للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتدل لَا على مَا لم يَقع كَمَا تدل النُّون عَلَيْهِ إِذا قلت واللهِ لَأَفْعَلَنَّ ثمَّ نفيت فَقلت واللهِ لَا أفعل فَهَذَا مُبين بأنفس الْحُرُوف مستغن فِيهِ عَن غَيرهَا لِأَن النُّون إِنَّمَا دخلت لتفصل بَين مَعْنيين فَإِذا كَانَ الْفَصْل بغَيْرهَا لم تحتج إِلَيْهَا وَاعْلَم أَن قَوْلك أَقْسَمت لَأَفْعَلَنَّ وَأَقْسَمت لَا تفعل بِمَنْزِلَة قَوْلك قلت وَالله لاتفعل وَقلت وَالله لتفعلن وَاعْلَم أَنَّك إِذا أَقْسَمت على فعل ماضي فأدخلت عَلَيْهِ اللَّام لم تجمع بَين اللَّام وَالنُّون لِأَن الْفِعْل الْمَاضِي مَبْنِيّ على الْفَتْح غير متغيرة لامه وَإِنَّمَا تدخل النُّون على مَا لم يَقع كَمَا ذكرت فَلَمَّا كَانَت لَا تقع لما يكون فِي الْحَال كَانَت من الْمَاضِي أبعد وَذَلِكَ قَوْلك وَالله لرأيت زيدا يضْرب عمرا لأنكر ذَلِك وَإِن وصلت اللَّام ب قد فجيد فَبَالغ تَقول واللله لقد رَأَيْت زيدا واللهِ لقد انْطلق فِي حَاجَتك وسنفسر الْفَصْل بَين الْفِعْل بقد وَبَين الْفِعْل إِذا لم تدخله أما قد فأصلها أَن تكون مُخَاطبَة لقوم يتوقون الْخَبَر فَإِذا قلت قد جَاءَ زيد لم تضع هَذَا الْكَلَام ابْتِدَاء على غير أَمر كَانَ بَيْنك وَبَينه أَو أَمر تعلم أَنه لَا يتوقعه فَإِن أدخلت اللَّام على قد فَإِنَّمَا تدْخلهَا على هَذَا الْوَجْه فَأَما قَوْلك واللهِ لكذب زيد كذبا مَا أَحسب اللهَ يغفره لَهُ فَإِنَّمَا تَقْدِيره لقد لِأَنَّهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>