن فوائد هذا الكتاب بيان البدع والخرافات الفاشية في هذه البلاد، وإنكاره
على العلماء الرسميين إقرار العامة عليها، وتأويل بعضهم لها بما يضلهم ويخدعهم
بأنها مشروعة، وصفحاته ٣٢٠، وثمن النسخة منه ٧ قروش، ما عدا أجرة البريد.
***
(الثورة العربية الكبرى)
للأستاذ أمين سعيد المحرر في جريدة المقطم عنايةٌ بدرس أطوار الشعوب
الشرقية عامة، والأمة العربية خاصة، فهو يجمع ما يُنْشَر في الصحف والمصنفات
الجديدة من أخبارها وأحداثها، ويفصلها فصولاً، ويجعل لها أبوابًا وفهارس لتسهيل
الرجوع إليها، وقد ألف عدة كتب أبسطها وأمتعها كتاب (الثورة العربية الكبرى)
عرَّف موضوعه بقوله: (تاريخ مفصل جامع للقضية العربية في ربع قرن) الذي
أصدرته هذا العام مطبعة (عيسى البابي الحلبي وشركائه بمصر) في ثلاثة أجزاء
أو مجلدات موضوع الأول (النضال بين العرب والترك) وهو الحلقة الأولى من
هذا التاريخ وفي مقدمته الكلام على الدولة العثمانية وتاريخها القديم والحديث مع
العرب والجمعيات العربية التي أفضت إلى الثورة، وموضوع الثاني (النضال بين
العرب والفرنسويين والإنكليز) وهو يشتمل على الحلقة الثانية منه وهو تاريخ
الحكومة الفيصلية من قيامها حتى سقوطها مع تاريخ القضية العراقية من ابتداء
الحرب العظمى حتى إنشاء الدولة الجديدة في بغداد سنة ١٩٢١، وموضوع الثالث
(إمارة شرق الأردن وقضية فلسطين وسقوط الدولة الهاشمية وثورة الشام) وهو
أكبر الأجزاء تبلغ صفحاته ٦٥٢، فهو يزيد على حجم اللذين قبله، وصفحات
أولهما ١٣٠، وثانيهما ٣٣٦.
لقد كان هذا الكتاب حاجة في نفس الأمة العربية مهدها لها كاتب من أبنائها،
فجمع لها ما لم يجمعه غيره من مواد تاريخها الحديث، فاستحق شكرها بالقول
والعمل، فشكر القول الثناء عليه، والتنويه به باللسان والقلم، ومنه نقده ببيان ما
قد فات المؤلف من الوثائق، وما نقصه من الحقائق، وتمحيص ما لم يمحصه من
المسائل، وشكر العمل قراءة الكتاب ونشره الذي يساعد المؤلف على المزيد من
إتقانه وتكميله في طبعة أخرى، وتصنيف غيره من الكتب النافعة، وأرجو أن
يكون لي عودة إليه بعد أن يتاح لي مطالعة الكثير منه، وإن فيما نشرته في
مجلدات المنار من قبل، وما لا أزال أنشره من سيرة الملك فيصل رحمه الله تعالى
لحقائق عظيمة الشأن بعيدة الغور في تاريخ أمتنا الحديث والوحدة العربية التي كنت
في طليعة من كتب فيها ومن دعا إليها، ولله الحمد.