للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: السَّهَفُ، بالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ الْعَطَشِ، يُقَال: سَهِفَ، كَفَرِحَ، يَسْهَفُ، سَهَفاً، وَهُوَ سَاهِفٌ. يُقَال: رَجُلٌ مَسْهُوفٌ: كَثِيرُ الشُّرْبِ لِلْمَاءِ، لَا يَكَادُ يَرْوَي: وَكَذَلِكَ رَجُلٌ سَاهِفٌ، يُقَال: أَصَابَهُ السُّهَافُ، كغُرَابٍ مِثْل الْعُطَاشِ سَواء.

والسَّاهِفُ: الْهَالِكَ، ويُقَال: الَّذِي خَرَجَ رُوحُه، ويُقَال الْعَطْشَانُ، كالسَّافِهِ، أَو مَن غَلَبَهُ الْعَطَشُ عنْدَ النَّزْعِ، عِنْدَ خُرُوجِ رُوحِهِ، أَو الذِي نُزِفَ فأُغْمِيَ عَلَيْهِ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وبكُلِّ ذَلِك فُسِّرِ قَوْلُ سَاعِدَةَ السَّابِقُ. يُرْوَي بَيْتُ أَبي خِرَاشٍ الهُذَلِيِّ: وَإِن قد تَرَى مِنّي لِمَا قد أَصَابَنِي مِنَ الْحُزْنِ أَنِّي سَاهِفُ الْوَجْهِ ذُو هَمِّ أَي: مُتَغَيِّرُهُ، قَالَهُ ابْن شُمَيْلٍ، ويُرْوَي، سَاهِمُ الوَجْهِ.

يُقَال: طَعَامُ فُلانٍ مَسْهَفَةٌ، ومَسْفَهَةٌ، علَى القَلْبِ، إِذا كَان يَسْقِى الْمَاءَ كَثِيراً قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وأَرَى قَوْلَ الهُذَلِيِّ:) وسَاهِف ثَمِلٍ (مِن هَذَا. واسْتَهَفَهُ، اسْتِهَافاً، اسْتَخَفَّهُ، وَكَذَلِكَ: ازْدَهَفَهُ.

ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: نَاقَةٌ مِسْهافٌ: سَرِيعَةُ العَطَشِ.

والمَسْهَفَةُ: المَمَرُّ، كالمَسْهَكَةِ، قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

(بِمَسْهَفَةِ الرِّعَاءِ إذَا ... هُمُ رَاحُوا وإنْ نَعَقُوا)

كَذَا فِي اللِّسَانِ، وَلم أَجِدْهُ فِي شِعْرِهِ.