للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(تَطاوَلَ هَذَا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ ... وأَرَّقَني ألاّ خَليلَ أُداعِبُهْ)

(فوَاللهِ لَوْلَا اللهُ لَا رَبَّ غَيْرُه ... لزُعْزِعَ من هَذَا السَّريرِ جَوانِبُهْ)

ورِيحٌ زَعْزَعٌ، وزَعْزَعان، وزَعْزَاعٌ، وزُعازِع، الأخيرُ بالضَّمّ نَقَلَهُنَّ الجَوْهَرِيّ، مَا عدا الثالثةَ، وضَبَطَ الأخيرةَ بالفَتْح، أَي تُزَعْزِعُ الأشياءَ وتُحرِّكُها. وأنشدَ الصَّاغانِيّ لأبي قَيْسِ بنِ الأَسْلَت:

(كأنَّ أَطْرَافَ وَلِيَّاتِها ... فِي شَمْأَلٍ حَصّاءَ زَعْزَاعِ)

والزَّعْزاعَة: الكَتيبةُ الكثيرةُ الخَيل، قَالَ زُهَيْر بنُ أبي سُلْمى يمدحُ الحارثَ بنَ وَرْقَاءَ الصَّيْداوِيَّ حِين أَطْلَقَ يَساراً:

(يُعطي جَزيلاً ويَسمو غَيْرَ مُتَّئِدٍ ... بالخَيلِ للقومِ فِي الزَّعْزاعَةِ الجُولِ)

أرادَ فِي الكَتيبةِ الَّتِي يتحرَّكُ جُولُها، أَي ناحِيَتُها، ويَتَرَمَّزُ، فأضافَ الزَّعْزاعَة إِلَى الجُول.

وسَيرٌ زَعْزَعٌ، ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ وَلم يُفَسِّرْه، وفسَّرَه الصَّاغانِيّ فَقَالَ: أَي فِيهِ تَحرُّكٌ، وَفِي اللِّسان: أَي شديدٌ، وَهُوَ مَجاز، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لأُميَّةَ بنِ أبي عائذٍ الهُذَلِيِّ يصفُ نَاقَة:

(وتَرْمَدُّ هَمْلَجةً زَعْزَعا ... كَمَا انْخَرطَ الحَبلُ فَوْقَ المَحَالِ)

قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: المُزَعْزَعُ بالفَتْح، أَي على صيغةِ اسمِ المَفعولِ: الفالوذ، وَكَذَلِكَ المُلَوَّص، والمُزَعْفَر، واللَّمْص، واللَّوَاص، والمِرِطْراط، والسِّرِطْراط وَقد ذُكِرَ كلٌّ فِي بابِه. وتَزْعَزعَ: تحرّكَ، وَهُوَ مُطاوِعُ زَعْزَعَتْهُ الرِّيحُ، قَالَ الْأَعْشَى يَمْدَحُ هَوْذَةَ بنَ عليٍّ الحَنَفيَّ: