للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْأَعْرَاف ٢٠٠ وَقَالَ تَعَالَى {إِنَّه لَيْسَ لَهُ سُلْطَان على الَّذين آمنُوا} النَّحْل ٩٩ الْآيَة وَقد أَمر الله تَعَالَى عباده أَن يَقُولُوا فِي الصَّلَاة سبع عشرَة مرّة فِي سبع عشرَة رَكْعَة وَهِي عدد رَكْعَات الْفَرْض {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} الْفَاتِحَة ٦ فَأنى يَضرك كيد الشَّيْطَان الرَّجِيم

اعْلَم يَا أخي أَن الْبَيْت الْمَعْمُور كَانَ فِي الأَرْض إِلَى وَقت طوفان نوح عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فحفظ من الْغَرق وَسلم من الطوفان وَرفع إِلَى السَّمَاء

وقلب الْمُؤمن أفضل من الْبَيْت الْمَعْمُور أَكثر من ألف ألف مرّة فَهُوَ بِالْحِفْظِ أولى لِأَن الْبَيْت الْمَعْمُور معمور بِعبَادة الْمَلَائِكَة وقلب الْمُؤمن معمور بِنَظَر الْخَالِق إِلَيْهِ فشتان مَا بَينهمَا

ذكر عَن أبي سعيد أَنه قَالَ فِي قَول الله عز وَجل {إِن عبَادي لَيْسَ لَك عَلَيْهِم سُلْطَان} الْحجر ٤٢ كَأَنَّهُ يَقُول إِن كَانَ لَك عَلَيْهِم أَن تلقيهم فِي مَعْصِيّة الله فَلَيْسَ لَك عَلَيْهِم أَن تمنعهم من مغْفرَة الله

وَقَول آخر إِن كَانَ للشَّيْطَان سُلْطَان فِي إِلْقَاء العَبْد فِي الْمعْصِيَة فَأولى أَن يكون لمغفرة الله سُلْطَان فِي تَطْهِير العَبْد من الخطية وَلَيْسَت قُوَّة الشَّيْطَان بِأَكْثَرَ قُوَّة من مغْفرَة الرَّحْمَن فِي قُلُوب أهل الْإِيمَان

أعوذ بِاللَّه من كَثْرَة الْفساد أعوذ بِاللَّه من ظلم الْعباد أعوذ بِاللَّه من غضب رب جواد أعوذ بِاللَّه من عَذَاب يَوْم التناد أعوذ بِاللَّه من الْقطع والبعاد

وأنشدوا

(أعوذ بالرحمن من موقف ... يشهده الْمُؤمن وَالْكَافِر)

(إِن كنت بئس العَبْد يَا سَيِّدي ... فَأَنت رب سيد غَافِر)

١٩ - ضعف الْإِنْسَان والشيطان

وَاعْلَمُوا عباد الله أَن الله تبَارك وَتَعَالَى سمى الْإِنْسَان ضَعِيفا وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى {إِن كيد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفا} النِّسَاء ٧٦ والضعيفان إِذا اقتتلا وَلم يكن لوَاحِد مِنْهُمَا معِين لم يظفر بِصَاحِبِهِ فَأمر الله الْإِنْسَان الضَّعِيف أَن يَسْتَعِين بالرب اللَّطِيف من كيد الشَّيْطَان الضَّعِيف ليعصمه مِنْهُ ويعينه عَلَيْهِ

من كَانَ فِي معونته الْإِلَه الْعَظِيم لم يضرّهُ كيد الشَّيْطَان الرَّجِيم من كَانَ فِي معونته الْملك الْوَهَّاب لم يضرّهُ كيد الشَّيْطَان الْكذَّاب من كَانَ فِي معونته الْملك القهار لم

<<  <   >  >>