للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مبغضيهم لعنة الْجَبَّار ومأواهم جَهَنَّم وَبئسَ الْقَرار

فَلم تزل تكَرر هَذِه الْكَلِمَات حَتَّى إِذا طلع الْفجْر قَالَت لَا إِلَه إِلَّا الله الصَّادِق الْوَعْد والوعيد مُحَمَّد الْهَادِي الرشيد أَبُو بكر الصّديق الْمُوفق السديد عمر بن الْخطاب سور من حَدِيد عُثْمَان الْقَتِيل الشَّهِيد عَليّ ذُو الْبَأْس الشَّديد فعلى مبغضيهم لعنة الرب الْمجِيد فَلَمَّا وصلت الْبر فَإِذا رَأسهَا رَأس نعَامَة ووجهها وَجه إِنْسَان وقوائمها قَوَائِم بعير وذنبها ذَنْب سَمَكَة فَخَشِيت على نَفسِي هالكة فهربت بنفسي أمامها فوقفت فَقَالَت مَا دينك قلت النَّصْرَانِيَّة فَقَالَت وَيلك ارْجع إِلَى الحنيفية فقد حللت بِفنَاء قوم من مؤمني الْجِنّ لَا ينجو مِنْهُم إِلَّا من كَانَ مُسلما قلت وَكَيف الْإِسْلَام قَالَت تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فقلتها فَقَالَت أتم إسلامك بالترحم على أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ

قلت وَمن أَتَاكُم بذلك فَقَالَت قَومنَا حَضَرُوا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسمعوه يَقُول (إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة تَأتي الْجنَّة فتنادي بِلِسَان طلق يَا إلهي قد وعدت أَن تشد أركاني فَيَقُول الْجَلِيل جلّ جَلَاله قد شددت أركانك بِأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وزينتك بالْحسنِ وَالْحُسَيْن ثمَّ قَالَت الدَّابَّة الْمقَام تُرِيدُ أم الرُّجُوع إِلَى أهلك قلت لَهَا الرُّجُوع فَقَالَ اصبر حَتَّى تجتاز مركب وَإِذا مركب تجْرِي فأشرت إِلَيْهِم فدفعوا إِلَيّ زورقا فَلَمَّا عَلَوْت مَعَهم فَإِذا فِي الْمركب إثني عشر رجلا كلهم نَصَارَى فَأَخْبَرتهمْ خبري فأسلموا عَن آخِرهم

فَالله الله عباد الله اشكروا الله على نعْمَة الْإِسْلَام وعَلى هدايتكم لسنة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام ومحبتكم لأَصْحَابه البررة الْكِرَام فقد فَضلكُمْ على جَمِيع الْأَنَام قَالَ الله ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام والطول والإنعام {إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام} آل عمرَان ١٩ وَنَرْجِع إِلَى مَا كُنَّا فِيهِ من الصَّلَاة على خير الْأَنَام مُحَمَّد رَسُول الْملك العلام

وأنشدوا

(لهجت بذكرك مهجتي ولساني ... وحللت من قلبِي بِكُل مَكَان)

(فَأَنا بذكرك فِي الْبَريَّة كلهَا ... علم وحبك آخذ بعناني)

(سُلْطَان حبك فِي الْهوى عين الْهوى ... وَبِه تعزز فِي الْهوى سلطاني)

(أَنْت النَّبِي الْهَاشِمِي مُحَمَّد ... صلى الْإِلَه عَلَيْك فِي الْقُرْآن)

(أَنْت الحبيب لأهل دينك كلهم ... يَوْم الْمعَاد وموقف الخسران)

<<  <   >  >>