للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الأخبار التاريخية

(الحجاج الكرام)
نحمد الله تعالى أن حجاج بيته قد أقبلوا بغاية الصحة لا يشكون إلا من قساوة
المعاملة في المحجر الصحي والمشقة في البواخر الخديوية , وقد حظينا بلقاء
أصدقائنا الكرام الأستاذ الواعظ المؤثر الشيخ علي الجربي والأستاذ الفاضل الشيخ
سالم الرافعي وأخيه الفاضل النجيب الشيخ محمد سعيد وقد حدثنا هذا بشكوى أهل
الحجاز العامة من سيرة الشريف عون باشا أمير مكة المكرمة فوافق قوله الآخرين ,
وربما نذكر ما يفيد الوقوف عليه من ذلك.

* * *
(المولد النبوي الشريف)
أقيمت معالم الزينة والاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في صحراء
العباسية حسب العادة , وقد زرنا تلك المعاهد في الليلة البارحة لأجل المقابلة بين
الزينة في هذا العام وفيما قبله فألفينا الازدحام أقل مما كان فيما سبق , والسبب في
ذلك فيما يظهر إبطال كثير من البدع والقبائح كالرقص على أبواب الخيم
والسرادقات , ولا بعد في أن يكون للانقلاب في الأفكار الذي ينمو عامًا بعد عام أثر
كبير في ذلك.
وهذه الليلة التي تستقبلنا هي ليلة الجمع الأكبر , وسنرى ماذا يكون فيها. ولا
بد لصاحب السماحة والرجاحة السيد توفيق البكري شيخ شيوخ طرق الصوفية
ورئيس هذا الاحتفال من تجديد أمور ممدوحة ترغب الناس في العناية به والإقبال
عليه بدلاً من الأمور المذمومة التي يسعى في إبطالها. ولا شيء يرغب الناس في
ذلك كالخطابة فعسى أن ينصب في العام القابل منبر أو منبران للخطابة بما يناسب
المقام فيكون للاحتفال البهاء الصحيح والإقبال النافع، وبالله التوفيق.
* * *
(وفاة سري)
نعى البرق إلينا من أيام سليل بيت المجد والشرف السيد محمد راتب باشا ,
وافته المنية في محجر بيريه من ثغور اليونان قاصدًا الأستانة العلية للاصطياف فيها
وكان لنعيه رنة أسف في القاهرة , وقد حنطت جثته , وبعد ما بلغوا بها الأستانة
أعيدت إلى مصر لتدفن في مدفن أسرتها الكريمة , واليوم موعد وصولها وغدًا
تشيع بالاحتفال اللائق. وكان الفقيد كريم السجايا طلق اليد والمحيا متمسكًا بالدين ,
تغمده الله تعالى برحمته وعزى آله أحسن العزاء على فقده.