للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَلَا يعْمل فِيهِ من الْأَفْعَال إِلَّا مَا يتَكَرَّر ويتطاول فَلَا يُقَال مَاتَ زيد يَوْمَيْنِ وَمن ثمَّ قدر فِي {فأماته الله مائَة عَام} [الْبَقَرَة: ٢٥٩] (فألْبَثَهُ) وَغير مَعْدُود وَهُوَ أَسمَاء الْأَيَّام كالسبت والأحد وَمَا يخصص بِالْإِضَافَة كَيَوْم الْجمل أَو ب (أل) كَالْيَوْمِ وَاللَّيْلَة أَو بِالصّفةِ كقعدت عنْدك يَوْمًا قعد عنْدك فِيهِ زيد وَمَا أضافت إِلَيْهِ الْعَرَب لفظ (شهر) من أَعْلَام الشُّهُور وَهُوَ رَمَضَان وربيع الأول وربيع الآخر خَاصَّة ثمَّ ظرف الزَّمَان قِسْمَانِ أَحدهمَا متصرف وَهُوَ مَا جَازَ أَن يسْتَعْمل غير ظرف كَأَن يكون فَاعِلا أَو مُبْتَدأ أَو خَبرا أَو ينْتَصب مَفْعُولا بِهِ أَو ينجر بِغَيْر (من) كسرني يَوْم الْخَمِيس وَيَوْم الْجُمُعَة مبارك وَالْيَوْم يَوْم الْجُمُعَة وأجئت يَوْم الْجُمُعَة و {ليجمعنكم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة} [النِّسَاء: ٧٦] ثمَّ هُوَ نَوْعَانِ منصرف كحين وَوقت وَسَاعَة وَشهر وعام ودهر وَغير منصرف كغدوة وبكرة علمين قصد بهما التَّعْيِين أم لَا لِأَنَّهُ علميتهما جنسية فيستعملان اسْتِعْمَال أُسَامَة فَكَمَا يُقَال عِنْد قصد التَّعْمِيم أُسَامَة شَرّ السِّباع وَعند التَّعْيِين هَذَا أُسَامَة فاحذره يُقَال عِنْد قصد التَّعْمِيم غدْوَة أَو بكرَة وَقت نشاط وَعند قصد التَّعْيِين لأسيرن اللَّيْلَة إِلَى غدْوَة أَو بكرَة وَقد يخلوان من العلمية لِأَن ينكرا بعْدهَا فينصرفان ويتصرفان وَمِنْه {وَلَهُم رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكّرًَ وعَشِيًا} [مَرْيَم: ٦٢] قَالَ أَبُو حَيَّان جعلت الْعَرَب (غدْوَة) و (بكرَة) علمين لهذين الْوَقْتَيْنِ وَلم تفعل ذَلِك فِي نظائرها كعتمة وضحوة وَنَحْوهمَا وَذكر بَعضهم أَن (بكرَة) فِي الْآيَة إِنَّمَا نونت لمناسبة (عشيا) الثَّانِي غير متصرف بِأَن لَا يخبر عَنهُ وَلَا يجر بِغَيْر (من) بل يلْزم النصب على الظَّرْفِيَّة أَو يجر ب (من) وَإِنَّمَا لم يحكموا بِتَصَرُّف مَا جر ب (من) وَحدهَا كعند وَقبل لِأَن (من) كثرا زيادتها فَلم يعْتد بِدُخُولِهَا على الظّرْف الَّذِي لَا يتَصَرَّف وَهُوَ أَيْضا نَوْعَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>