للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الهدايا والتقاريظ
(جُذَيمَة والزَّبَّاء)
قصة تاريخية أدبية تهذيبية تأليف الفاضل محمد أفندي حليم وكيل قلم محاسبة
المكاتب بنظارة المعارف العمومية، والقصة مسجعة، وفي مقدمتها كلام في السجع
وشروط استحسانه ومواضع استقباحه، وكلام في الفصاحة والبلاغة، وفي فصول
القصة مسائل ومباحث مفيدة، أظهر المؤلف فيها رأيه كمسألة تأثير القصص
الغرامية في نفوس الناشئة وإفسادها الأخلاق، وكبحث حجاب النساء وعدمه،
والكسل وعلو الهمة والاعتماد على النفس والسعي في طلب الرزق، والكهانة
والتنجيم والخمرة وتأثيرها السيئ وغير ذلك، وكنا نود لو سمح لنا الوقت بقراءتها
كلها ونقدها لأن موضوعها مفيد، وهي مطبوعة طبعًا حسنًا على ورق جيد،
وثمنها ٨ غروش، وصفحاتها ٦٤.
***
(التربية الحديثة)
كتاب جديد للعالم الاجتماعي المربي الشهير الموسيو أدمون ديمولن مؤلف
كتاب (سر تقدم الإنكليز) الذي يعرف القراء مكانته، وقد عُني بتعريبه بعد
استئذان المؤلف وإذن ملتزم الطبع، أحد ضباط الشرطة (البوليس) الفاضل حسن
أفندي توفيق الدجوي، وطبعه في مطبعة الترقي الشهيرة طبعًا حسنًا مزينًا بالرسوم
على ورق جيد، فبلغ نحو مائتي صفحة؛ ولكنه جعل ثمنه عشرة غروش فقط،
وسنطالعه - إن شاء الله تعالى - ونبين للقراء أهم فوائده ونوهنا به الآن؛ لأن
شهرة مؤلفه كافية في الترغيب فيه.
***
(الفرائد الجمانية في شرح القصيدة الطنطرانية)
القصيدة مشهورة وناظمها الشيخ أحمد الطنطراني مدح بها نظام الملك الوزير
الشهير صاحب المدرسة النظامية في بغداد وهي أغرب ما نظم الناظمون في تكلف
السجع، ولزوم ما لا يلزم ومطلعها:
يا خلي البال قد بلبلت بالبلبال بال ... بالنوى زلزلتني والعقل بالزلزال زال
وهي على عدة قوافٍ ومنها:
يا غزالاً قده في المشي كالأرماح ماح ... ريقه راح وما في غير تلك الراح راح
وماح، بمعنى: مال، ومنها:
في عراص الوصل عاني الهجر كالغدَّار دار لا ترحل فالحشا من كثرة الأسفار فار
وهذه القصيدة تدلنا على أن الفساد كان قد دب في اللغة على ذلك العهد وهو
أكمل عهد للعلم في الاسلام، وقد عني بشرح هذه القصيدة بعض الشبان المشتغلين
بالأدب وهو محمد بن الحاج العربي العنابي الملقَّب بأبي الليل (كذا) أحد طلبة
القسم العالي بمدرسة الجزائر، فبيَّن المفردات اللغوية، ثم معاني الأبيات بعبارة
مسجعة، وبيَّن أيضًا أنواع البديع فيها فعلمنا أنه ممن يعدون البلاغة في الاستكثار
من أنواع البديع، ويكلفون بالتسجيع، فنوجه نظره إلى ما هو خير منه من الكلام
المرسل الذي لا كلفة فيه، وإلى اعتبار المعاني تابعة للألفاظ، وعدم الالتفات إلى
هذه المحسنات اللفظية إلا ما جاء منها عفوًا صفوًا ملبيًا دعوة المعنى، والله الموفق.
***
(الشجرة النبوية)
للشيخ جمال الدين يوسف بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي وهو كتاب مشجَّر
في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته كأولاده ونسائه اللاتي دخل بهن،
واللاتي عقد عليهن ولم يبن بهن، وأولاد بناته وأعمامه وأكابر أصحابه وأمهاته من
الرضاعة وغيرهم، وفيه ذكر ما كان يملكه وذكر خدمه ووقائعه، وغير ذلك من
الفوائد التي ينبغي لكل مسلم معرفتها، وهذا الكتاب قد قرَّبها جدًّا؛ ولكنه على
حسنه لا يخلو مما يُنتَقَد فقد نظرنا عند ابتداء إجالة الطرف في صفحاته صورة نعل
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وفي جانبها ذكر منافعها أى منافع الصورة
والمثال المرسوم، ومنها أنه أمان من بغي البغاة وغلب العداة والشياطين والحاسدين
وأنه يسهل الولادة! ولا يصح شيء من هذا وإن زعم المؤلف أنه مجرب؛ ولكن
مثل هذه الجملة الوهمية لا يصح أن يكون مانعًا من الانتفاع بما في الكتاب من
الفوائد، وقد طُبع على نفقة جمعية النهضة الأدبية، وثمنه ثلاثة غروش صاغ عدا
أجرة البريد، وهو قليل بالنسبة لما فيه من المشجرات والجداول التي تحتاج إلى
نفقة كثيرة، ويوجد في جميع المكاتب الشهيرة.
