للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الهدايا والتقاريظ

(طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد)
كتاب جديد ظهر في عالم الطباعة، جديد في وجوده، جديد في مباحثه
ومسائله، جديد في حكمته وفلسفته، وإرشاده وسياسته، حملت به فكرة عالم عامل،
ومحنك عاقل، حلب الدهر شطريه، وعرف ما له وما عليه، ولما تم حمله وأراد أن
يظهر في الوجود فضله، وضعته تلك الفكرة الوقَّادة، والقريحة النقادة، في أرض
الحرية، من هذه البلاد المصرية، فكانت جريدة المؤيد أول مهد له تمهد، ثم لم يلبث
أن تم فصاله، وظهر في إثر ولاده كماله، وتم له استقلاله، وعم القارئين نواله.
أطال هذا الرجل النظر في الاستبداد، فرأى أنه هو المخرب للبلاد، وتبصر
مليًّا في الاستعباد، فعلم أنه هو المهلك للعباد، فدرس من هذين الأمرَين الأمرَّين
طبائعهما، وتعرف مصارعهما، ثم أتحف ناشئة قومه بنتيجة علمه، وثمرة عقله
وفهمه، فوضع لهم بدر التمام، على طرف الثمام، وقرب إليهم ما كان على بعد
سنين وأعوام، فجعله على مسافة يوم وأيام.
يشتمل الكتاب على خطبة في سبب تأليفه وإهدائه للناشئة، ومقدمة في علم
السياسة والدعوة للكتابة في الاستبداد، ويليه فصول في تعريف الاستبداد وذويه،
والاستبداد والدين، والاستبداد والعلم، والاستبداد والمجد، والاستبداد والمال،
والاستبداد والأخلاق، والاستبداد والتربية، والاستبداد والترقي، والاستبداد
والتخلص منه، وفي هذا الفصل ٢٥ بحثًا من أهم المباحث السياسية والاجتماعية
ذكرها المؤلف، (تذكرة للكُتَّاب ذوي الألباب، وتنشيطًا للنجباء على الخوض فيها
بترتيب) ، وهذا الفصل الأخير وما فيه مما لم يُنْشَر في المؤيد.
أشار المؤلف لاسمه برمز (الرحالة ك) ليحكم الناس على القول بذاته لذاته،
وللناس شغف بمعرفة الفضلاء النابغين من أمتهم، وحفظ أسمائهم وألقابهم في ألواح
القلوب ودفاتر التاريخ، فأما الذين يعرفون شخص الأستاذ الهمام السيد الشيخ
عبد الرحمن أفندي الكواكبي الحلبي وفضله، فيقولون: أجدر بهذا الكتاب أن يكون
له، وأما الذين لا يعرفونه فليحفظوا هذا الاسم الذي يطابق الرمز إلى أن يجيء يوم
يستبدل فيه هذا الرحالة التصريح، بالرمز والتلميح.
والكتاب مطبوع طبعًا متقنًا على ورق جيد بشكل كتاب (المرأة الجديدة) ،
وصفحاته ١٨٣، وثمنه خمسة قروش، ويباع في مكتبة الترقي، ومكتبة هندية،
ومكتبة الهلال، ومن يدفع سبعة قروش أميرية يرسل إليه الكتاب مضمونًا حيث
كان، والطلب يكون بهذا العنوان (القاهرة صندوق البوسطة نمرة ٥١٧ محمد
أفندي الوكيل) ، فنحث كل قارئ على قراءته، ونرجو من مؤلفه أن يكتب لنا كتابًا
آخر في المباحث ٢٥ التي وضعها تذكرة للكتاب، فلا يوفيها حقها غيره.
***
(تنبيه الأفهام، إلى مطالب الحياة الاجتماعية والإسلام)
كتاب جديد اسمه يدل على شرف موضوعه وفائدة مباحثه، من إنشاء صديقنا
الكاتب الفاضل رفيق بك العظم الشهير بغيرته وإجادته بما لا يجيد فيه إلا الأقل من
كتابنا، والكتاب مؤلف من تسع مقالات، خمس منها نُشرت في مجلة الموسوعات،
فكانت في المكانة الأولى مما يُنشر فيها، وقد وُشِّي ذيل هذه المقالات بهوامش
زادت في فوائدها، وأجدر بالذين يبحثون في هذه الأيام عن المدنية الإسلامية كيف
كانت، ولم زالت، وكيف ينبغي أن تكون، وما النسبة بينها وبين المدنية الغربية أن
يقرؤوا هذه المقالات ويتدبروها، ويتوسعوا في مسائلها بحثًا وحوارًا وكتابة وخطابة
ودعوة إلى العمل وقيامًا به، وسنُتحف قراء المنار بشيء منها عند سنوح الفرصة،
وعسى أن يسبقونا إلى قراءتها برمتها، وهي تُطلب من صاحبها ومن مكتبة الترقي
وغيرها.
***
(دليل الحيران في الكشف عن آيات القرآن أو (ترتيب زيبا))
لا يوجد مسلم يشتغل بالكتابة والعلم إلا ويحتاج للمراجعة والكشف عن آيات
من القرآن في أوقات كثيرة، ومثل المسلمين من يشتغل بعلوم دينهم ولسانهم العربي،
فمن لم يكن حافظًا يُضيع وقتًا طويلاً في طلب كل آية يحتاج إلى الوقوف عليها؛
ولذلك مست الحاجة إلى طريقة تُسَهِّل المراجعة على طالبها، وقد سبق المتقدمون
إلى اتخاذ طرائق لم نعرف منها إلا ما عرفنا به الطبع فمنها كتاب (نجوم الفرقان
في أطراف القرآن) ، وهو يذكر جميع كلمات القرآن مرتبة على حروف المعجم،
ويذكر في جانب كل كلمة رقم السورة أو السور التي وقعت فيها، ورقم الآية أو
الآيات بالعدد، وقد طُبع في ألمانيا، وجعلت أرقامه إفرنجية، ومنها (ترتيب زيبا)
للحاج صالح ناظم ومعناه (الترتيب الجميل) ، وهو مرتب على حروف المعجم
بحسب أوائل الآيات غالبًا، فمتى عرفت أول الآية تكشف في فصل الحرف
المبدوءة به تجدها، وقد جعل الفصول لأكثر الحروف على أنواع؛ لكل كلمة مما
يكثر في الكلام نوع، فالآيات المبدوءة بكلمة (إن) نوع، والمبدوءة بكلمة (إذا)
نوع، والمبدوءة بأدوات الاستفهام على أنواع، وعلى ذلك فقس، وكان هذا الكتاب
قد طُبع في الآستانة العلية، ونفدت نسخه، فانبرى في هذه الأيام الفاضل الهمام
إبراهيم بك رمزي، فأعاد طبعه على نفقته في مطبعة التمدن المتقنة؛ ولكنه غير
اسمه بما ذكر في العنوان، وثمن النسخة منه ١٠ قروش، وهو يُطلب من المطبعة
المذكورة بجوار إدارة المؤيد بمصر.