للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(هَذَا بَاب المصادر الَّتِى تشركها أَسمَاء الفاعلين، وَلَا تكون وَاقعَة هَذَا الْموقع إِلَّا وَمَعَهَا دَلِيل من مُشَاهدَة، فهى مَنْصُوبَة على ذَلِك، خَبرا كَانَت أَو استفهاما)

وَذَلِكَ قَوْلك: أقائما يَا فلَان وَقد قعد النَّاس، وَذَلِكَ أَنه رَآهُ فى حَال قيام، فوبخه بذلك فالتقدير: أتثبت قَائِما وَقد قعد النَّاس، وَلَيْسَ يخبر عَن قيام منقض، وَلَا عَن قيام تستأنفه وَكَذَلِكَ لَو قَالَ: أقياما وَقد قعد النَّاس، وأجلوسا وَالنَّاس يَسِيرُونَ، وَمثله: أتخلفا عَن زيد مَعَ بره بك وفضله وَمن ذَلِك قَول الشَّاعِر:

(أطربا وَأَنت قنسرى ... )

إِنَّمَا رأى نَفسه فى حَال طرب / مَعَ سنه، فوبخها بذلك وَلَو لم تستفهم لَقلت مُنْكرا: قَاعِدا علم الله - وَقد سَار النَّاس، قَائِما كَمَا يرى وَالنَّاس قعُود فَهَذَا لَا يكون إِلَّا لما تشاهد من الْحَال؛ فَلذَلِك اسْتَغْنَيْت عَن ذكر الْفِعْل وَاعْلَم أَن الْأَسْمَاء الَّتِى لم تُؤْخَذ من الْأَفْعَال تجرى هَذَا المجرى وَذَلِكَ أَن ترى الرجل فى حَال تلون وتنقل، فَتَقول: أتميميا مرّة، وقيسيا أُخْرَى، تُرِيدُ: أتتحول وتتلون، وأغناه عَن ذكر الْفِعْل مَا شَاهد من الْحَال

<<  <  ج: ص:  >  >>