للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(هَذَا بَاب الْجمع الْمَزِيد فِيهِ، وَغير الْمَزِيد)

أما مَا من الْجمع على مِثَال مفاعل، ومفاعيل؛ نَحْو: مصاحف، ومحاريب، وَمَا كَانَ على هَذَا الْوَزْن؛ نَحْو: فعالل، وفواعل، / وأفاعل، وأفاعيل وكل مَا كَانَ مِمَّا كَانَ لم نذكرهُ على سُكُون هَذَا وحركته وعدده، فَغير منصرف فى معرفَة وَلَا نكرَة وَإِنَّمَا امْتنع من الصّرْف فيهمَا؛ لِأَنَّهُ على مِثَال لَا يكون عَلَيْهِ الْوَاحِد، وَالْوَاحد هُوَ الأَصْل، فَلَمَّا باينه هَذِه المباني، وتباعد هَذَا التباعد فى النكرَة - امْتنع من الصّرْف فِيهَا، وَإِذا امْتنع من الصّرْف فِيهَا فَهُوَ من الصّرْف فى الْمعرفَة أبعد ويدلك على ذَلِك قَول الله عز وَجل: {من محاريب وتماثيل} وَقَوله: {لهدمت صوامع وَبيع وصلوات ومساجد} كل هَذَا هَذِه علته فَإِن لحقته الْهَاء للتأنيث انْصَرف فى لنكرة على مَا وصفت لَك فى الْهَاء أَولا؛ لِأَن كلما مَا كَانَت فِيهِ فمصروف فى النكرَة، وممتنع من الصّرْف فى الْمعرفَة؛ لِأَن الْهَاء علم التَّأْنِيث، فقد خرجت بِمَا كَانَ من هَذَا الْجمع إِلَى بَاب طَلْحَة، وحمدة؛ وَذَلِكَ؛ نَحْو: صياقلة، وبطارقة فَإِن قَالَ قَائِل: فَمَا باله انْصَرف فى النكرَة، وَقد كَانَ قبل الْهَاء لَا ينْصَرف فِيهَا؟ فَالْجَوَاب فى ذَلِك: أَنه قد خرج إِلَى مِثَال / يكون للْوَاحِد أَلا ترى أَنَّك تَقول: رجل عباقية، وحمار حزابية، فالهاء أخرجته إِلَى هَذَا الْمِثَال؛ كَمَا أَن

<<  <  ج: ص:  >  >>