للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٦٨ - نكت فِي ذَلِك

نُكْتَة حَسَنَة لأمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كَانَ فِي يُوسُف من الْحلم وَالْعَفو مَا غمر جفاهم حِين قَالَ {لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم} يُوسُف ٩٢ فَذَلِك شهر رَمَضَان فِيهِ من الرأفة والبركات وَالنعْمَة والخيرات وَالْعِتْق من النَّار والغفران من الْملك القهار مَا يغلب جَمِيع الشُّهُور وَمَا اكتسبنا فِيهِ من الآثام والأوزار

نُكْتَة حَسَنَة الْإِشَارَة فِيهِ جَاءَ إخْوَة يُوسُف معتمدين عَلَيْهِ فِي سد الْخلَل وإزاحة الْعِلَل بعد أَن كَانُوا أَصْحَاب الْخَطَايَا وزلل

فَأحْسن لَهُم الْإِنْزَال وَأصْلح لَهُم الْأَحْوَال وبلغهم غَايَة الآمال وأطعمهم فِي الْجُوع وَأذن لَهُم فِي الرُّجُوع وَقَالَ لفتيانه اجعلوا بضاعتهم فِي رحالهم لَعَلَّهُم يعرفونها فسد الْوَاحِد خلل أحد عشر

كَذَلِك شهر رَمَضَان وَاحِد والشهور أحد عشر وَفِي أَعمالنَا خلل وَأي خلل وتقصير وَأي تَقْصِير وتفريط فِي طَاعَة الْعَلِيم الْخَبِير

وَنحن نرجو أَن نتلافى فِي شهر رَمَضَان مَا فرطنا فِيهِ فِي سَائِر الشُّهُور ونصلح فِيهِ فَاسد الْأُمُور ويختمه علينا بالفرح وَالسُّرُور ونعتصم فِيهِ بِحَبل الْملك الغفور

إِن شَاءَ الله تَعَالَى بمنه وإحسانه وعفوه وغفرانه إِنَّه سميع بَصِير وَهُوَ نعم أولى وَنعم النصير

٣٦٩ - أَوْلَاد يَعْقُوب ورمضان

وَإِشَارَة أُخْرَى كَانَ ليعقوب أحد عشرا ولدا ذُكُورا وَبَين يَدَيْهِ حاضرين ينظر إِلَيْهِم ويراهم ويطلع على أَحْوَالهم وَمَا يبدوا من أفعالهم وَلم يرْتَد بَصَره بِشَيْء من ثِيَابهمْ وارتد بقميص يُوسُف بَصيرًا وَصَارَ بَصَره منيرا وَصَارَ قَوِيا بعد الضعْف بَصيرًا بعد الْعَمى فَكَذَلِك المذنب العَاصِي إِذا شم رَوَائِح رَمَضَان وَجلسَ فِيهِ مَعَ المذكرين وَقَرَأَ الْقُرْآن وصحبهم بِشَرْط الْإِسْلَام وَالْإِيمَان وَترك الْغَيْبَة وَقَول الْبُهْتَان يصير إِن شَاءَ الله مغفورا لَهُ بعد مَا كَانَ عَاصِيا وقريبا بعد مَا كَانَ قاصيا ينظر بِقَلْبِه بعد الْعَمى ويسعد بِقُرْبِهِ بعد الشقا ويقابل بِالرَّحْمَةِ بعد السخط ويرزق بِلَا مؤونة وَلَا تَعب ويوفق طول حَيَاته ويرفق بِقَبض روحه عِنْد الْوَفَاة ويفضل بالمغفرة عِنْد اللِّقَاء ويحظى فِي الْجنان بدرجات الالتقاء

فَالله الله اغتنموا هَذِه الْفَضِيلَة فِي هَذِه الْأَيَّام القليلة تعقبكم النِّعْمَة الجزيلة والدرجة الجليلة والراحة الطَّوِيلَة إِن شَاءَ الله

هَذِه وَالله الرَّاحَة الوافرة

<<  <   >  >>