للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْإِضَافَة عملت هَذِه الْأَسْمَاء فِيمَا بعْدهَا بِمَا فِيهَا من معنى الْفِعْل وَكَانَ الْمَنْصُوب مَفْعُولا صَحِيحا؛ لِأَنَّهَا أَسمَاء الفاعلين فى الْحَقِيقَة وفيهَا كنايتهم فَإِذا قلت: عشرُون رجلا فَإِنَّمَا انتصب بإدخالك النُّون مَا بعْدهَا تَشْبِيها بذلك؛ كَمَا أَن قَوْلك: إِن زيدا منطلق وَلَعَلَّ زيدا أَخُوك مشبه بِالْفِعْلِ فى اللَّفْظ، وَلَا يكون مِنْهُ (فعل) ، وَلَا (يفعل) وَلَا شئ من أَمْثِلَة الْفِعْل؛ وكما أَن (كَانَ) فى وزن الْفِعْل / وتصرفه، وَلَيْسَت فعلا على الْحَقِيقَة تَقول: ضرب زيدا عمرا، فتخبر بِأَن فعلا وصل من زيد إِلَى عَمْرو فَإِذا قلت: كَانَ زيد أَخَاك لم تخبر أَن زيدا أوصل إِلَى الْأَخ شَيْئا، وَلَكِن زعمت أَن زيدا أخوة فِيمَا خلا من الدَّهْر والتشبيه يكون للفظ، وللتصرف، وَالْمعْنَى فَأَما الْمَعْنى فتشبيهك (مَا) بليس و (لَيْسَ) فعل و (مَا) حرف، وَالْمعْنَى وَاحِد فَهَذَا سَبِيل كل مَا كَانَت النُّون فِيهِ عاملة من التَّبْيِين فَإِن قلت: هَل يجوز عندى عشرو رجل؟ فَإِن ذَلِك غير جَائِز؛ لِأَن الْإِضَافَة تكون على جِهَة الْملك إِذا قلت: عشرو زيد، فَلَو أدخلت التَّمْيِيز على هَذَا الْمُضَاف لالتبس على السَّامع قصدك إِلَى تَعْرِيف النَّوْع بتعرفك إِيَّاه صَاحب الْعشْرين، وَلم يكن إِلَى النصب سَبِيل؛ لِأَنَّهُ فى بَاب الْإِضَافَة كَقَوْلِك: ثوب زيد، وَدِرْهَم عبد الله والتبيين فى بَابه من النصب وَإِثْبَات النُّون؛ فَامْتنعَ من إِدْخَاله فى غير بَابه مَخَافَة اللّبْس وَمِمَّا ينصب قَوْلك: هَذَا أفضلهم رجلا، وأفره النَّاس عبدا / وَذَلِكَ أَنَّك كنت تَقول فى المصادر: أعجبنى ضرب زيد عمرا، فتضيف إِلَى زيد الْمصدر؛ لِأَنَّهُ فعله، فتشغل الْإِضَافَة بِالْفِعْلِ، فتنصب عمرا؛ لِأَنَّهُ مفعول وَلَوْلَا أَنَّك أضفت إِلَى زيد لَكَانَ (عَمْرو) مخفوضا بِوُقُوع الْمُضَاف عَلَيْهِ؛ كَمَا أَنَّك لَو لم تنون فى قَوْلك: ضاربون زيدا لحل (زيد) مَحل التَّنْوِين، وانخفض بِالْإِضَافَة

<<  <  ج: ص:  >  >>