للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والفِلَاطُ، ككِتابٍ: المُفَاجَأَةُ، لغةٌ لهُذَيْلٍ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيّ:

(بِهِ أَحْمي المُضَافَ إِذا دَعَانِي ... ونَفْسِي ساعَةَ الفَزَعِ الفِلَاطِ)

ورُفِعَ إِلى عُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ رَجُلٌ قالَ لآخَرَ، فِي يَتيمَةٍ كَفَلَها: إِنَّكَ تَبُوكُها، فأَمَرَ بحَدِّهِ، فَقَالَ: أَأُضْرَبُ فِلَاطاً قالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي فَجْأَةً. وأَفْلَطَني الرَّجُلُ إِفْلَاطاً، مثل أَفْلَتَنِي. قالَ الخَليلُ: أَفْلَطَنِي لُغَةٌ قَبيحَةٌ تَمِيمِيَّةٌ فِي أَفْلَتَني، كَمَا فِي الصّحاح. وَقد اسْتَعْمَلَهُ ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ، فَقَالَ:

(بأَصْدَقِ بأْسٍ من خَليلِ ثَمِينَةٍ ... وأَمْضَى إِذا مَا أَفْلَطَ القَائمَ اليَدُ)

أرادَ: أَفْلَتَ القَائمُ اليَدَ، فقلبَ، هَكَذَا هُوَ فِي اللِّسَان. والرِّوايَةُ: بأَصْدَقَ بأْساً. والَّذي فِي شَرْحِ الدِّيوانِ: أَنَّ أَفْلَطَ هُنَا بِمَعْنى فَاجَأَ، أَي أَصابَهُ فَجْأَةً، فتأَمَّلْ. وأَفْلَطَني الأَمْرُ: فاجَأَنِي، قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ:

(أَفْلَطَها اللَّيْلُ بعِيرٍ فَتَسْ ... عَى ثَوْبُها مُجْتَنِبُ المَعْدِلِ)

قالَ الصَّاغَانِيّ: ويُرْوَى بَعِيراً، ويُرْوَى: مُخْتَلِفُ المَعْدِلِ، أَي فاجَأَها اللَّيْلُ بعِيرٍ تَحْمِلُ بعضَ مَا تُحِبَّ، أَي بُشِّرَت بمَجيءِ العِيرِ، وَفِي اللِّسَان: بعِيرٍ فِيهَا زَوْجُها فخَرَجَتْ تَسْعَى من الفَرَحِ، فتَعَلَّقَ ثَوْبُها بشَجَرَةٍ فِي ناحِيَةِ الطَّريقِ فانْشَقَّ، وَقَالَ الجُمَحِيُّ: أَفْلَطَها: أَفْلَتَها، أَي أَضَلَّ لَهَا اللَّيْلَ بَعِيراً، فَهِيَ تَسْعَى فِي طَلَبِه.