للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: حسين الهراوي


المستشرقون والإسلام
بقلم الدكتور حسين الهراوي
مفتش صحة مصر القديمة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى
آله وصحبه وسلم.
من أحمد نسيم الشاعر إلى الدكتور حسين الهراوي:
قف وقفة بين إجلال وإكبار ... واحمد دفاع طبيب الحي والدار
جلى (حسين) بشوط راح ينهبه ... شأن الجواد إذا جلى بمضمار
ما انفك يهدي إلى الإسلام منكره ... والحق أبلج لا يخفى بأنكار
يقظان ما هدأت يومًا شقاشقه ... كالفحل يتبع تهدارًا بتهدار
في كفه قلم لو شاء أترعه ... سم الأساود أو شهدًا لمشتار
مرقق الحد مبري له جدل ... يرضي النبي ويرضي الخالق الباري
يراعه كقناة الخط يرهبها ... سنان كل أصم الكعب خطار
تجري على الطرس آيًا حين تقرأها ... يجرى دم الرشد بالبادي وبالقاري
قويمة في ارتياد الحق أشرعها ... للأخذ بالحق لا للأخذ بالثار
تدفع الصدق من حيزومها ضببًا ... دفع الخضارم تياراً بتيار
من عترة برسول الله مشرقة ... ملء النواظر من زهر وأقمار
الله أنزل في الأحزاب أنهم ... من أهل بيت كرام الخيم أطهار
فما ارتضوا نزعات الإصر مأثمة ... ولا ارتدَوا بُرد آثام وأوزار
ولا تقطع أمر الله بينهم ... ولا أصيب بنقص بعد إمرار
أعظم بهم في مجال الدين من نفر ... مهاجرين ذوي عزم وأنصار
قم يا حسين فأطفئ كل مشعلة ... من الضلال تلظى زندها الواري
عجل لهم قطهم خزيًا إذا حسروا ... عن أوجه سفرت سوداء كالقار
مدوا بأيد تخط البطل فاندحروا ... قهرًا أمام متين الأيد قهار
لولاك لانغمست في الكفر ناشئة ... كادت تغل بجحاد وكفار
سر في طريقك وادمغهم بمحرقة ... تبقي ندوبًا ذات آثار
مستضعفون إذا ذلوا فإن قدروا ... جاءوا بمكر خفي الكيد كبار
شريعة الله والمختار هازئة ... بمفترين على الإسلام أغرار
مستشرقين أثاروا نقع حملتهم ... حتى كأنهم طلاب أوتار
يخفون تحت ستار البحث كيدهم ... وهم على دين قسيسين أحبار
قوم أحق بلبيس النعل مشركة ... ولبس منطقة شدت بزنار
تعصب وأكاذيب ملفقة ... من مقذعين وقاح النقد أشرار
ما بالهم نقدوا القرآن وانصرفوا ... في نقدهم عن أصاحيح وأسفار
وأجهل الناس من يبني عقيدته ... على شفا جرف من زيغه هار
وكيف تطلب منهم رشدة وهم ... في الدين عمي قلوب عمي أبصار
إن أبصروا الخير أخفوه وإن ظفروا ... بالشر أبدوه في جهر وإسرار
وللذين استباحوا البغي ساهرة ... مشبوهة الوقد من ناس وأحجار
في كل يوم ترى منهم أخا خطل ... يقول أذعن غير مختار
ضلت يراعته في نفس باطله ... كما يضل السرى في ظلمه الساري
بشراه بالخزي في دنياه ممتطيًا ... متن الضلال وفي أخراه بالنار
لا نضر الله دارًا بات ساكنها ... ولا سقاها حيا وطفاء مدرار
إن كان للعلم تضليل وشعوذة ... فالعلم أقبح مدعاة إلى العار
حسين هل لك في حمد يردده ... فم الزمان إذا أدلى بأخبار
كأنه باقة في روضة أنف ... شتى الأزاهير من ورد ونوار
جادت عليها العزالى فهي زاهرة ... وكل ناضرة الأكمام معطار
قصيدة تضرب الدنيا بسنبكها ... فتنبه الذكر في بيد وأمصار
أنَّى تسر تترك الآفاق مشرقة ... ككوكب مستفيض الضوء سيار
ضعها بعروتك الوثقي معطرة ... كأنها وردة من ورد آذار
حسبي بمدحك إعلاء وتزكية ... فبالشريف تعالى شعر مهيار
جزاك ربك في آلائه نعمًا ... موصولة بعشي بعد إبكار
أعدك الدين للجلى إذا اشتجرت ... إعداد ليث قوى الزند زآر
دين من الله جلى كل واجبه ... يوم استهل بأضواء وأنوار
كالشمس ما أشرقت بيضاء مسفرة ... تختال ما بين أشراق وأسفار
وبعد فانظر إلى نفسي وما احتملت ... من حاسدين لأهل الفضل أغمار
عمرت فيهم فضاعت مدة سلفت ... عددتها بينهم من شر أعماري
صدوا عن الشدو آذانًا مصلمة ... ليست تصيخ لورق فوق أشجار
إن أنكروك فلا تحزن فقد نكروا ... من قبل فضلك آياتي وأشعاري
أحمد نسيم
((يتبع بمقال تالٍ))