للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَالْأول كَقَوْلِك إشتريت فرسا ثمَّ بِعْت الْفرس أَي بِعْت الْفرس الْمَذْكُور وَلَو قلت ثمَّ بِعْت فرسا لَكَانَ غير الْفرس الأول قَالَ الله تَعَالَى مثل نوره كمشكاة فِيهَا مِصْبَاح الْمِصْبَاح فِي زجاجة الزجاجة كَأَنَّهَا كَوْكَب درى وَالثَّانِي كَقَوْلِك جَاءَ القَاضِي إِذا كَانَ بَيْنك وَبَين مخاطبك عهد فِي قَاض خَاص وَأما الَّتِي لتعريف الْجِنْس فكقولك الرجل أفضل من الْمَرْأَة إِذْ لم ترد بِهِ رجلا بِعَيْنِه وَلَا امْرَأَة بِعَينهَا وَإِنَّمَا أردْت أَن هَذَا الْجِنْس من حَيْثُ هُوَ أفضل من هَذَا الْجِنْس من حَيْثُ هُوَ وَلَا يَصح ان يُرَاد بِهَذَا أَن كل وَاحِد من الرِّجَال أفضل من كل وَاحِدَة من النِّسَاء لِأَن الْوَاقِع بِخِلَافِهِ وَكَذَلِكَ قَوْلك أهلك النَّاس الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَقَوله تَعَالَى وَجَعَلنَا من المَاء كل شَيْء حَيّ وأل هَذِه هِيَ الَّتِي يعبر عَنْهَا بالجنسية ويعبر عَنْهَا أَيْضا بِالَّتِي لبَيَان الْمَاهِيّة وبالتي لبَيَان الْحَقِيقَة وَأما الَّتِي للاستغراق فعلى قسمَيْنِ لِأَن الِاسْتِغْرَاق إِمَّا أَن يكون بِاعْتِبَار حَقِيقَة الْأَفْرَاد أَو بِاعْتِبَار صِفَات الْأَفْرَاد فَالْأول نَحْو وَخلق الْإِنْسَان ضَعِيفا أَي كل وَاحِد من جنس الانسان ضَعِيف وَالثَّانِي نَحْو قَوْلك أَنْت الرجل أَي الْجَامِع لصفات الرِّجَال المحمودة وَضَابِط الأولى أَن يَصح حُلُول كل محلهَا على جِهَة الْحَقِيقَة فَإِنَّهُ لَو قيل وَخلق كل إِنْسَان ضَعِيفا لصَحَّ ذَلِك على جِهَة الْحَقِيقَة وَضَابِط الثَّانِيَة أَن يَصح حُلُول كل محلهَا على جِهَة الْمجَاز فَإِنَّهُ لَو قيل أَنْت كل الرجل لصَحَّ ذَلِك على جِهَة الْمُبَالغَة كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كل الصَّيْد فِي جَوف الفرا وَقَول الشَّاعِر

<<  <   >  >>