***
(مراقي الترجمة)
كتاب أو كتب يشتغل بوضعها ثلاثة من أمهر مدرسي اللغة الإنجليزية
وعلومها بمدرسة الناصرية الأميرية، ومن أفضل من أنبتت مدرسة المعلمين
الخديوية، وهم أبو زيد أفندي فايد وعبد الحميد أفندي الشربيني ومحمود أفندي
عثمان عطا الله، والغرض من وضع هذه الكتب تعليم الترجمة لتلاميذ المدارس،
وقد صدر الكتاب الأول منها مطبوعًا في مطبعة الترقي، وهو لتلاميذ السنة الأولى
والسنة الثانية من تلامذة المدارس الابتدائية وفيه أربعون درسًا، وثمنه غرشان
أميريان، ومن مزايا الكتاب تحري بيان الترجمة الصحيحة مع الإشارة إلى الترجمة
الحرفية، فعسى أن يُقبل عليه جميع تلامذة المدارس الأهلية مع تلامذة المدارس
الأميرية.
***
(الكنيسة الأرثوذكسية)
مجلة شهرية دينية أدبية إصلاحية، تصدرها جمعية سرية أنشئت حديثًا،
وسميت جمعية النشأة السورية الأرثوذكسية في مصر، وقد صدر العدد الأول من
هذه المجلة في أول تشرين الأول الحاضر، وجاء في مقدمتها ما نصه: (وبعد، فقد
رأينا أن الطائفة الأرثوذكسية السورية متقهقرة تقهقرًا في سبل العمران لا ينكره إلا
كل مكابر مغرور، ورأينا شمل الطائفة متضعضع (كذا) فلا جامعة لنا، ولا ألفة
بين أفرادنا؛ ولذلك كان السبق لغيرنا في سباق الحياة، فخفنا من التلاشي لما في
سنة الكون من تنازع البقاء وبقاء الأنسب؛ ولذلك اجتمعنا على السعي بما في
الوسع بالدعوة إلى الإصلاح، والنظر في مواقع الخلل جميعه (كذا) دعوناها
النشأة السورية؛ لأن ليس الغاية (كذا) إلقاء الضغائن بين أبناء الوطن الواحد،
شأن الجرائد الدينية الأخرى، بل اتباعًا لسنة المسيح في إلقاء السلام؛ لأن إلهنا إله
السلام يُدْعَى) .
ونحن نقول: إن لمؤسسي هذه الجمعية الفضل الأول على طائفتهم وأهل
مذهبهم باعترافهم بتأخرهم عن سائر الطوائف النصرانية، وسعيهم في التقدم
والترقي، وقد أحسنوا في عزمهم على سلوك سبيل المسالمة خلافًا لجرائد الجمعيات
البروتستنتية التي تلقي العداوة والبغضاء بين أهل الأديان والمذاهب؛ حتى
اضطرتنا إلى الرد عليها، ونحن السابقون إلى الدعوة إلى المسالمة والوفاق، ونبذ
أسباب العداء والشقاق، وإننا لنرجو النجاح لهذه الجمعية ولمجلتها؛ لأن الطائفة قد
استعدت برؤية العبر لقبول الإصلاح وإسعاد الداعين إليه وإسعافهم لما فيهم الآن من
كثرة المتعلمين والمهذبين، ويسرنا أن نرى سريان الإصلاح في هذه الطائفة التي
هي أكثر الطوائف عددًا في بلادنا لوجوه، أهمها: حفظ الدين مع العلم؛ فإننا نرى
أكثر الطوائف يتفلتون منه، فيكونون من الملحدين، وبذلك يبعدون عنا؛ فإن
الملحد أبعد من الكتابي بلا شك، ثم نفخ روح المباراة والمسابقة في سائر الطوائف
المتأخرة المتقهقرة؛ حتى إذا ما هبت الطوائف كلها للإصلاح وجارى بعضها بعضًا
ترتقي البلاد ويعلو شأنها، والتفاوت بين الطوائف عقبة كبرى في طريق الارتقاء،
على أن الإصلاح محبوب لذاته عند الصالحين، هذا ويقول بعض أفاضل الطائفة
أنه لا وجود لهذه الجمعية.
***
(فتح المنَّان في تقويم البلدان)
رسالة وجيزة في الفن ألفها الفاضل محمد أفندي ذهني لتلامذة السنتين الأوليين
في المدارس الابتدائية، وهي على طريقة السؤال والجواب، فعسى أن تصادف
رواجًا.